رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

خطة "علام"‬‭ ‬لاحتواء‭ ‬أزمات ‬‮"‬عاشور"‮‬‭ ‬و"عطية"‬.. و‮"‬حرب‭ ‬البلاغات"‬‭ ‬تهدد‭ ‬استقرار‭ ‬نقابة‭ ‬أصحاب‭ ‬الروب‭ ‬الأسود

عبد‭ ‬الحليم‭ ‬علام،‭
عبد‭ ‬الحليم‭ ‬علام،‭ ‬نقيب‭ ‬المحامين‭ ‬الجديد

إرث‭ ‬ثقيل‭ ‬يحمله‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬علام،‭ ‬نقيب‭ ‬المحامين‭ ‬الجديد،‭ ‬على‭ ‬كتفه،‭ ‬فهو‭ ‬امتداد‭ ‬لجبهة‭ ‬رجائى‭ ‬عطية‭ ‬النقيب‭ ‬السابق‭ ‬ومنسق‭ ‬عام‭ ‬جبهة‭ ‬الإصلاح‭ ‬النقابى‭ ‬التى‭ ‬أعلنت‭ ‬الفقية‭ ‬القانونى‭ ‬رجائى‭ ‬عطية‭ ‬مرشحًا‭ ‬لها،‭ ‬والتى‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تزحزح‭ ‬سامح‭ ‬عاشور،‭ ‬نقيب‭ ‬المحامين‭ ‬الأسبق‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬بعدما‭ ‬تمترس‭ ‬على‭ ‬مقعد‭ ‬النقيب‭ ‬العام‭ ‬قرابة‭ ‬‮١٦‬‭ ‬عامًا‭.‬


اعتادت‭ ‬نقابة‭ ‬المحامين‭ ‬أن‭ ‬تضم‭ ‬بين‭ ‬مجالسها‭ ‬المتعاقبة‭ ‬كافة‭ ‬التوجهات‭ ‬والانتماءات،‭ ‬يختلفون‭ ‬حول‭ ‬ملفات‭ ‬جوهرية،‭ ‬ولكن‭ ‬يعمل‭ ‬الجميع‭ ‬لصالح‭ ‬عموم‭ ‬المحامين،‭ ‬كل‭ ‬وفقًا‭ ‬لرؤيته،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬سامح‭ ‬عاشور‭ ‬فى‭ ‬منصب‭ ‬نقيب‭ ‬المحامين‭ ‬لعدة‭ ‬دورات‭ ‬متتالية،‭ ‬تقاربت‭ ‬تركيبة‭ ‬المجلس‭ ‬وجاءت‭ ‬فى‭ ‬أغلبها‭ ‬موالية‭ ‬لـ«عاشور‮»‬‭.‬


فى‭ ‬مارس‭ ‬‮٢٠٢٢‬‭ ‬ومع‭ ‬فوز‭ ‬رجائى‭ ‬عطية‭ ‬بمنصب‭ ‬نقيب‭ ‬المحامين،‭ ‬وخسارة‭ ‬سامح‭ ‬عاشور،‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬فوز‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬المحسوبين‭ ‬على‭ ‬الأخير،‭ ‬وفوز‭ ‬أعضاء‭ ‬آخرين‭ ‬محسوبين‭ ‬على‭ ‬جبهة‭ ‬‮«‬عطية‮» ‬‭ ‬أو‭ ‬أعضاء‭ ‬معارضون‭ ‬لعاشور‭ ‬أعيد‭ ‬انتخابهم،‭ ‬اشتغل‭ ‬فتيل‭ ‬الأزمة،‭ ‬وتمرد‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬قرارات‭ ‬النقيب‭ ‬العام،‭ ‬وشككوا‭ ‬فى‭ ‬مشروعية‭ ‬وجوده‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬النقابة،‭ ‬بل‭ ‬وصل‭ ‬بهم‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬للطعن‭ ‬فى‭ ‬قانونية‭ ‬تشكيل‭ ‬هيئة‭ ‬المكتب‭.‬


الوضع‭ ‬داخل‭ ‬النقابة‭ ‬ربما‭ ‬يختلف‭ ‬قليلا‭ ‬عن‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين،‭ ‬فالانتخابات‭ ‬التى‭ ‬أجريت‭ ‬فى‭ ‬‮٤‬‭ ‬سبتمبر‭ ‬الجارى،‭ ‬انتخابات‭ ‬استثنائية‭ ‬جاءت‭ ‬قبل‭ ‬موعدها‭ ‬بعامين‭ ‬وكانت‭ ‬على‭ ‬مقعد‭ ‬النقيب‭ ‬العام‭ ‬فقط،‭ ‬وليس‭ ‬كل‭ ‬المجلس،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬الوفاة‭ ‬المفاجئة‭ ‬للنقيب‭ ‬الراحل‭ ‬رجائى‭ ‬عطية،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فيها‭ ‬سامح‭ ‬عاشور‭ ‬منافسًا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬استبعاده،‭ ‬وبالتالى‭ ‬الأعضاء‭ ‬من‭ ‬المحسوبين‭ ‬على‭ ‬معسكر‭ ‬‮ «عاشور»‬‭ ‬لم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬التشكيك‭ ‬فى‭ ‬شرعية‭ ‬وجود ‬‮«‬علام‮» كما‭ ‬حدث‭ ‬عقب‭ ‬تولى‭ ‬رجائى‭ ‬عطية‭ ‬منصب‭ ‬النقيب‭ ‬العام‭.‬


يتخوف‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬عرقلة‭ ‬مصالح‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬بسبب‭ ‬اختلاف‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس،‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬سوى‭ ‬سامح‭ ‬عاشور‭ ‬نقيبًا‭ ‬للمحامين،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬جبهته‭ ‬ولكن‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يحترم‭ ‬دوره‭ ‬النقابى‭ ‬ويقدر‭ ‬أصوات‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬التى‭ ‬اختارته‭ ‬ليمثلها‭ ‬ويسعى‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مصالح‭ ‬المحامين‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الانتماءات‭.‬


‮«‬أكاديمية‭ ‬المحاماة‮»

‬‭ ‬كبرى‭ ‬المشكلات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬نقيب‭ ‬المحامين،‭ ‬إذ‭ ‬يصطدم‭ ‬بنص‭ ‬قانونى‭ ‬أضيف‭ ‬إلى‭ ‬قانون‭ ‬المحاماة‭ ‬فى‭ ‬تعديلات‭ ‬‮٢٠١٩‬،‭ ‬بإنشاء‭ ‬أكاديمية‭ ‬للمحاماة‭ ‬الدراسة‭ ‬فيها‭ ‬شريطة‭ ‬القيد،‭ ‬وأن‭ ‬بداية‭ ‬الدراسة‭ ‬يناير‭ ‬‮٢٠٢١‬،‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬التى‭ ‬واجهت‭ ‬رجائى‭ ‬عطية‭ ‬واستطاع‭ ‬أى‭ ‬يجد‭ ‬لها‭ ‬مخرجا‭ ‬قانونيا‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬إنشاء‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬فالبرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬اعتبر‭ ‬وجود‭ ‬الأكاديمية‭ ‬عدم‭ ‬اعتراف‭ ‬صريح‭ ‬بكليات‭ ‬الحقوق‭ ‬وقيمتها،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أعلن‭ ‬أنه‭ ‬يحترم‭ ‬القانون‭ ‬وملتزم‭ ‬بتطبيق‭ ‬مواده،‭ ‬لحين‭ ‬التفاوض‭ ‬مع‭ ‬المشرع‭ ‬لإلغائها،‭ ‬يتصور‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬‮ «علام‮»‬‭ ‬سيسلك‭ ‬نفس‭ ‬مسلك‭ ‬سابقة،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أنه‭ ‬ينتمى‭ ‬لنفس‭ ‬الجبهة،‭ ‬بل‭ ‬يعتبر‭ ‬أبرز‭ ‬مؤسسيها‭.‬

حرب ‬‮ «‬البلاغات»‬‭ ‬إن‭ ‬جاز‭ ‬التعبير‭ ‬بين‭ ‬رجائى‭ ‬عطية‭ ‬وسامح‭ ‬عاشور‭ ‬مستمرة‭ ‬رغم‭ ‬وفاة‭ ‬الأول،‭ ‬فبعد‭ ‬تولى‭ ‬‮«‬عطية‮»‬‭ ‬المنصب،‭ ‬حرر‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬البلاغات‭ ‬لدى‭ ‬نيابة‭ ‬الأموال‭ ‬العامة‭ ‬يتهم‭ ‬فيها‭ ‬سامح‭ ‬عاشور‭ ‬نقيب‭ ‬المحامين‭ ‬الأسبق‭ ‬بإهدار‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬وقضايا‭ ‬فساد،‭ ‬منها‭ ‬بلاغ‭ ‬ضده‭ ‬لشراء‭ ‬صندل‭ ‬نيلى‭ ‬خصصها‭ ‬لمحامين،‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬للاستعمال،‭ ‬وتم‭ ‬تفكيكه‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬لسان ‭ ‬«عطية»‬‭.‬

وبلاغات‭ ‬أخرى‭ ‬خاصة‭ ‬بقرض‭ ‬أجنبى‭ ‬عرف‭ ‬بقرض‭ ‬اليورو‭ ‬لإنشاء‭ ‬مبنى‭ ‬النقابة‭ ‬الجديد،‭ ‬ومدينة‭ ‬المحامين‭ ‬بالغردقة،‭ ‬ومؤتمرات‭ ‬المحامين‭ ‬السنوية‭ ‬وهكذا،‭ ‬جميعها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قيد‭ ‬التحقيقات،‭ ‬ويبقى‭ ‬أمام‭ ‬النقيب‭ ‬الجديد‭ ‬مساران،‭ ‬إغلاق‭ ‬الملف‭ ‬بالتنازل،‭ ‬أو‭ ‬إنعاشه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬والسعى‭ ‬لمحاسبة‭ ‬كل‭ ‬متورط‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬صحت‭ ‬ادعاءاتهم‭.‬

تنقية الجداول

لا‭ ‬يكاد‭ ‬النقيب‭ ‬الجديد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬مكتبه،‭ ‬وإذ‭ ‬به‭ ‬أمام‭ ‬أتلال‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬والمشكلات،‭ ‬التى‭ ‬فى‭ ‬القلب‭ ‬منها‭ ‬تنقية‭ ‬الجداول،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬المحسوبة‭ ‬على‭ ‬عهد‭ ‬سامح‭ ‬عاشور،‭ ‬فمنذ‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬خريجى‭ ‬التعليم‭ ‬المفتوح‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬وإسقاط‭ ‬عضوية‭ ‬غير‭ ‬المشتغلين‭ ‬بمهنة‭ ‬المحامين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شروط‭ ‬تتعلق‭ ‬بأدلة‭ ‬الاشتغال‭ ‬وشهادة‭ ‬التحركات‭ ‬ونقابة‭ ‬المحامين‭ ‬على‭ ‬صفيح‭ ‬ساخن‭.‬


قضايا‭ ‬بالجملة‭ ‬منظورة‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬ضد‭ ‬قرارات‭ ‬تنقية‭ ‬الجداول‭ ‬التى‭ ‬سنها‭ ‬سامح‭ ‬عاشور‭ ‬النقيب‭ ‬الأسبق،‭ ‬واستكملها‭ ‬رجائى‭ ‬عطية،‭ ‬نقيب‭ ‬المحامين‭ ‬السابق،‭ ‬الذى‭ ‬شكل‭ ‬لجنة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬القيد‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬أوراق‭ ‬المسقط‭ ‬عضويتهم،‭ ‬وإعادتهم‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أزيل‭ ‬السبب‭ ‬الذى‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬استبعادهم‭ ‬من‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬لنقابة‭ ‬المحامين‭.‬

 

نقلًا عن العدد الورقي…

Advertisements
الجريدة الرسمية