رئيس التحرير
عصام كامل

خطة‭ ‬إنقاذ‭ ‬الجامعة‭ ‬العمالية.. وزير‭ ‬سابق‭ ‬يترأسها‭ ‬ويعيد‭ ‬تسعير‭ ‬مصروفاتها‭ ‬للمنافسة‭ ‬مع‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭. ‬ ومستثمرون‭ ‬يشاركون‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬والتشغيل

أرشيفية
أرشيفية

شهدت‭ ‬الجامعة‭ ‬العمالية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬التى‭ ‬تسببت‭ ‬فى‭ ‬تردى‭ ‬الأوضاع‭ ‬وتفاقم‭ ‬المشكلات‭ ‬بصورة‭ ‬استدعت‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬لانتشال‭ ‬11‭ ‬فرعا‭ ‬فى‭ ‬محافظات‭ ‬‮«‬القاهرة،‭ ‬الإسكندرية،‭ ‬كفر‭ ‬الشيخ،‭ ‬الغربية،‭ ‬الشرقية،‭ ‬الدقهلية،‭ ‬دمياط،‭ ‬الإسماعيلية،‭ ‬بنى‭ ‬سويف،‭ ‬أسوان،‭ ‬أسيوط‮» ‬‭ ‬من‭ ‬الضياع‭.‬


يمكن‭ ‬توصيف‭ ‬بداية‭ ‬الأزمة‭ ‬عندما‭ ‬تقدم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬بشكاوى‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬تردي‭ ‬الوضع‭ ‬داخل‭ ‬الجامعة‭ ‬العمالية،‭ ‬ووصل‭ ‬صوت‭ ‬الطلاب‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬العالى‭ ‬التى‭ ‬تدخلت‭ ‬لحل‭ ‬المشكلة‭ ‬ولم‭ ‬تفلح،‭ ‬فاندلع‭ ‬صدام‭ ‬كبير‭ ‬عام‭ ‬2009‭ ‬بين‭ ‬الوزارة‭ ‬والجامعة‭ ‬العمالية‭ ‬بعدما‭ ‬رفض‭ ‬المجلس‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬معادلة‭ ‬درجة‭ ‬بكالوريوس‭ ‬أخصائى‭ ‬رقابة‭ ‬جودة‭.‬


حاليا‭ ‬تكمن‭ ‬المشكلة‭ ‬فى‭ ‬التمويل‭ ‬الذى‭ ‬يحتاجه‭ ‬اتحاد‭ ‬العمال‭ ‬لتنفيذ‭ ‬ملاحظات‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬العالى‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للجامعات‭ ‬حتى‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬التطوير‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تكاتف‭ ‬كافة‭ ‬النقابات‭ ‬العامة‭ ‬لتدبير‭ ‬التمويل‭ ‬اللازم‭.‬


لكن‭ ‬خالد‭ ‬الفقى،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬اتحاد‭ ‬عمال‭ ‬مصر،‭ ‬والمشرف‭ ‬على‭ ‬الجامعة‭ ‬العمالية،‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خطة‭ ‬تم‭ ‬وضعها‭ ‬لتطوير‭ ‬الجامعة‭ ‬العمالية‭ ‬منها‭ ‬انفصالها‭ ‬عن‭ ‬المؤسسة‭ ‬الثقافية‭ ‬العمالية،‭ ‬وأضاف‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الجامعة‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬منظومة‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬لتطويرها،‭ ‬حيث‭ ‬سيتولى‭ ‬رئاستها‭ ‬وزير‭ ‬تعليم‭ ‬عالٍ‭ ‬سابق،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تغيير‭ ‬الهيكل‭ ‬الإدارى‭ ‬بما‭ ‬يناسب‭ ‬طموحات‭ ‬وتصورات‭ ‬المنظومة‭ ‬الجديدة‭.‬

تطوير الأفرع
وكشف‭ ‬‮«‬الفقي‮»‬‭ ‬عن‭ ‬تطوير‭ ‬الأفرع‭ ‬الجاهزة‭ ‬للجامعة‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬مستثمر‭ ‬للدخول‭ ‬إلى‭ ‬حلبة‭ ‬المنافسة‭ ‬مع‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الجامعة‭ ‬العمالية‭ ‬أقدم‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة،‭ ‬ولكن‭ ‬الأزمات‭ ‬المالية‭ ‬جعلت‭ ‬تلك‭ ‬الجامعات‭ ‬تسبقها‭ ‬بمراحل‭.‬


وأوضح‭ ‬أن‭ ‬مصروفات‭ ‬الجامعات‭ ‬العمالية‭ ‬هزيلة،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬لها،‭ ‬فبالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬مصروفات‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬وحتى‭ ‬حضانات‭ ‬الأطفال‭ ‬نجدها‭ ‬أكثر‭ ‬بمراحل‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬الإيرادات‭ ‬لا‭ ‬تكفى‭ ‬حتى‭ ‬رواتب‭ ‬العاملين،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الأزمات‭ ‬التى‭ ‬تعيشها‭ ‬الجامعة‭ ‬بعضها‭ ‬بسبب‭ ‬سلبيات‭ ‬فى‭ ‬أداء‭ ‬الإدارات‭ ‬السابقة،‭ ‬وجار‭ ‬معالجتها‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬المصروفات‭ ‬للطلاب‭ ‬بما‭ ‬يضع‭ ‬‮«‬العمالية‮»‬‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬الجامعات‭ ‬العصرية‭.‬


من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬الجمل،‭ ‬رئيس‭ ‬نقابة‭ ‬البناء‭ ‬والأخشاب‭ ‬ونائب‭ ‬رئيس‭ ‬اتحاد‭ ‬عمال‭ ‬مصر،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تفاوضا‭ ‬مع‭ ‬مستثمرين‭ ‬لحل‭ ‬المشكلة،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التفاوض‭ ‬ليس‭ ‬هدفه‭ ‬حل‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية،‭ ‬ولكن‭ ‬تطوير‭ ‬الجامعة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬مستوى‭ ‬تعليمى‭ ‬عالٍ‭.‬
وأوضح‭ ‬أنهم‭ ‬يبحثون‭ ‬استغلال‭ ‬الأصول‭ ‬الخاصة‭ ‬بالجامعة‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فرع،‭ ‬بما‭ ‬يميزها‭ ‬عن‭ ‬الجامعات‭ ‬الأخرى،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬مصروفات‭ ‬الجامعة،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬الجديد‭ ‬بل‭ ‬بعد‭ ‬المقبل‭.‬


وأكد‭ ‬أن‭ ‬المصروفات‭ ‬الدراسية‭ ‬المقررة‭ ‬فى‭ ‬الجامعة‭ ‬العمالية‭ ‬هى‭ ‬الأقل‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬المنافسة‭ ‬الخاصة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تتبع‭ ‬متطلبات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬المتواجد،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬المصروفات‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬بعد‭ ‬المقبل‭ ‬يواكبه‭ ‬وضع‭ ‬نظام‭ ‬جديد‭ ‬لتطوير‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬وتغيير‭ ‬فى‭ ‬المواد‭ ‬والمناهج‭ ‬وإدخال‭ ‬بعض‭ ‬التخصصات‭ ‬الجديدة‭ ‬وتغيير‭ ‬اللوائح‭.‬


من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬يقول‭ ‬مصدر‭ ‬مسئول‭ ‬باتحاد‭ ‬عمال‭ ‬مصر‭ ‬لـ«فيتو‮» ‬‭ ‬إن‭ ‬مصروفات‭ ‬الجامعة‭ ‬العمالية‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬وحتى‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬جنيه‭ ‬فى‭ ‬السنة،‭ ‬تدفع‭ ‬على‭ ‬قسطين‭ ‬وتكون‭ ‬شاملة‭ ‬الكتب‭ ‬الدراسية،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مصروفات‭ ‬شعبة‭ ‬العلاقات‭ ‬الصناعية‭ ‬3600‭ ‬جنيه،‭ ‬وشعبة‭ ‬التنمية‭ ‬التكنولوجية‭ ‬4160‭ ‬جنيها،‭ ‬وشعبة‭ ‬الفندقة‭ ‬3000‭ ‬جنيه‭ ‬مصرى‭.‬


وأشار‭ ‬المصدر‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬بصدد‭ ‬سرعة‭ ‬البدء‭ ‬فى‭ ‬تشغيل‭ ‬الفروع‭ ‬الجاهزة‭ ‬للتشغيل،‭ ‬ومنها‭ ‬فرع‭ ‬كفر‭ ‬الشيخ،‭ ‬وشعبة‭ ‬الفندقة‭ ‬بمدينة‭ ‬نصر،‭ ‬والمنصورة‭ ‬والإسكندرية،‭ ‬كونها‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬لمصروفات‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬تجهيزها‭ ‬بالمعدات‭ ‬والأدوات‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬إيراد‭ ‬التشغيل‭ ‬سيتم‭ ‬تمويل‭ ‬عملية‭ ‬تطوير‭ ‬باقى‭ ‬فروع‭ ‬الجامعة‭ ‬تباعا‭ ‬فى‭ ‬محافظات‭ ‬الجمهورية‭ ‬وتسديد‭ ‬الديون‭.‬


وتعد‭ ‬الجامعة‭ ‬العمالية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬المصرية‭ ‬المتخصصة‭ ‬فى‭ ‬العلاقات‭ ‬الصناعية‭ ‬والتنمية‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬وتأسس‭ ‬أول‭ ‬فرع‭ ‬لها‭ ‬عام‭ ‬1985‭ ‬بمدينة‭ ‬نصر،‭ ‬وانتشرت‭ ‬فروعها‭ ‬بمختلف‭ ‬محافظات‭ ‬الجمهورية‭.‬

 

نقلًا عن العدد الورقي..،

الجريدة الرسمية