رئيس التحرير
عصام كامل

مسمار البطن.. العيش الشمسي ملك الطبلية الصعيدية يوم الجمعة|فيديو وصور

خبيز العيش الشمسي
خبيز العيش الشمسي

“اتعلمي فن الطبيخ يا عروسة.. ده كل كلمة ليها وقت وعوزة..اقرب طريق لقلب جوزك معدته..لو شبعتيه حتكوني كل دنيته” كلمات تراثية يتغني بهد السيدات عند الجلوس أمام فرن الخبز الشمسي، الذي يعد رأس الطبلية الأساسي في صعيد مصر.

ففي الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة تجلس العديد من السيدات أمام الأفران البلدية التي يتم صناعتها من الطين يجلسن أمامها وهن يحملن بأيديهن الوقيد للبدء في إشعال النار حتى يصل إلى درجة حرارة معينة.

 

اشعلها يا جرن الوقيد

ويبدأ أخريات في الجلوس للعجن بعد أن تصبح الخميرة جاهزة للخلط مع الدقيق والماء وتعجنه السيدات حتى يصبح العجين متماسكا ويقطعن الرغيف بشكل متساوٍ على طبق مجهز بالردة التي  تكون هي الأساس.

 

في البداية تقول نجاة أحمد علي، أحد صناع العيش الشمسي بقنا: إن العيش بعد عجنه، يترك خمس دقائق في المجاور “أواني حديدية كبيرة ” وبعد ذلك نبدأ في التقطيع على أطباق العيش المعدة ويترك في الشمس حتى يخمر.

 

وأضافت “نجاة”: يصبح رغيف العجين عاليا ونأتي بأبرة أو دبوس نظيف ويتم تفريغ أو شرك العيش كما يطلق عليه في صعيد مصر، ويبدأ رصه في الفرن البلدي الذي يكون في هذا الوقت معدا لاستقباله في درجة حرارة عالية.

 

شريك السكر والسمن في الأكل

ومن جانبها نوهت سناء محمود، أحد صناع العيش الشمسي، إلى أن العيش يظل فترة في الفرن حتي يبدأ في التحميص الذي يشبه سنابل القمح عند النضج، مضيفة إننا ننتظر حتى تستوي اللبة داخل الرغيف وتصبح لينة عند فتح الرغيف.

واستكملت ثرية عدلي، أحد صناع العيش الشمسي، أن هذا الرغيف عندما يخرج من الفرن يصبح سهل التناول مع السكر والسمن البلدي الذي يعد مسمار وسند الصعايدة في مواجهة ارتفاع درجة الحرارة في الغيطان والعمل في أنواع الرزق المختلفة.

 

ولفتت إلى أن أنواع الأفران متعددة وكثرت بعد ظهور الكهربائي منها والبوتجاز ولكن يظل الفرن البلدي هو سيدهم في صناعة العيش الشمسي، وأيضا صناعة أطباق متنوعة من الجرائد والأوراق إلا أن الطبق القديم الصعيدي هو الذي لا يزال يقبل عليه الصعايدة منذ قرون.

وتابعت سلمى محمود، ربة منزل بقنا: إن العيش الشمسي هو ملك الطبلية الصعيدية وخاصة يوم الجمعة وفي الغيطان حيث المش القديم والجبن القريش والطماطم والخضرة وسط الزراعات، فضلا عن أنه الرئيسي على مائدة كبار العائلات في هذا اليوم جنبا إلى جنب مع طواجن اللحم الأحمر والبامية الخضراء والأرز في الفرن البلدي.

 

وأضافت: وآخرون يميلون إلى وضع البيض البلدي في الفرن لتناوله “بيض مشوي” وهذه الأصناف لا يعرفها الكثيرون فهذه أصناف وأطباق مشهورة في الصعيد كالويكة والأرز في الطاجن وطاجن اللحم الأحمر بالسمن البلدي، بالإضافة إلى نص رغيف به سكر وسمن بلدي يذوب في الفم كالعسل الأبيض.

الجريدة الرسمية