رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات اللقاء المرتقب بين بوتين ونظيره الصيني

بوتين ونظيره الصيني
بوتين ونظيره الصيني

 ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن الرئيس الصيني شي جين بينج سيسعى مع نظيره الروسي إلى مواجهة الغرب، وذلك في لقاء شخصي مرتقب الأسبوع الجاري، هو الأول منذ بدء حرب أوكرانيا.

وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن يشمل الاجتماع، الذي يعقد في قمة ”منظمة شنجهاي للتعاون“ في أوزبكستان الخميس، مناقشات بين الزعيمين حول كيفية تعميق العلاقات الاقتصادية فيما تواجه روسيا انتكاسات في ساحة المعركة، حيث تخسر الأخيرة العديد من الأراضي لصالح روسيا.

الرحلة الأولى 

وأوضحت الصحيفة أن الاجتماع يمثل أول رحلة لشي خارج الصين منذ بدء جائحة كورونا في مدينة ووهان، ويهدف إلى الإشارة إلى التزام بكين بعلاقتها مع موسكو واستعدادها للوقوف في وجه واشنطن وحلفائها الأوروبيين.

وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين قولهم إن الانتكاسات العسكرية الروسية الأخيرة في أوكرانيا أعطت شي ”اليد العليا“ في التعامل مع موسكو، حيث يمكن أن يطلب بوتين من نظيره الصيني مساعدة اقتصادية إضافية للمساعدة في مواجهة العقوبات، وذلك ضمن ”استراتيجية مشتركة“ لمواجهة الغرب.

وفي مقابلة مع ”جورنال“، قال يون سون، مدير برنامج الصين في مركز ”ستيمسون“، وهو مؤسسة فكرية مقرها واشنطن: ”سواء فازت روسيا أو خسرت  في الحرب، لن تغير الصين رغبتها في زيادة تعميق العلاقات مع روسيا، لأن ذلك تحدده الديناميكيات الجيوسياسية الشاملة، وخاصة تدهور العلاقات الصينية الأمريكية“.

وفي ما يخص الزعيم الصيني، أشارت الصحيفة إلى أن شي هو الزعيم الوحيد لـ“مجموعة الدول الصناعية العشرين“ الذي لم يسافر إلى الخارج منذ الجائحة، معتبرة أن رحلته إلى آسيا الوسطى قبل أسابيع فقط من اجتماع سياسي مهم في بكين قد تمنحه فترة رئاسية ثالثة غير مسبوقة.

اتفاقية قوة سيبيريا

وبالنسبة للزعيم الروسي، رأت الصحيفة الأمريكية أن الاجتماع قد يكون فرصة اقتصادية كبيرة لبوتين سيسعى من خلالها إلى الدفع باتفاقية ”قوة سيبيريا 2″، وهو خط أنابيب غاز سينقل الغاز الروسي إلى الصين، وكان موضوع مفاوضات متوقفة إلى حد كبير بين البلدين.

من جانبها، أشارت صحيفة ”التايمز“ البريطانية إلى أنه في ظل عدم وجود أسلحة أو قوات صينية لمساعدة قوات روسيا المحاصرة في أوكرانيا، اكتسبت العلاقات الاقتصادية مع بكين أهمية أكبر بالنسبة لموسكو، حيث زادت التجارة بين البلدين بأكثر من 30% بين يناير وأغسطس لتصل إلى أكثر من 115 مليار دولار.

وقالت الصحيفة إن ”حرب الطاقة“ بين الكرملين والدول الغربية قد سمحت للصين بالحصول على النفط الروسي ”الرخيص“، مع التأكيد على دورها كشريك رئيسي في العلاقة بين الخصمين السابقين في حقبة الحرب الباردة. وأوضحت الصحيفة أن الصين أصبحت الآن أكبر مستورد للنفط الروسي.

ونقلت الصحيفة عن جينادي زيوجانوف، رئيس ”الحزب الشيوعي“ الروسي، قوله إن الصين ”ليست بديلًا كاملًا عن علاقة روسيا في مجال الطاقة بأوروبا، لكنها توفر التدفق النقدي اللازم للحفاظ على الميزانية والنظام“.

ورأت الصحيفة أنه بالنسبة للكرملين، حتى الدعم الصيني الفاتر، له أهمية رمزية حيوية لأنه يسعى لإثبات أن المحاولات الغربية لعزله محكوم عليها بالفشل. وقالت إنه بصرف النظر عن علاقاته مع الصين، سعى الكرملين إلى تعزيز العلاقات مع الديكتاتوريات في إيران وميانمار وكوريا الشمالية منذ بداية الحرب.

الجريدة الرسمية