رئيس التحرير
عصام كامل

رغم أزمة الدولار.. الكرة في مصر «بالعملة الصعبة».. نصف أندية الدوري الممتاز تتعاقد مع «خواجات».. الجبلاية تنتظر المعجزة من «الأجانب»

روي فيتوريا المدير
روي فيتوريا المدير الفني للمنتخب الوطني

ظاهرة غريبة  يشهدها الدوري المصري الممتاز في نسخته القادمة لموسم 2022 - 2023، والمقرر انطلاقها منتصف شهر أكتوبر المقبل، حيث تهافتت أندية الدوري الممتاز على التعاقد مع مدربين أجانب لتولي القيادة الفنية لفرقها في المسابقة بالموسم الجديد، على الرغم الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي تعيشها مصر حاليًا متأثرة بتبعات جائحة كورونا وبعدها الحرب الدائرة ألان بين روسيا وأوكرانيا والتي اندلعت شرارتها قبل ستة أشهر، وأثرت سلبيا على الاقتصاديات الكبرى في العالم، فما بالك بالاقتصاديات الناشئة مثل الإقتصاد المصري.

 

وفي الوقت الذي تتخذ فيه الحكومة المصرية الكثير من الإجراءات من أجل توفير العملة الصعبة متمثلة في الدولار واليورو، من أجل الإستفادة منها في إستيراد السلع الإستراتيجية وعلى رأسها القمح والذرة، نجد أندية الدوري الممتاز تهرول نحو التعاقد مع مدربين أجانب، يتحصلون على مرتباتهم من خزائن هذه الأندية بالعملة الصعبة، وفي النهاية لا يحققون النتائج المطلوبة مع هذه الأندية، حيث يقتصر التتويج بالبطولات المحلية في النهاية على ناديي الأهلي والزمالك، وتكتفي أندية أخرى مثل بيراميدز وفيوتشر بالتواجد في المربع الذهبي والتمثيل المشرف في بطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية.

 

وتأكد بالفعل تواجد مدربين أجانب في ثمانية أندية في الدوري الممتاز بالفعل وهي الأهلي والزمالك وبيراميدز وفاركو وإنبي والمصري وغزل المحلة والإتحاد السكندري.

خواجات الجبلاية

والمثير للدهشة هنا أن ظاهرة الإستعانة بالمدربين الأجانب، لم يعد قاصرا فقط على الأندية، بل امتد ليشمل الإتحادات الرياضية وعلى رأسها إتحاد الكرة المصري، الذي فاجأ الجميع بالتعاقد مع خواجات من أجل قيادة المنتخبين الأول والأوليمبي، إلى جانب خواجة ثالث يتولى رئاسة لجنة الحكام في سابقة هي الأولى في تاريخ الإتحاد المصري لكرة القدم، وجاري البحث عن خواجة رابع يتولى منصب المدير الفني للإتحاد. 

وهنا قد يقول قائل أن الأندية أو الهيئات الرياضية لديها أموالها الخاصة ولا تحمل الدولة دولارا واحدا في مرتبات هؤلاء الخواجات، ولكن هذا الكلام مردود عليه بأن هذه الأندية هي في النهاية مؤسسات أهلية تتبع الدولة ومقامة على أراضي الدولة، كما أن ما تمنحه للمدربين الأجانب من العملة الصعبة، يذهب في النهاية خارج الإقتصاد المصري، الذي يمر بظروف إستثنائية تجعله في حاجة ماسة إلى كل دولار أو يورو لتأمين إحتياجات الشعب المصري من السلع الاستراتيجية وأهمها القمح.

كارثة الناشئين الأجانب

ومن العجب العجاب، أن يأتي إتحاد الكرة المصري وبالتنسيق مع رابطة الأندية المحترفة، ليزيد الطين بلة، ويتخذ قرار جديد في الموسم الكروي المقبل، تعطى للأندية الحق في التعاقد مع ثلاثة لاعبين أجانب تحت السن، وهو القرار الذي أثار حالة من الدهشة في الشارع الكروي في مصر، خاصة أن مخزون مصر من العملة الصعبة لا يحتمل المزيد من الضغوط، ووقف هذه القرارات التي تتسبب في هدر موارد مصر الدولارية في صفقات وتعاقدات لا طائل من ورائها.
 

الجريدة الرسمية