رئيس التحرير
عصام كامل

إيناس عبد الدايم.. شكرا

عرفت إيناس عبد الدايم دون ألقاب بعدما تولت دار الأوبرا المصرية وعلى مدار سنوات استطاعت الوزيرة الفنانة أن تعزف على كل الأوتار الوطنية بحسها الفني والقومي العميق، إيناس عبد الدايم العازفة التي عاشت سنوات من عمرها في باريس وعزفت على مسارح أوروبا لم تكن سوى بنت البلد التي تعرف كيف تضع قدمها من أجل بلدها.


رأيتها في اعتصام الفنانين الذي لم يؤرخ له رغم أهميته ضد جماعة الإخوان الشريرة ورأيت كيف تتحول إنسانة مرهفة الحس إلى بطل قومى لا يلين ولا يعرف للاستسلام طريقا، كانت وستظل إيناس عبد الدايم أيقونة مصرية خالدة في عالم الفن وفي عالم الإدارة.. رأيناها مع عمال الديكور وعمال الخدمات تأكل معهم الفول والطعمية وكأنها ولدت بينهم ومنهم.

كانت وستظل إيناس عبد الدايم هي الإنسان بكل مكوناته الطبيعية.. عازفة عالمية وزيرة دؤبة، صامدة، قادرة، مبدعة.. غاصت في عمق الصعيد ووصلت بأدواتها الثقافية إلى القرى والنجوع.


ومنذ أن تولت موقعها كوزيرة للثقافة وهى لم تتغير.. ذلك الوجه الصبوح يتحول إلى قسمات حاسمة عند الضرورة، تعلمت كيف تدير أصعب المواقف دون أن تفارقها ابتسامة هي الأشهر في ملامحها المصرية الخالصة.


إيناس عبد الدايم التي قادت حربا ضد جماعة الشر لم تتنازل يوما عن موقفها المؤيد للفن ورسالته؛ فأبدعت وهي وزيرة وأبدعت وهى عازفة وحازت على رضا البسطاء وعلية القوم في كل المواقع التي أدارتها.. وميزة إيناس عبد الدايم أن لديها ما يكفيها من مشروعات سواء كانت في الوزارة أو بعد خروجها منها، فهي صاحبة مشروع ورؤية وهواية ولن يضيرها كثيرا فكرة الخروج من الوزارة.

 


ولأنها سيدة مصرية قدمت نموذجا يحتذى للمرأة المصرية، ولأنها فنانة عالمية ولأنها شخصية سوية فإننا سننتظر منها ما كان بعيدا عنها بحكم المنصب، ننتظر إيناس عبد الدايم الفنانة والإنسانة والمهمومة بقضايا أمتها ووطنها.. ننتظر أن نراها دوما وهى تعزف وبنفس الاهتمام على أوتار المحبة والفن.. وأخيرا شكرا يا ست إيناس.

الجريدة الرسمية