رئيس التحرير
عصام كامل

تعرف على معنى سبحان الله العظيم

سبحان الله وبحمده
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

يُطلق لفظ "سبحان" على ما يُراد به التنزيه، والله -سبحانه وتعالى- منزّه عن كلّ نقص، وقد اتّصف -عزّ وجلّ- بكلّ صفات الكمال والجلال.

 

 أمّا مصطلح "سبحان الله"؛ فهو أمر بالتسبيح؛ أي سبّحوا الله -تعالى-، وقد قال ابن عبّاس -رضي الله عنه- أنّ كل تسبيحة في القرآن تدخل في معنى الصلاة. وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّ سبحان الله اسم يمتنع عن تسمية أيّ مخلوق به، ومعناها تعظيم الله -تعالى- وتقديسه، وحين سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- عن معنى -سبحان الله-، فسّرها بأنّها براءة الله -تعالى- من كلّ سوء.

 

 إنّ الله -سبحانه وتعالى- بريء من كلّ نقص، وكامل في كلّ شيء؛ أسمائه وصفاته وأفعاله؛ فأسماؤه حسنى لا أسماء أحسن منها، وصفاته عليا ولا يوجد أعلى منها، قال -تعالى-: (وَلِلَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى)، وقال أيضًا: (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى)؛ أي أنّ وصفه كامل. 

 

أمّا أفعاله فهي أيضًا كاملة حكيمة، يفعل كلّ ما يفعله بحكمة، وهو -سبحانه- المنزّه عن كل عيب ونقص ولعب وعبث وباطل، قال -تعالى-: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا)، وبناءً عليه فالتسبيح يتضمّن تنزيه الله -تعالى- عن كلّ نقصٍ وعيب، وهو أصلٌ عظيم من أصول الدين، وركنٌ أساسيّ من أركان الإيمان بالله -عزّ وجلّ.

 

وكلمة "سبحان الله" لها مكانة عظيمة في الدين، كما تعتبر من أعظم وأشرف الأذكار والعبادات التي تقرّب إلى الله -تعالى-، وقد ورد في فضلها وبيان عظمتها الكثير من الآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة الشريفة، ولكثرة تلك الآيات والأحاديث فإنّه من الصعب حصرها والإحاطة بجميعها. حيث ورد في القرآن ما لا يقل عن ثمانين آية؛ جاءت بصيغ مختلفة ومتنوّعة، ومنها ما جاء بصيغة الأمر، مثل قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) ومنها ما ورد بصيغة المضارع، مثل قوله -تعالى-: (يُسَبِّحُ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم ومنها ما جاء بلفظ المصدر مثل ما ورد في قول الله -تعالى-: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وقد افتتح الله -تعالى- ثماني سور من القرآن الكريم بالتسبيح؛ منها سورة الإسراء؛ فقال: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ).

 

الجريدة الرسمية