رئيس التحرير
عصام كامل

الإفتاء: لا مانع شرعًا من حضور جنازات غير المسلمين من الأقارب أو الأصدقاء

دار الإفتاء
دار الإفتاء

ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه"أنا امرأة شابة من اسكندنافيا، وأسلمت منذ خمس سنوات، ولا يوجد أحد في عائلتي مسلم، وقد توفيت إحدى قريباتي، فهل يجوز لي أن أحضر مراسم الدفن والتي ستكون في الكنيسة؟"، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي:

حضور جنازة القريب غير المسلم
 

لا مانع شرعًا من حضور جنازات غير المسلمين من الأقارب أو الأصدقاء؛ قال الإمام النووي: لا يكره للمسلم اتباع جنازة قريبه غير المسلم، ونص عليه الشافعي في "مختصر المزني". انظر: "المجموع" (5/ 281، ط. مكتبة الإرشاد).


كما أن اتباع جنازة القريب ولو كان غير مسلم داخل في صلة الرحم المأمور بها شرعًا، وحسن المعاملة والعشرة ومكارم الأخلاق والوفاء وتذكر الجميل، لا سيما وأن حضور السائلة جنازة قريبها سيكون موقفًا يزيد من احترام الإسلام في نظر أقاربها.

حكم تعزية غير المسلم 


وكذلك فإنه لا بأس بالتعزية؛ لأن ذلك من حسن المعاملة والقسط المشار إليه في قوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، وهو من الحسنى المأمور بها في قوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83].

وننصح السائلة أن تكون سهلة لينة مع أهلها وأقاربها، مع الحفاظ على هويتها الإسلامية، فالإسلام لا يحب من المسلم أن يكون منعزلًا عمن حوله، وإنما انتشر الإسلام بالمعاملة الحسنة ومشاركة الناس في أفراحهم وأحزانهم، ومد يد العون والمساعدة إليهم، والرحمة والشفقة عليهم.

الجريدة الرسمية