رئيس التحرير
عصام كامل

واشنطن بوست: تهديدات إيران آخر مسمار في نعش الاتفاق النووي

جون بولتون
جون بولتون

اعترف جون بولتون في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" بأن الأيام الأخيرة كانت عصيبة، في إشارة إلى المخطط الإيراني لاغتياله واغتيال بعض المواطنين الأمريكيين الآخرين على التراب الأمريكي.

وقالت الصحيفة: رأى بولتون مرة أخرى العمل الشجاع والمجتهد والبالغ الكفاءة لعملاء مكتب التحقيقات الفيديرالي ومحامي وزارة العدل الذين كشفوا وتتبعوا محاولات إيران. 

وبفضل الرئيس الأمريكي جو بايدن، يشير بولتون إلى أنه حصل مجددًا على حماية الخدمة السرية كما كان الأمر حين خدم كمستشار للأمن القومي.

كما يرى أن البيت الأبيض بقيادة بايدن، وفي مواجهة حملة إيران الواسعة ضد الولايات المتحدة، لا يزال مهووسًا بمكابدة العناء لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني. 

ووصلت جهود الحرس الثوري لاستهداف بولتون إلى حد رفع وزارة العدل تهمًا جنائية ضد شهرام پورصافي والتي تم الكشف عنها الأسبوع الماضي. 

التفسير الوحيد

وأكدت الصحيفة أن هناك عدد كبير من الموظفين العامين السابقين الذين تراقبهم إيران، من بينهم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو ووزير الدفاع السابق مارك إسبر وآخرون ليس من المناسب ذكر أسمائهم لكن تم الإبلاغ عن المخاطر المحدقة بهم على نطاق واسع. مر ما يقارب أربعة أشهر بين تأكيد بلينكن العلني للتهديد الإيراني وتوجيه التهم الجنائية.

وتابعت أن التفسير المنطقي الوحيد حسب بولتون هو أن الرئيس خشي من أن يؤدي الكشف عن الاتهامات إلى تهديد هدفه الرامي إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي والذي يسترعي كل جهده واهتمامه.

وأضاف الكاتب أن جهود إيران لا تتوقف عند المسؤولين الرسميين. منذ أسابيع وحسب، وصل عميل إيراني مسلح برشاش أك-47 إلى منزل الناشطة الأمريكية-الإيرانية الأصل مسيح علي نجاد في بروكلين قاصدًا قتلها وفقًا لمكتب التحقيقات الفيديرالي. 

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الإعلام الإيراني أشاد بالاعتداء على الروائي سلمان رشدي ونقلت عن مستشار فريق التفاوض الإيراني محمد مرندي تغريدته التي جاء فيها: "لن أذرف الدموع على كاتب ينشر كراهية لا تنتهي وازدراء للمسلمين والإسلام".. وقد أشار ضمنًا إلى أن الهجوم كان راية زائفة أمريكية.

الاستسلام

وأشارت الصحيفة إلى أنه قد تكون محاولات اغتيال علي نجاد ورشدي مصادفة وقد لا تكون كذلك. إلى جانب القائمة الواسعة من المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين المعرضين للخطر، ليس هذا الأمر مسألة صغيرة، إلا بالنسبة إلى إدارة بايدن على ما يبدو. يواجه الأمريكيون تهديدًا منسقًا ضد أمريكا نفسها، لا تهديدات منفصلة ضد أفراد عشوائيين. لا تخشى إيران الردع الأمريكي حسب بولتون.

في الأسابيع الأخيرة، وبالرغم من محاولات الاعتداء، واصل البيت الأبيض سياسة الاستسلام الخاصة به. وأشارت تقارير إلى أنه قدم المزيد من التنازلات إلى إيران.

 تشمل هذه الإجراءات تبييض العرقلة الإيرانية الطويلة المدى لجهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء التحقيقات الضرورية وإضعاف نطاق وفاعلية العقوبات الأمريكية على الحرس الثوري نفسه الذي يحاول تنفيذ اغتيالات عدة.

دفن الاتفاق

يمكن تفسير هذه السياسة من الناحية التحليلية بكون بايدن يضع البرنامج النووي الإيراني في صومعة ونشاطاتها الإرهابية في أخرى، متعاملًا معهما كمسألتين منفصلتين.

وتابعت الصحيفة أن غضب آيات الله هو شامل مع كون الأسلحة النووية والاغتيالات والإرهاب عناصر في كامل طيف قدراتهم. من خلال الفشل في فهم النطاق الأوسع للتهديد الإيراني والفشل الواضح في ردعه، يهدد جهد بايدن الخطير في إعادة إحياء الاتفاق النووي مصالح أمريكا الأوسع.

والبراهين الجوهرية ضد اتفاق 2015 والتنازلات التي قدمها بايدن طوال 19 شهرًا في المنصب يجب أن تكون كافية فعلًا لدفن الاتفاق لكن التهديد الأوسع الذي تمثله إيران يجب أن يكون المسمار الأخير في نعشه كما أن سياسة بايدن الغريبة التي تجعل الاتفاق النووي أهم من القضايا الإيرانية الأخرى تعكس غريزة العلاقات التفصيلية بين واشنطن وطهران. 

الجريدة الرسمية