رئيس التحرير
عصام كامل

تقارير: أمريكا والصين تدركان كارثة الحرب بسبب امتلاكهما للأسلحة النووية

 الحرب الساخنة ستكون
الحرب الساخنة ستكون كارثة لكليهما

حذرت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية، من أن أي ”“قرار متهور“ قد يشعل ”مواجهة عسكرية كارثية“ بين أمريكا والصين، بسبب تايوان.

ورأت المجلة أنه ”لحسن الحظ، تدرك الحكومتان الأمريكية والصينية أن الحرب الساخنة ستكون كارثة لكليهما بسبب امتلاكهما ترسانة أسلحة نووية ضخمة“، وأضافت أنه ”لا يوجد شخص جاد في أي من الحكومتين يريد الحرب“.


وأوضحت: ”لكن لسوء الحظ يقدم التاريخ العديد من الأمثلة التي وجد فيها المنافسون الذين لم يرغب قادتهم الحرب أنفسهم مجبرين على اتخاذ خيارات مصيرية بين قبول ما اعتبروه خسارة غير مقبولة، من ناحية، واتخاذ خطوة زادت من مخاطر الحرب من ناحية أخرى“.

حرب حتمية

وتابعت: ”اليوم، تشترك الولايات المتحدة والصين في أكبر منافسة في كل العصور.. وفي هذا الصراع السؤال هو: هل الحرب على تايوان حتمية؟“.

وأردفت: ”يشير السجل التاريخي إلى أن احتمالية الحرب هي أكثر من عدمها، ولكن كما تظهر العقود الخمسة الماضية، فإن الأمر ليس كذلك بالضرورة“.

ولفتت ”ناشيونال إنترست“ إلى أنه ”قبل 50 عامًا في العام 1972، عندما فتح الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون ووزير الخارجية هنري كيسنجر العلاقات مع الصين، كانت الخلافات بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان بالتأكيد غير قابلة للتسوية“.

”لكن رجال الدولة أظهروا أن التناقض لا يعني أنه لا يمكن السيطرة عليه“، وفقًا لتقرير المجلة.

وأشار إلى أن ”الجانبين أوجدا إطارًا من الغموض الإستراتيجي الذي وفر 5 عقود شهد فيها المواطنون على جانبي المضيق زيادات أكبر في دخولهم وصحتهم ورفاههم مقارنة بأي فترة مماثلة في تاريخهم الطويل“.

3 حقائق

واعتبر التقرير أن ”هناك 3 حقائق قاسية حول المواجهة بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان اليوم“.

”أولها هو أنه ليس فقط الرئيس شي جين بينج، ولكن القيادة والأمة الصينية بأكملها ملتزمة -بشكل لا لبس فيه- بمنع تايوان من أن تصبح دولة مستقلة“.

وأوضح أنه ”إذا أُجبر شي وفريقه على الاختيار بين قبول تايوان المستقلة والحرب التي تدمر تايوان وجزءًا كبيرًا من الصين، فسيختار شي وفريقه الحرب“.

أما بالنسبة للحقيقة الثانية، وفق المجلة الأمريكية، فإن ”ما أسماه رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل ”التيارات المميتة“ في السياسة الداخلية ينتشر الآن في كل من الولايات المتحدة والصين“.

وأردفت: ”تحظر البديهية الأساسية للسياسة الأمريكية السماح لمنافس جادٍ بالوصول إلى الحق في مسألة الأمن القومي“.

وقالت: ”ثالثًا، في حين أن معظم السياسيين الأمريكيين لم يعترفوا بها بعد، فقد تغير التوازن العسكري في مضيق تايوان في ربع قرن منذ أزمة تايوان الأخيرة“.

ورأت أن ”ميزان القوى المحلي تحول بشكل حاسم لصالح الصين“.

خيار مصيري

وذكرت ”ناشيونال إنترست“ أنه ”إذا خاضت الولايات المتحدة حربًا محلية على تايوان، فمن المرجح أن يواجه الرئيس خيارًا مصيريًا بين الخسارة والتصعيد إلى حرب أوسع تكون للولايات المتحدة اليد العليا فيها“.

واعتبرت أنه ”على الرغم من القفزة الهائلة التي حققتها الصين في القدرات العسكرية، تواصل الولايات المتحدة هيمنتها على مياه البحار الزرقاء التي تعتمد عليها الصين في استيراد الطاقة وتصدير منتجاتها“.

وأوضحت في تقريرها أنه ”في المجال النووي، ليس هناك شك بحقيقة أن الولايات المتحدة يمكن أن تمحو الصين من الخريطة، كما أنه ليس هناك شك بحقيقة أنها لا تستطيع فعل ذلك دون أن ترد الصين بضربات نووية من شأنها أن تقتل معظم الأمريكيين“.

وقالت المجلة إن ”الصين تملك الآن ترسانة نووية قوية تخلق حالة من الحرب تؤدي إلى تدمير متبادل مضمون“.

وتابعت: ”في الحرب النووية، لا يمكن للولايات المتحدة ولا الصين أن تدمر الأخرى دون أن تدمر نفسها. في هذا العالم لا يمكن كسب حرب نووية، وبالتالي يجب عدم خوضها أبدًا“.


وأردفت: ”لكن في حين أنه لا يوجد زعيم عقلاني قد يختار خوض حرب نووية، فإن تاريخ الحرب الباردة يتضمن عددًا من المواجهات التي اختار فيها القادة تحمل مخاطر الحرب المتزايدة بدلًا من قبول الاستيلاء السوفيتي على برلين أو وضع رؤوس نووية على صواريخ في كوبا“.

واستكملت أنه ”إذا كان أفضل ما تستطيع حكومتا الولايات المتحدة والصين إدارته هو فن الحكم كالمعتاد – وهو ما رأيناه، في الأسبوع الماضي – إذن يجب أن نتوقع التاريخ كالمعتاد“.

وختمت: ”بشكل مأساوي، سيعني التاريخ كالمعتاد حربًا كارثية يمكن أن تدمر كليهما“.

الجريدة الرسمية