رئيس التحرير
عصام كامل

الإفتاء توضح ثواب كفالة مجهول النسب ورعايته

دار الإفتاء
دار الإفتاء

ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه"ورد في الشرع الشريف الحث على كفالة اليتيم والإحسان إليه ورعايته وشموله بالحنان والحب، فهل يدخل اللقيط وهو مجهول النسب في هذا الحكم؟"، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي:

كفالة اليتيم

اليتيم في معيار الشرع الشريف: هو من كان دون البلوغ وقد مات عنه أبوه، ويشمل ذلك ما لو كان أبوه مفقودًا غير معلومة حياته؛ لحصول المعنى الشرعي وهو: الفقد الحسي للأب الذي يُحدِث خَلَلا لا يُنكَر في حياة الولد ونشأته.


وهذا بعينه وأشد منه يكون في اللقيط؛ حيث يفقد أباه وأمه وكل أقاربه من الطرفين: الأم والأب، فيكون قد تحقق فيه اليُتم -وهو الفقد الحسي للأب دون بلوغ الولد- وزيادة.

حقوق اليتيم في الشريعة الإسلامية

وعليه: فالنصوص الشرعية في حق اليتيم تتوجه إلى اللقيط من باب أولى، ورعايةُ اللقيط وكفالته وتدبير أموره وشمولُه بالحنان والحب ودفء المشاعر أولى وأكثر ثوابًا من أمثال ذلك في اليتيم.

كيفية الإحسان إلي اليتيم

ومن جانبه تحدث فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى عن كيفية الإحسان إلى اليتيم فيقول:

اليتيم ثلاث؛ فاليتيم في الإنسان هو مَن فقد أباه الكافل له، واليتيم في الأنعام هو من فقد الأم الراعية له فالأب يضع الابن ويطلقه، وفى الطير من فقدهما معا لأن في الطير في أسرية كاملة عش ورقاد على البيض ثم اطعام ورعاية مشتركة.
ولكن انظر إلى دقة العبارة في قوله تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ}، فإنك ساعة أن تكون وليا على مال يتيم فاحرص جيدا على أن تعطى هذا اليتيم ماله كاملا بعد أن يستكمل نضجه كاملا فأنت هنا حفيظ على هذا المال، وإياك أن تخلط مالك بماله أو أن تتبدل منه أي تأخذ التمين منه وتعطيه الرخيص الأقل قيمة.

أمرك الله تعالى هنا أن تدرب اليتيم الذى في كفالتك على التجربة، وتنظر هل سيحسن التصرف أم لا وعندما يصل إلى الحلم ردوا عليهم أموالهم.

اليتيم والسفيه 

وقد فرق جل شأنه بين السفيه واليتيم، فالسفيه لايعانى من قصور عمرى عكس اليتيم فقال تعالى (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ) وقال أموالكم هنا لأنه عندما يكون السفيه سفيها فاعلم أنه لا إدارة له على ملكه فتنتقل إدارة الملكية إلى من يتصرف في المال تصرفا حكيما فتدير مال السفيه كأنه مالك فمسألة الولاية مستديمة في حالة السفيه، لكن قال تعالى (ارْزُقُوهُمْ فِيهَا) أى تشغيل ماله وتحسن التصرف فيه دون أن تأكله.


وفى حالة اليتيم المسألة تختلف فعندما يبلغ اليتيم مرحلة النكاح والرشد يقول الحق تبارك وتعالى (فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ) وهنا في الوصاية يقول الحق أموالكم وفى العطاء يقول أموالهم.

وقال تعالى: (ولا تَأْكُلُوا أمْوالَهم إلى أمْوالِكم) أي لا تجعلوا هذا مع ذاك بل فرقوا بين أكل أموالكم والحفاظ على أموالهم، وقال: (إنه كان حوبًا كبيرًا) أي إثما غليظا.


ان حديث رسول الله: انا وكافل اليتيم في الجنة يجب ان يحتذى به كل مؤمن يرغب ان يكون لرسول الله في الجنة رفيقا فلا منزلة عند الله أفضل من مرافقة الأنبياء والمرسلين.

الإحسان فى المعاملة 

والمسألة هنا ليست في سد حاجة اليتيم لكنها الوقوف بجانب الضعفاء في أي زاوية من زوايا الضعف حتى لو كان اليتيم يملك مالا فهو في حاجة إلى إحسانك بالمعاملة حتى يعلم أن بدل أبوه في العطف والحنان هناك آباء كثيرة فلا ينشأ حاقدا على كل من يملك أبا، اى لا يقول في نفسه " اشمعنى "..هنا تشيع في المجتمع المحبة والرضا بقضاء الله.

الجريدة الرسمية