رئيس التحرير
عصام كامل

فلوس لاعبي الكرة والفنانين وتصريحات المسئولين!

أقر وأعترف أحيانا أننى أصاب بالدوار عندما أتابع أرقام المبالغ التى يتقاضاها الفنانون ولاعبو الكرة، لست ضد أن يتقاضى أى فنان أو لاعب كرة الملايين، طالما الأمر بعيد عنى، وربما هؤلاء يستحقون الملايين وأنا لا أفهم أو أدرك الحقيقة، ولكن طالبت مرات عديدة بألا يتم إعلان هذه الأرقام على شعبنا المطحون والأغلبية العظمى تبحث عن الحد الأدنى من لقمة العيش، نعم.. لا يوجد لاعب لا يحصل إلا على ملايين الجنيهات في الموسم الواحد، والممثل يحصل على الملايين في المسلسل أو الفيلم!  

 

وطالما هناك من يدفع فإن الأمر لا يزعجنى، ولكن الإعلان عن هذه الأرقام يسبب حالة من الإحباط لدى الكثير من الشباب، وليس الشباب فقط بل الآباء الذين يتحملون عبء الحياة بتربية وتعليم الأبناء ثم لا يجدون أساسا فرصة عمل بأى مبالغ وليست فرصة عمل توفر لهم بداية الطريق في حياة يحلم بها.

 

أول أمس -الخميس– سمعت جزء من خطاب السيد رئيس الوزراء إلى الشعب المطحون، بعيدا على الأرقام التى أعلنها ومدى صحتها ومدى جديتها، إلا أنه لفت نظرى قوله: وفرت الدولة ملايين فرص العمل للشباب! لا أعرف أين هذه الملايين من الشباب الذين أتيحت لهم فرص عمل وفي أى مجال؟! كيف يحدث هذا والتعيينات أساسا متوقفة من الدولة وأصبح عدد العاملين بالدولة يتناقص كل عام لأسباب عديدة؟ كلمة ملايين يعنى على الأقل ثلاثة مليون، ربما يكون عشرات الالاف الذين يعملون في العاصمة الإدارية هم المقصودين بالملايين بالرغم أن عشرات أو مئات الالاف العاملين في العاصمة الادارية يتبعون الشركات المنفذة.

طبقا للأرقام 

 

كما لفت نظرى في خطاب رئيس الوزراء قوله بأن مصر في السنوات الثلاث القادمة تتجه للصناعة، وأن الدولة تدعم الفلاح في سعر السماد! وبالطبع فهناك حكمة شعبية تقول "أسمع كلامك أصدقك وأشوف أمورك استعجب".. كيف تتجه الدولة الى التصنيع وهى كل يوم تتخلص من المصانع التى تنتج منتجا ثقيلا مثل الحديد والصلب، ومصنع الكوك.. ألخ أما الطريف هو قول رئيس الوزراء من الدولة تدعم السماد للفلاح، فإذا كان هذا صحيحا فلماذا تبيع الدولة مصنع الأسمدة في أبى قير وهو الذي يكفى أكثر من 70 % من احتياجات مصر ويقوم بالتصدير وأدخل لمصر أرباحا فى سنة أكثر من 120 مليون دولار؟!

 

 كما أن رئيس الوزراء يشكو من ارتفاع الغاز والقمح والبترول عالميا، بالنسبة للقمح فإن مصر كانت تعتمد على 25 % تقريبا من القمح الأوكراني، السؤال لماذا لا يتم تحجيم الإفراط في استخدام القمح في بعض المعجنات التى يمكن الاستغناء عنها؟ ثم ارتفاع سعر الغاز والبترول هو أيضا يزيد الدخل لنا، لاننا نصدر الغاز والبترول، حتى إننا للأسف دخلنا في شراكة مع الكيان الصهيونى لتصدير الغاز إلى أوروبا، فعندما تقول الحكومة إرتفع سعر البترول والغاز فهو أيضا يرفع الدخل لمصر من التصدير.. بمعنى أنه حجة لنا لا علينا.

 

الذى دفعنى للكتابة فى مسألة الأرقام الفلكية التى يتقضاها لاعبى الكرة والفنانين، أن هناك حفلا أحياه مطرب في الساحل، وصل ثمن التذكرة إلى عشرات الالاف، ثم كان هناك زيا أبيض في أبيض للجماهير، ومن يريد شراء الزى قام القائمين على الحفل بتوفيره ب 350 دولار، ونشر هذا مع صور للحفل، الحقيقة يأتى هذا مع رفع سعر المحروقات والمواصلات..

 

بالطبع لست ضد أى إنسان يفعل ما يريد طالما في إطار القانون، والعرف الذى يسود المجتمع، مسألة أن أموال هؤلاء حلال أم حرام ليس قضيتى ولكنها مسئولية الدولة في المقام الأول، وعلى رأى المثل "اللى معاه قرش محيره يجيب حمام ويطيره"!

 

 

ولكن من هنا أطالب بقرار منع نشر أسعار الحفلات وأسعار اللاعبين وأجور الفنانين حرصا على الأمن والسلام الاجتماعى، فهناك أسرة تعيش عمرها 30 او 40 سنة ولا تملك ثمن تذكرة حفل من تلك الحفلات، لا أقصد للذهاب إلى الحفل ولكن لا يتوفر لحياتها ولابنائها مبلغ يساوى قيمة التذكرة وذلك طبقا للاحصاءات الرسمية، فلابد من مراعاة الشباب الذى أرهقه البحث عن فرصة عمل من الثلاثة ملايين فرصة التى أعلنها رئيس الوزراء!

الرحمة بالشعب.. الرفق بالشباب.. إياكم وغضبة من يأكل الجوع قلوبهم. وتحيا مصر العظيمة بشعبها الأبي.. وعرق أبنائها.. ودماء شهدائها. 

الجريدة الرسمية