رئيس التحرير
عصام كامل

السر في الحجاب.. كواليس الهجوم على الأزهر وأسبابه؟ والإفتاء تدافع عن المشيخة

مشيخة الأزهر
مشيخة الأزهر

تصدر اسم الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة خلال الساعات الماضية، وتعددت أشكال تناول المشيخة وإمامها بين التيارات المختلفة ما بين مؤيد ومعارض لتوجهات وآراء المؤسسة الأكبر على مستوى العالم.

 

وكانت بداية الهجوم مع ليلة عيد الأضحى المبارك، وبالتحديد بعد نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية منشور تحت عنوان "محظورات يوم العيد" حذر فيه المسلمين من بعض الأمور التي يجب الابتعاد عنها خلال أيام العيد.

 

أسباب الهجوم على الأزهر

وكان من بين تلك التنبيهات هو حظر خروج المرأة فى العيد بدون حجاب، الأمر الذي أثار غضب العديد من رواد مواقع التواصل وعبر عن غضبهم مما أسموه تدخل الأزهر في حياتهم الخاصة.

 

بعدها ظهر هاشتاج جديد على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" حمل اسم "يسقط حكم الأزهر"، شارك فيه العديد من الشباب ومستخدمي الموقع العالمي والذي صبوا هجومهم على المشيخة وإمامه الأكبر.

 

ولم يمر الهاشتاج الأخير مرور الكرام على منتسبي الأزهر الشريف ومحبي الإمام الأكبر والذين دشنوا بدورهم هاشتاج جديد بعنوان الأزهر حصن الإسلام، حيث تصدر قائمة الأكثر تداولا عبر موقع التغريدات القصيرة تويتر، وذلك ردًا على الهاشتاج الذي تناول الهجوم على المشيخة.

 

دار الإفتاء تدافع عن الأزهر

بدورها دخلت دار الإفتاء على خط الأزمة وحرصت على دعم مشيخة الأزهر الشريف حيث أكدت الدار أن الأزهر الشريف قيمة وقامة، مكان ومكانة،  شاهد صدق ولسان عدل على وسطية الإسلام وسماحة تشريعاته في بناء الإنسان والأوطان.

 

جاء ذلك خلال تدوينة عبر صفحة دار الإفتاء المصرية، كان نصها:" الأزهر الشريف قيمة وقامة.. مكان ومكانة.. شاهد صدق ولسان عدل على وسطية الإسلام وسماحة تشريعاته في بناء الإنسان والأوطان.. وسيستمر منهجه الرشيد على يد علمائه الكرام في نشر العلم الصحيح والفهم السديد للدين ولن تنال منه سهام التشكيك".

وجاءت التغريدة ردا على الحملة الموجه ضد الأزهر الشريف، وكان منشور الأزهر الشريف، الذي تم نشره عبر الصفحة الرسمية لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكتروني تحت عنوان محظورات العيد:

▪️تناول المحرمات ليلة العيد.

▪️خروج الشباب والفتيات إلى المتنزهات غير ملتزمين ضوابط وأوامر الإسلام.

▪️خروج المرأة إلى صلاة العيد متزينة غير ملتزمة بالحجاب.

▪️مواصلة قطيعة أحد الأقارب أو الأصدقاء.

▪️لا تجوز صلاة النساء إلى جوار الرجال في صلاة العيد.

▪️وتُكرَه زيارة القبور في يوم العيد؛ لأنه يوم بهجة وسرور.

 

رأي الأزهر في الحجاب

وفي وقت سابق،  تحدث الأزهر للفتوى عن فرضية الحجاب في منشور عبر صفحته وجاء كما يلي..

▪️⁩فرضية الحجاب ثابتة بنصِّ القرآن الكريم، والسُّنة النَّبوية الصَّحيحة، وإجماع الأمة الإسلامية من لدن سيدنا رسول الله ﷺ إلى يومنا هذا، وحكم فرضيته ثابت لا يقبل الاجتهاد أو التّغيير، واستغلال الأحداث والجرائم المأساوية المُنكرة، في الهجوم على ثوابت الدّين، والطّعن في مسلماته وتوجيه طاقة رفضها الشّعبي إلى إحدى شرائع الإسلام وتعاليمه؛ أمر غير مقبول، عظيم الخطر والضرر على الفرد والمجتمع.

▪️فرضية الحجاب ليست رؤية شخصية للفقهاء والعلماء، والقول بعدم فرضيته قول شاذّ لا عِبرة به، بل هو شعيرة من شعائر الإسلام فُرضت بالنّصّ القطعي ثبوتًا ودلالةً، ولا يمكن بحال أن يُترك تقرير فرضيتها للهوى أو القناعات الشّخصية.

▪️ يجب التَّفريق بين تقرير الفرضية والامتثال لها، ولا يخلط بينهما إلا جاهل أو صاحب ضلالة.

⁦▪️⁩احتشام المرأة فضيلة دعت إليها جميع الشَّرائع السَّماوية، ووافقت فطرة المرأة وإنسانيتها وحياءها.

▪️ لم يوكل الشرع الشريف الحجاب وأوصافه لتفاوت الأعراف، بل وضعها وبيّنها لتحقق غاياته الدينية والفطرية والمجتمعية، على الرغم من كون العرف الذي لم يخالف أحكام الدين وتعاليمه معتبرًا شرعًا.

▪️الدعوة إلى ترك الحجاب بزعم أن الحشمة عمل قلبي تكفي فيه النية، دعوى مرفوضة ومنكرة، لا اعتبار لها، بل تُهدرُ فلسفةَ تشريع الحجاب وحِكَمَه الكثيرة والمُهمّة، وحجاب المرأة لا يُمثِّل عائقًا بينها وبين تحقيق ذاتها، ونجاحها، وتميُّزها، والدعوة إليه دعوة إلى الخير.

▪️مناقشة القضايا الدينية في وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مجتزأ موجَّه مُهدِرٍ لقواعد العلوم وأصولها؛ يُحدث اضطرابًا بين النّاس، وإيذاءً لمشاعرهم الدينية، ويسبِّب الأزمات والصِّراعات، ويسوِّغُ لها، ويُكَدِّر السِّلم العام.

▪️الأحكام الشَّرعية لا تُبنى على قناعات المكلفين بها؛ امتثالًا لقوله تعالى: {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ }. [المائدة: 48]، ولا يجوز تفسير النصوص الشرعية بالهوى، وتجاهل دلالاتها المُستقرَّة والمُستمدَّة من مناهج فهمها المُحكَمة المبنية على أسس العلم وقواعده.

▪️الخلط المُتعمَّد بين دلالات النُّصوص، وادِّعاء التَّضارب بينها، وتقديم تفسير خاطئ لها على أنه التّفسير الصّحيح والوحيد؛ وِصايَةٌ وتدليسٌ وتصويرٌ للدين في صورة المُتناقِض مع نفسه، يقصد به صرف الناس عن هديه وأحكامه، كما أنه تبرير لمنهج جماعات العُنف والتّطرف في تناول النصوص.

▪️ترسيخ مفهوم أن «الدين منتج شخصي» لا ثوابت فيه؛ استغراق في النظرة الفردانية، وما تؤدي إليه من قطع صلات الإنسان بدينه، وقيم مجتمعه، واعتناق معتقدات متناقضة، ومخالِفةٍ للأحكام الإلـٰهية ودلالات النصوص الشرعية المستقرة، بما قد يدفع بعض شباب المجتمع إلى ارتكاب ما يؤذيهم.

▪️تبديد أحكام الدين بزعم تجديده أمر مُستنكر ومرفوض، وتجديد الفكر وعلوم الإسلام حِرفة دقيقة يُحسنها العلماء الرَّاسخون في بيئة العلم وأروقته، وينبغي تقدير اختصاصات كبار العلماء وآرائهم، ومراعاةُ ما انتهت إليه قراراتُ المجامع الفقهية المُعتبرة، والوقوف في ظواهر الإبداع عند حُدود كل علم وأهل التخصص فيه.

⁦▪️⁩لا فرق في الأهمية بين أوامر الإسلام المُتعلقة بظاهر المُسلم وباطنه؛ فكلاهما شرع من عند الله، عليه مثوبة وجزاء.

⁦▪️⁩لا يعلم منازل العِباد عند الله إلَّا الله سُبحانه، ولا تفاضل عنده عزّ وجلّ إلا بالتقوى والعمل الصَّالح، ومَن أحسَنَ الظَّنَّ فيه تعالى؛ أحسَنَ العمل، والحكم على مصائرِ العباد مردّه إلى ربِّ العباد سُبحانه.

 

الجريدة الرسمية