رئيس التحرير
عصام كامل

د. محمود فوزي يكتب: احترس.. "فومو" يجعلك عبدا للسوشيال ميديا

د. محمود فوزي
د. محمود فوزي

في الوقت الذي تقوم فيه منصات الإعلام الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي بإشباع العديد من الاحتياجات النفسية والاجتماعية للفرد، فإنها أيضًا قد تصيب مدمني هذه الوسائط بالضعف الجسدي والعاطفي والاجتماعي والوظيفي، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالقلق من التهميش  والإقصاء الاجتماعي، والاستبعاد من التواصل مع هذا العالم السيبراني، وهي كلها أعراض موازية لظاهرة الخوف من فوات الفرصة (FoMO).

فبينما يعزز التفاعل الإلكتروني مظاهر رأس المال الاجتماعي للفرد، فإنه يولد لديه العديد من الآثار السلبية، والمخاطر الاجتماعية والنفسية، كتشتيت الانتباه، وضعف التركيز، وتبديل الاهتمامات، والإدمان الإلكتروني، والخوف من فوات الفرصة(FoMO) ، تلك الظاهرة التي تنطوي علي عنصرين أساسيين؛ هما: (التخوف من اقتناء الآخرين فرصًا أكثر شغفًا ومتعة، الرغبة المستمرة الملحة في التواصل الدائم مع الآخرين داخل الشبكة الاجتماعية).

إدمان الهواتف الذكية

ويعد "الفومو" ظاهرةً مرتبطةً بإدمان الفرد للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث تسبب توترًا وقلقًا شديدين له؛ فيصاب بحالة عاطفية سلبية؛ تنجم من تدني مستوى جودة الحياة المتصورة لديه، فيشعر بالعجز عن تلبية وإشباع احتياجاته من التفاعل والارتباط الاجتماعي، كما يعد "الفومو" أيضًا نتاجًا طبيعيًا للعزلة والإقصاء الاجتماعي الذي يصاحبه عدد من الأمراض النفسية؛ كالاكتئاب، والقلق، والخوف الشديد، واضطراب المزاج، والوسواس القهري.

ومن زاوية أخرى، قد يكون "الفومو" إكراهًا أو جبرًا خارجيًا فعالًا؛ يدفع الفرد إلي مواجهة قلقه وتردده ويتغلب على عوائقه السلوكية؛ حيث يتولد لديه نية سلوكية، تثير لديه الرغبة الملحة في التصرف والقيام بالأنشطة التي تمثل عنده إما مكافآت وحوافز خارجية تجنبه مخاطر العقاب الاجتماعي، أو دوافع أخرى جوهرية تحقق لديه الشعور بالرضا والمتعة التامة.

وانطلاقًا من اهتمام بحوث علوم التسويق العصبي بكيفية عمل الدماغ البشرية، وتفاعلها مع المحفزات التسويقية، وما تمارسه من تأثير على الاتجاهات السلوكية للمستهلك؛ فإن الأبحاث التسويقية المقبلة ستفتح آفاقا مستقبلية نحو تحليل وتفسير ثمة التأثير الذي يمكن أن يمارسه "فومو" على هذه السلوكيات الشرائية عبر الإنترنت.

التجارة الإلكترونية

 هذه السلوكيات التي تأثرت بالطبع بالتكنولوجيا الرقمية سريعة التطور، والتي أضفت على معاملات التجارة الإلكترونية العديد من المتغيرات والمستجدات المؤثرة في ثقافة العملاء، وأنماطهم الاستهلاكية التي ستعاني تأثيرًا مزدوجًا؛ الأول من مستوى المجازفة التي تشوب عمليات التسوق عبر المجتمعات الافتراضية، والثاني هو التأثير الخاص بـ "فومو" على المستهلكين الذين يتسمون بشراهة التسوق عبر الإنترنت، وبالاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي.

Advertisements
الجريدة الرسمية