رئيس التحرير
عصام كامل

جودة عبد الخالق: الموازنة الجديدة تفاقم أزمة الديون.. ومخصصات الحماية الاجتماعية ضد الدستور

الدكتور جودة عبد
الدكتور جودة عبد الخالق

كشف الدكتور جودة عبد الخالق، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ووزير التموين والتضامن الأسبق، أبرز عوائق الموازنة العامة للدولة 2022/2023.

 

الموازنة العامة للدولة

وقال وزير التموين والتضامن الأسبق: إن الموازنة لم تحدد مخرجًا من أزمة الديون، إنما وضعت الحل فى أخذ المزيد من الدين، وبذلك يصبح حجم الديون كبيرًا، والأهم من ذلك هو عبء الديون والتى تتمثل فى شقين، الأول مدفوعات الفوائد على الدين وقيمته تتراوح بين 650 إلى 660 مليار جنيه، والشق الثانى هو أقساط الدين المستحق سدادها، وهى بمقدار 965.4 مليار جنيه وعند جمعهم يزيد على تريليون و500 مليار جنيه، وإذا كانت الاستخدامات فى الموازنة العامة 2 تريليون هنا سيذهب أكثر من تريليون و500 مليار جنيه إلى خدمة الدين، والباقى يتم توزيعه على الأجور والخدمات الاجتماعية والاستثمارات وباقى المصادر.

وأضاف "عبد الخالق"، لـ"فيتو" أن البيان المالى، الذى ألقاه وزير المالية فى مجلس النواب أثناء تقديمه مشروع الموازنة وبه كل الاعتبارات المرتبطة بإعداد مشروع الموازنة ويضعها أمام مجلس النواب والشيوخ حتى يمكنهم من الوصول إلى القرار بالنسبة إلى مشروع الموازنة، لم يتضمن أي حل بالنسبة لمشكلة الديون، وهذه الخطورة لأن البيان المالى يكون متممًا لمشروع الموازنة لأنه يكون شارحًا وموضحًا ومفسرًا ومبينًا للاعتبارات التى افترضت عند وضع الأرقام المتعلقة بمشروع الموازنة، وهذا عيب رئيسى ويتفرع منه عدة عيوب فرعية.

وأشار إلى أن مخصصات الحماية الاجتماعية أقل كثيرًا من أن تفى بالغرض، بل إنها أقل مما تنص عليه الاستحقاقات طبقًا لنص الدستور المصرى الذى تمت الموافقة عليه من قبل الشعب فى عام 2014، فعلى سبيل المثال الزيادة فى الأجور فى الموازنة المالية 2022-2023 فى حدود الـ7% بينما معدل التضخم أكثر من ضعف هذه النسبة حيث زاد عن 15%، وهو ما يأكل فى المرتبات ولذا فإن الدخل الحقيقى للفرد ينخفض بقيمة 8%.

وألمح إلى أن الإنفاق على الخدمات الاجتماعية تحديدا التعليم والصحة فى الأساس إنفاق متدن ومع ذلك لم يزد فى الموازنة العامة بالقدر الذى يعوض نسبة التضخم، والإنفاق بالمعيار الحقيقى سيكون أقل، وهذا يعنى أن صحة المواطنين تتدهور وتعليم أبنائنا يتراجع، وتلك مسألة خطيرة خصوصا عند الحديث عن الجمهورية الجديدة التى من المفترض أن تُبنى بالبشر وليس بالعقارات والأبراج، ولكن الاستثمار والعناية بالمواطنين من مواقع الموازنة الجديدة تعتبر أقل بكثير من المفروض أن يكون.

وأكد على أهمية الاهتمام بقطاعات الإنتاج الحقيقى تحديدا فى الزراعة والصناعة لا سيما ونحن جميعا نواجه أزمة أمن غذائى شديدة على خلفية الحرب فى أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الإنفاق على الزراعة والصناعة فى شكل استثمارات أقل كثيرًا بالمقارنة بالإنفاق على مجال النقل والعقارات التى لها نصيب الأسد فى الموازنة.

الجريدة الرسمية