الشيخ أحمد كريمة: نزول الله إلى السماء الدنيا يوم عرفة ليس نزولا حسيا |فيديو

قال الشيخ أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر خلال لقائه في برنامج "بيوت دافئة" المذاع على فضائية الحدث اليوم،:"النبي صلى الله عليه وسلم قال الحج عرفة يعني الركن الأكبر والأعظم هو عرفة من أصاب الوقوف بعرفة أدرك الحج ومن فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج، والنبي محمد قال يهبط الله تعالى إلى السماء الدنيا ولمه هبوطا ليس حسيا ولكنه يتفق وجلال الله عز وجل فيباهي الملائكة، فالله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا في نهار يوم عرفة".

وتابع الشيخ أحمد كريمة:"ونعرف أن الله يهبط إلى السماء الدنيا نزولا يتفق وذاته في بقية أيام العام في الثلث الأخير من الليل إلى أذان الفجر إلا يوم عرفة"، وفي حديثه عن فضل يوم عرفة تابع الشيخ أحمد كريمة:"نلاحظ إن ليلة القدر في الشعر الأخيرة من رمضان أخفاها الشرع ولكن يوم عرفة أظهره الشرع، فيه ميزتين أن الله يهبط إلى السماء الدنيا في يوم عرفة وأن الشرع أظهر يوم عرفة". 

يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وقد حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على صيامه، ومن فضله أنّ صيامه يُكفّر السنة الماضية واللاحقة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ).

فضل أيام العشر من ذي الحجة

أيام العشر من ذي الحجة أيامٌ فضيلة مباركة، ويحرص المسلمون فيها سواء حجّاج بيت الله أم غيرهم على الإكثار من الطاعة والدعاء فيها، وقد منّ الله -عز وجل- فيها على عباده بالخيرات والبركات والأجور العظيمة، وفيما يأتي بيان أهم الفضائل المتعلّقة بهذه الأيام:

أقسم الله بها في قوله -تعالى-: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، إذْ رجّح العديد من العلماء أنّ القصد في الآية الكريمة هي العشر من ذي الحجة.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).

أيام العشر من ذي الحجّة متّصلة بركنٍ عظيم من أركان الإسلام، ألا وهو حجّ بيت الله، كما أنّها تُختتم بيوم عرفة الذي ثبت فيه فضائل عظيمة، ومن ثمّ أيام عيد الأضحى المبارك، فكلّها أيام فضيلة في الشريعة الإسلامية.

وتُعتبر أول عشرة أيام من شهر ذي الحجة مباركة لارتباطها بأيّام الفريضة الخامسة من أركان الإسلام ألا وهو الحج، ولا سيّما في يوم عرفة، حيث يجتمع الحُجّاج على جبل عرفة يدعون الله، ويذكرونه، ويُمجّدونه، ويتقرّبون إليه بالدّعاء، والصّلاة وقراءة القرآن، وعن الرّسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من أيَّامٍ أعظمُ عندَ اللَّهِ ولا أحبُّ إليهِ منَ العملِ فيهنَّ من هذِهِ الأيَّامِ العَشرِ، فأَكْثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ.

ومن الأذكار التي يُمكن للمسلم أن يُداوم عليها في هذه الفترة ما يأتي:

التّهليل

وهي قول (لا إله إلا الله)، شهادة الإسلام والرّكن الأول من أركانه، وفضلها عظيم كما ورد عن الرّسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشّريف: (من قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، في يومٍ مائةَ مرَّةٍ كانت له عِدلُ عشرِ رِقابٍ، وكُتِبت له مائةُ حسنةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئةٍ، وكانت له حِرزًا من الشَّيطانِ يومَه ذلك حتَّى يُمسيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاء به إلَّا رجلٌ عمِل أكثرَ منه).