رئيس التحرير
عصام كامل

رغم عشقه لمي وسارة ومديحة يسري.. أسباب دفعت عباس محمود العقاد للإضراب عن الزواج

الاديب عباس محمود
الاديب عباس محمود العقاد

عاش الأديب عباس محمود العقاد 75 عاما أعزب، ولم يتزوج، ليس لعدم إيمانه بالزواج أو كراهيته للمرأة فهو الذى أحب سارة ووضع عنها روايته وهو الذى أحب الفنانة مديحة يسرى ووصفها بسمراء النيل ـ أيضا أحب مى زيادة وكتب عنها المقالات الكثيرة لكنه يرجع عزوبيته إلى  أسباب تخصه شخصيا يكشف عنها  فى مقال كتبه بمجلة آخر ساعة عام 1934 فكتب يقول:

 

كيف اتزوج فتصبح زوجتي أرملة من بعدي.. لم أكره المرأة كما يقولون فالحالة السياسية في مصر منذ سنوات  لا تشجع على الزواج ، إضافة إلى أن مواعيدي لا تتفق مع مواعيد رجل متزوج، فأنا لا أغادر دارى إلا في المساء حيث الذهاب إلى مكتبى بجريدة الجهاد، والمساء هو دائما الوقت الذى تجلس فيه الزوجة الى النافذة ترقب الطريق وفى فمها أحاديث من الزجر والنصح والزراية والاستخفاف، وفى متناول يدها شبشب له كعب قابل للتجديد لأنه لا يكل ولا يمل ولا يدوب.

أن الزواج يحد من حريتي كرجل يشتغل بالكتابة والتأليف، فأنا مثلا أقضي ساعات طويلة من النهار بين القراءة والتأليف، بينما هناك واجبات كثيرة على الزوج.. ومن كان مثل حالتي لا يستطيع أداء هذه الواجبات.

اسباب غير هامة 

تلك هي الأسباب المهمة، أما الأسباب غير المهمة فترجع إلى أن اختيار الزوجة أمر شاق، وعلى الراغب في الزواج أن يبحث عن نوع الزوجة التي يريدها، ومن أي طبقة، ومن أي طائفة، وهل هي من بنات المدن أم من بنات الريف؟.

في بداية عملى كانت سنى وامكانياتى لا تسمح لى بالزواج ثم أصيبت بمرض جعلنى الهو به عن فكرة الزواج ولما شفيت عندما كبرت وجدت في السياسة والتأليف ما شغلني عن الزواج.


ورغم احجام الاديب عباس محمود العقاد عن الزواج والعيش طوال حياته اعزبا الا انه له رأى خاص في المرأة والحب فقال:إذا ميز الرجل المرأة من بين جميع النساء.. فذلك هو الحب، وإذا أصبح النساء جميعا لا يغنين الرجل ما تغنيه امرأة واحدة.. فذلك هو الحب، وإذا ميز الرجل المرأة لا لأنها جميلة ولا لأنها أذكى النساء، ولا لأنها أوفى النساء.. ولكن لأنها هي هي بمحاسنها وعيوبها.. فذلك هو الحب.

عشق الأنثى 

والرجل يعشق الأنثى في مبدأ الأمر لأنها امرأة بعينها، امرأة بصفاتها الشخصية التي تتميز بها بين سائر النساء، لكن إذا أوغل في عشقها وانغمس فيه.. أحبها لأنها امرأة كلها أو المرأة التي تتمثل فيها الأنوثة بحذافيرها، وتتمتع فيها صفات حواء وجميع بناتها.. فهى تثير فيه كل ما تثيره الأنوثة من شعور الحياة، وأى شعور هو بعيد من نفس الإنسان في هذه الحالة، أن الأنوثة تثير فيه شعور القوة وشعور الجمال واللذة والألم وشعور الجموح والانطلاق من قيود المنطق والحكمة وشعور الحيوان كله، بل تثير فيه حتى الشعور بما وراء الطبيعة من اسرار مرهوبة، ومن أغوار لا يسبر مداها في النور والظلام، لأن حين تمثل الأنوثة فذلك هو مناط الخلق والتكوين وأداة التوليد والدوام والخلود، وهى مظهر القوة التي يبديها كل شيء في الوجود وكل شيء في الإنسان.
 

الجريدة الرسمية