رئيس التحرير
عصام كامل

من التاريخ.. اندلاع معركة البيرة وانتصار ساحق للمسلمين على الأسبان

معركة البيرة
معركة البيرة

في مثل هذا اليوم من عام 1318 وقعت معركة البيرة في غرناطة بين القشتاليين والمسلمين، وكانت نتيجة المعركة انتصار كبير للمسلمين.

 

عن المعركة وأسبابها 

 

معركة البيرة أو "كارثة وادي غرناطة" كما يسميها الأسبان، وقعت على أبواب غرناطة، إذ كان المسلمون في ضعف خلال ذلك الوقت في بلاد الأندلس، وضعف حكامهم وانهزم عساكرهم أمام هجمات الصليبيين، بسبب تقاتلهم على الزعامات والأمارات وكانوا يستعينون بأعداء المسلمين لنيل تلك البلدة أو الأمارة. 

 

في هذه الأثناء كان بنو الأحمر هم حكام مملكة غرناطة منذ عام 635 هجرية، وقد انحصرت سيطرة المسلمين في ربوع الأندلس بهذه المملكة التي انحاز لها المسلمون من كل مكان. 

 

 اعتمد حكام هذه المملكة على محالفة ومعاونة ملوك المغرب وخاصة ملوك بني مرين الذين ورثوا المغرب بعد سقوط دولة الموحدين، وكان بنو مرين محبين للجهاد في سبيل الله، وحالهم قريب الشبه بدولة المرابطين.

 

لذلك قويت العلاقات بين بني مرين وبني الأحمر، وقام سلاطين بني مرين بالعبور عدة مرات لنجدة المسلمين بالأندلس، وأسسوا قاعدة ثابتة بغرناطة أطلقوا عليها مشيخة الغزاة وعهدوا بها للقائد العسكري المسلم عثمان بن أبي العلاء.

 

بعد أن حقق الصليبيون في مملكة قشتالة انتصارا مهما على المسلمين في معركة وادي فرتونة سنة 716 هجرية، فكروا في مهاجمة الجزيرة الخضراء والاستيلاء عليها ليحولوا دون وصول الإمدادات المغربية إلى الأندلس ثم عدلوا عن ذلك وقرروا مهاجمة الحاضرة الإسلامية نفسها غرناطة.

 

انتشرت الأخبار في غرناطة أن جيوش القتشاليين تتجه إليهم، فبادر سلطان غرناطة آنذاك أبو الوليد إسماعيل بن الأحمر بإعداد جيش صغير ولكنه من صفوة وخيرة المقاتلين، وقدر تعداده بسبعة آلاف على الأكثر وجعل عليهم القائد المسلم عثمان بن أبي العلاء بالإضافة إلى فرقته المغربية. 

 

كواليس المعركة ونتائجها 

 

زحفت جيوش الصليبيين بجيش ضخم تقدره الروايات بثلاثين ألف مقاتل وعلى رأسهم الدون بيدرو ولي العهد ومعه العديد من الأمراء بالإضافة إلى فرقة إنجليزية متطوعة جاءت لنصرتهم، وفي وادي غرناطة وخلفه جبال سييرا إلڤيرا دارت معركة البيرة، التي يسميها الاسبان "كارثة وادي غرناطة"، و"تل ولاة العهد" لأن اثنان من ولاة العهد قتلا في تلك المعركة.

 

اندلع قتال كبير أبدى فيه المسلمون حماسة وحمية في القتال بحيث اختفى من خلاله الفرق الكبير بين الجيشين وظهرت نواد البطولة والشجاعة لم ير مثلها منذ عصور بعيدة مما جعل الصليبيين يفاجئون لأنهم عهدوا المسلمين في معاركهم السابقة أهل ضعف وخيانة.

 

استمرت المعركة ثلاثة أيام وقتل قائد الجيش الأسباني الوصي على العرش پدرو ده كاستيا ثم القائد الذي تولى من بعده قيادة الجيش والوصاية على العرش خوان ده كاستيا وانهزم جندهما.

 

رفع المسلمون جثة قائد الأسبان في تابوت ووضعوه على سور الحمراء إعلانا للنصر، وتخليدا لذكرى المعركة التي أعادت ذكريات الانتصارات الاندلسية الخالدة مثل الزلاقة وافراغة والأرك.

الجريدة الرسمية