رئيس التحرير
عصام كامل

موسكو تكسب 93 مليار يورو بعد 100 يوم من الحرب في أوكرانيا

أرباح النفط الروسي
أرباح النفط الروسي

تعيش أوروبا وسط ظروف حالكة بعد اندلاع حرب طاحنة بين روسيا واوكرانيا تسببت في أزمات عالمية ألقت بظلالها خارج القارة العجوز وقسمت العالم لرابحين وخاسرين. 

الحرب الروسية الأوكرانية 

ومع فرض سياسة عقوبات قاسية على موسكو التي تصر على استكمال عملياتها العسكرية في كييف مهما كلف الثمن كشف الـ100 يوم الاولى من الحرب عن أرباح قياسية للاقتصاد الروسي الذي يخوض حربا مفعمة بالعقوبات. 
واعلن مصدر أبحاث مستقل، عن العائدات التي حققتها روسيا، بعد 100 يوم من إطلاق عمليتها العسكرية في أوكرانيا، والتي بلغت أرقاما مرتفعة رغم العقوبات المفروضة عليها.
وحققت روسيا خلال الـ100 يوم الأولى من حرب أوكرانيا، عائدات قدرها 93 مليار يورو من صادرات الطاقة الأحفورية، لا سيما من الاتحاد الأوروبي، بحسب تقرير أصدره مركز أبحاث مستقل الاثنين، مشيرا بصورة خاصة إلى فرنسا.
وصدر تقرير مركز البحوث حول الطاقة والهواء النظيف الذي يتخذ مقرا في فنلندا، في وقت تحض أوكرانيا الغربيين على وقف واردات الطاقة من روسيا لحرمان الكرملين من مصدر تمويل لحربه عليها.
وأقر الاتحاد الأوروبي مؤخرا حظرا تدريجيا على وارداته من النفط الروسي، مع بعض الاستثناءات، ولا يشمل الحظر في الوقت الحاضر الغاز الذي يعول عليه التكتل.
وشكل الاتحاد الأوروبي بحسب التقرير 61 % من صادرات الطاقة الأحفورية الروسية، أي ما يقارب 57 مليار يورو، خلال الأيام المئة الأولى من الهجوم الروسي على أوكرانيا بين 24 فبراير و3 يونيو.
وكانت الدول المستوردة الكبرى الصين (12.6 مليار يورو) وألمانيا (12.1 مليار) وإيطاليا (7.6 مليار).
ومصدر العائدات الأول لروسيا هو النفط الخام (46 مليار يورو) يليه الغاز الذي يصدر عبر خطوط الأنابيب (24 مليار يورو) ثم المشتقات النفطية والغاز الطبيعي المسال وأخيرا الفحم.

ارتفاع أسعار الطاقة في العالم 


وتظهر الأرقام أن عائدات روسيا لم تنقطع حتى لو أن الصادرات تراجعت في مايو، وبالرغم من أن روسيا مضطرة إلى بيع إنتاجها بأسعار مخفضة في الأسواق الدولية، إذ أنها استفادت من ارتفاع أسعار الطاقة في العالم.
وإن كانت بعض الدول مثل بولندا وفنلندا ودول البلطيق تبذل جهودا كبيرة لخفض وارداتها، فإن دولا أخرى زادت مشترياتها ومن بينها الصين والهند وكذلك فرنسا، بحسب المركز.
وقال المحلل لدى المركز لاوري ميليفيرتا إنه "في حين يبحث الاتحاد الأوروبي تشديد العقوبات على روسيا، زادت فرنسا وارداتها لتصبح أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال الروسي في العالم".
وأوضح الخبير أن عمليات الشراء تتم نقدا وليس في إطار عقود بعيدة المدى، ما يعني أن فرنسا قررت عمدا التزود بالطاقة الروسية رغم حرب أوكرانيا.
وحذر التقرير من ثغرات محتملة في استراتيجية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتقييد واردات النفط الروسي. 
لتبقى في النهاية العملية العسكرية الروسية قائمة على ارض الواقع مستغلة حاجة أوروبا والعالم للوقود الأحفوري الروسي والذي ستزيد الحاجة إليه خلال فصل الشتاء. 

الجريدة الرسمية