رئيس التحرير
عصام كامل

الحبوب والأسمدة.. ورقة بوتين الرابحة في الحرب الروسية الأوكرانية

القمح
القمح

حققت روسيا نجاحا في السيطرة على ميناء ماريوبول الأوكراني، وفرض حصار على الموانئ الأوكرانية، مما مكنها من فرض سيطرتها على البحر الأسود، وتسبب ذلك في إعاقة حركة السفن الأوكرانية، خاصة مع الاتهامات التي وجهتها كييف إلى موسكو بزراعة ألغام في البحر لمنع السفن من المرور خلاله.
وتعتبر أوكرانيا  وروسيا من أكبر مصدري الحبوب (القمح والشعير والذرة) في العالم، ونظرا لتوقف الصادرات الأوكرانية من الحبوب بعد الحصار التي فرضته موسكو على موانئ البحر الأسود، تزداد التهديدات العالمية بحدوث أزمة غذاء تهدد عددا كبيرا من سكان العالم، وبالأخص في المناطق الفقيرة.
 

وتزايدت المطالب العالمية في الفترة الأخيرة لروسيا بضرورة السماح بعبور السفن الأوكرانية المحملة بالحبوب لمنع حدوث أزمة غذاء عالمية، ولكن موسكو اشترطت رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها.
 

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية قد اقترحت بتسليم أوكرانيا صواريخ مضادة للسفن بعيدة المدى، من طراز هاربون، في محاولة لفك الحصار عن الموانئ الأوكرانية وإجبار السفن الروسية على التراجع.


وأعربت الدنمارك عن استعدادها لتزويد كييف بصواريخ هاربون البحرية، ولكن تبقى معضلة وهي قاذفات صواريخ هاربون، حيث تم اقتراح سحب قاذفات من قطع بحرية أمريكية وتسليمها لأوكرانيا.
وليس هذا الخيار الوحيد الذي اتخذته الدول الغربية، ولكن الدبلوماسية لها دور أيضا، فتقدمت عدد من الدول بمقترحات لحل الأزمة، ولعل أهمها المبادرة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.


وأعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن استعداد بلاده للسماح بالسفن الروسية المحملة بالحبوب بالمرور من البحر الأسود، عن طريق ممرات أمنة، بالإضافة إلى تصدير الأسمدة.


وطالب بوتين دول الغرب برفع العقوبات المفروضة على روسيا، مؤكدا استعداد بلاده لتصدير القمح والأسمدة، ملقيا اللوم على الغرب أنه السبب وراء الأزمة التي يشهدها العالم.


وعلى الجانب الآخر حملت دول الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية روسيا مسئولية حدوث أي أزمة غذاء عالمية، والاضطربات الاقتصادية في السوق العالمي، وذلك بفعل منع تصدير شحنات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.


ومن بين المقترحات لحل أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية، هو عن طريق نقلها إلى بعض الدول المجاورة مثل رومانيا، وبالتالي تصديرها عن طريق موانئ هذه الدول.

ويواجه هذا الاقتراح مشكلة هو أن النقل البري في أوكرانيا يحتاج إلى تحديث كبير حتى يتمكن من نقل هذه الكميات الكبيرة، وبالأخص خطوط السكك الحديد، والتي باتت هدفا مستمرا للقوات الروسية.

الجريدة الرسمية