رئيس التحرير
عصام كامل

فرنسا تطلق غواصة الوحش النووي «سوفرين»

الغواصة النووية الفرنسية
الغواصة النووية الفرنسية سوفرين

أعلنت فرنسا دخول غواصة الهجوم النووية الجديدة «سوفرين» الخدمة اليوم الجمعة في قفزة كبيرة للبحرية الفرنسية ودورها في أعالي البحار خاصة فيما يتعلق بحرب الغواصات. 

 

فرنسا 


والغواصة الوحش ”سوفرين“ وهي أول غواصة هجوم نووي فرنسية من الجيل الجديد تدخل الخدمة الفعلية، وتُعدّ هذه الغواصة أسرع وأكثر سرية وأكثر تسليحًا من سابقاتها من فئة ”روبيس“.


وبدأت الغواصة الفرنسية الجديدة رسميًا الخدمة الفعلية، يوم الجمعة 3 يونيو، في بريست وهي أول غواصة هجوم نووي من الجيل الجديد، والأولى في سلسلة من 6 أنظمة تهدف إلى استبدال الغواصات من نوع ”روبيس“، بحلول العام 2030، وفق ما ذكرته صحيفة ”لوفيجارو“ الفرنسية.


وبحسب الصحيفة، تتيح هذه الغواصة الجديدة لفرنسا تحقيق قفزة عسكرية حقيقية في مجال الحرب تحت الماء، وبهذه المناسبة قام الوزير الجديد للقوات المسلحة سيباستيان ليكورنو، برحلة إلى بريست لمواكبة إطلاق الغواصة الجديدة.


واعتبرت الصحيفة الفرنسية أنّ إدخال هذه الغواصة الخدمة في هذه المرحلة يحمل دلالات ذات علاقة بالصراع الأوكراني، حيث دفعت التوترات الحالية فرنسا إلى تعزيز موقفها الرادع النووي.


ووصفت الصحيفة الغواصة ”سوفرين“ بأنها ”وحش تقني يبلغ طوله حوالي 100 متر، ويزن 5300 طن، وقد تم تصنيعها في بحر المانش بواسطة شركتي ”نافال جروب“ وتكنيكاتوم“، وتم تقديمها على أنها أسرع وأكثر سرية وقدرة على الإبحار لفترة أطول، كما أنها أكثر تسليحًا من سابقاتها. ويمكن للغواصة الجديدة أن تحمل ما يصل إلى 20 طوربيدًا وصاروخًا على متنها – بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن – وهي ضعف الحمولة التي تحملها غوّاصة ”روبيس“ التي تعمل منذ ثمانينيات القرن الماضي في الجيش الفرنسي.


وتُعدّ ”سوفرين“ أيضًا أول غواصة فرنسية قادرة على تحميل صواريخ ”كروز“، وصواريخ بعيدة المدى، التي يمكن أن تصل إلى البنى التحتية الأرضية الواقعة على بعد 1000 كيلومتر.

 

الغواصة سوفرين النووية 


ومن المميزات الحديثة الأخرى في الغواصة وجود ”غرفة معادلة الضغط“ وهي من المواصفات المتوافرة في الغواصات الأمريكية والبريطانية، ولأول مرة في الغواصات الفرنسية، وتمكّن هذه الميزة من تنفيذ عمليات مع فرق ”الكوماندوز“ التي لا تستطيع أطقم غواصات فئة ”روبيس“ تحملها.
وفي هذه الغواصة يغطّي نظام ”أس أن أي“ العمليات الاستخباراتية، ويسمح لفرنسا بإبراز قوتها كما في العام 2021 عندما تم إرسال هذا النظام لمدة 7 أشهر في المحيطين الهندي والهادئ. 


ويمكن أن تضمن ”سوفيرن“ أيضًا حماية المنشآت والتجهيزات العسكرية مثل حاملة الطائرات ”شارل ديجول“ أو غواصات الصواريخ الباليستية التي تحمل صواريخ نووية.

قوات الردع النووي الفرنسي 


ومع اندلاع الحرب في أوكرانيا زادت فرنسا، لأول مرة منذ أزمة الصواريخ الأوروبية (1977-1987) إلى الضعف أو إلى حتى 3 أضعاف قدراتها الردعية اعتمادًا على المعدات المنتشرة بشكل دائم في البحر لضمان الردع النووي الفرنسي.


وأشار تقرير ”لوفيجارو“ إلى أن ”هذا النوع من الغواصات كانت فرنسا تأمل في بيعه لأستراليا، حتى الإعلان، في نوفمبر 2021، عن التحالف الجديد بين كانبيرا ولندن وواشنطن، ومع ذلك فإن العقد الموقع مع أستراليا لم ينص على أن تكون هذه الغواصات الاثني عشر تعمل بالطاقة النووية.


وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن غواصة ”سوفرين“ تُعدّ جزءًا من برنامج يسمى ”باراكودا“ يتضمن تصنيع 6 أنظمة ”س أن أي“ في المجموع وتقدر تكلفته بـ 9.1 مليار يورو، ومن المنتظر تسليم الغواصة التالية من هذه الفئة في الأشهر المقبلة.


واكتمل تصنيع الغواصة ”سوفرين“، في نوفمبر 2020، ومنذ ذلك الحين أجرت العديد من التجارب البحرية، وكان من المقرر أن يتم دخولها إلى الخدمة في نهاية العام 2021 لكن المشاكل الفنية أدت إلى تأجيلها لبضعة أشهر.

الجريدة الرسمية