رئيس التحرير
عصام كامل

سلفي في وقت الفراغ!

لا نقصد طبعا بالسلفي من يقتدي بالسلف الصالح رضوان الله عليهم جميعا.. بل ليتنا نعود إلي ما كانوا عليه من فهم ووعي بمضمون وروح ومقاصد الدين الاسلامي.. وفعل مثلهم وإقتدي بهم التابعون وتابعيهم.. عرفوا قيمة العلم والعلماء وقدروهم وكان من بينهم يهود ومسيحيين.. فهموا حكمة النصوص القرآنية ولم يقفوا علي ظاهرها وقدموها -طبعا- علي ما عداها مؤمنين أن آيات كتاب الله يقينية الورود وليست ظنية!


إرتدوا أزياء البلاد الأخري البعيدة عن شبه الجزيرة العربية مدركين أن ليس للإسلام زي محدد إنما شروط الإحتشام والوقار وحماية النفس من أذي الطبيعة وفقط.. استوعبوا أن القرآن جاء لينظم حياة الناس ثم يعاقب من يظلم الناس ولم يأت القرآن ليعاقبهم إبتداءا وبغير توفر الشروط المطلوبة ليحيا الناس حياة كريمة تضمن صيانة شرفهم واعتبارهم وتحمي كرامتهم!

سلفيو اليوم


السلفيون اليوم ممن نقصدهم.. إهتموا بالمظهر وليس الجوهر.. بظاهر النصوص الدينية وليست حكمتها واهدافها.. وحتي عن ظاهرها لا يعرفون الفرق بين المشرك والكافر والمجرم.. وهو اخطرهم لقطعه كل صلة بالخالق الحكيم.. وبين كل ما سبق وأهل الكتاب من أصحاب الديانات السماوية وقد أمرنا ببرهم والبر أعلي مراتب المعاملة الحسنة..

 
سلفيو اليوم انشغلوا بغيرهم عن دينهم وانفسهم.. يصدرون الكراهية أكثر من المحبة.. والعداء أكثر من السلام.. بل يلقون السلام علي غير المسلم وفي أنفسهم ألف حديث وحديث.. يكتمون الخبيث منه فالأثم كما قال الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام "ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس"، 
الأسوا من سلفيي اليوم من يعتقدون إنهم يعادونهم.. ويرفضون أفكارهم.. ويقفون علي الجانب الآخر منهم.. دون أن يدروا إنهم متسلفون لا إراديا.. لا يعرفون أن عدوي التخلف اصابتهم.. ولعنة الإنحراف عن الفهم الصحيح لدين العقل والسماحة والحرية قد لحقت بهم.. 

 

 

لا يفهمون.. ولن يفهموا.. أن التسلف ليس جلبابا ولحية.. إنما عقل يلغي نفسه.. فيحفظ ولا يفهم.. ينقل ولا يحلل.. يري ولا يستوعب.. كالحمار يحمل أسفارا!
هؤلاء أشد خطرا..
سلفيو وقت الفراغ يجب فتح ملفهم.. هم قنابل الدخان التي تحمي السلفيين الحقيقيين.. فاحذروهم!

الجريدة الرسمية