رئيس التحرير
عصام كامل

هزيمة ثقيلة لـ"حزب شولتس" بأكبر ولاية ألمانية.. لهذه الأسباب

 أولاف شولتس
أولاف شولتس

مُني حزب المستشار الألماني أولاف شولتس، بهزيمة انتخابية من العيار الثقيل في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأحد، في ولاية شمال الراين ويستفاليا، أكبر الولايات الألمانية من حيث عدد السكان.

وأظهرت توقعات شبه نهائية، مساء أمس الأحد، للقناتين الأولى والثانية أن الحزب المسيحي الديمقراطي حصل على أعلى نسبة تأييد بولاية شمال الراين ويستفاليا، فيما تراجعت نسبة التأييد لمنافسه الاشتراكي الديموقراطي الذي ينتمي إليه شولتس.

وتأتي الهزيمة الثانية للحزب خلال أقل من شهر، في أكبر الولايات الألمانية، بينما يواجه شولتس انتقادات حادة في الداخل والخارج تتعلق بموقفه من الحرب الأوكرانية وخطته لإرسال الأسلحة إلى كييف.

ومنحت الاستطلاعات التي نشرت بعد إغلاق مراكز الاقتراع عند الساعة السادسة مساء 35 بالمئة للحزب الديموقراطي المسيحي و28 بالمئة للاشتراكيين في نتيجة قد تكون الأسوأ في تاريخهم في الولاية.

ورجحت الاستطلاعات، حصول حزب البديل من أجل ألمانيا على ما يتراوح بين 5.5% و5.9% فيما أظهرت التوقعات أن حزب اليسار سيواصل الابتعاد عن البرلمان كما كان الحال في الدورة التشريعية السابقة حيث إن من المتوقع أن يحصل على نسبة أقل بصورة ملحوظة من حاجز الـ5% المطلوب لدخول البرلمان.

ويعتبر المراقبون الانتخابات المحلية في ولاية شمال الراين ويستفاليا التي يبلغ عدد سكانها 18 مليون نسمة، أي قرابة ربع سكان ألمانيا، أنها تمثل استفاءً على الحكومة الألمانية الحالية برئاسة المستشار أولاف شولتس خاصة أنها تأتي عقب ثمانية أشهر من إجراء الانتخابات التشريعية على المستوى الاتحادي والتي تمخض عنها الحكومة ائتلافية الحالية، المشكلة من حزب المستشار شولتس.

ويعزي مراقبون أسباب تراجع الحزب الاشتراكي في البلاد إلى موقف المستشار الألماني أولاف شولتس من الحرب الأوكرانية، والذي يواجه انتقادات متصاعدة داخل البلاد يستغلها منافسيه لصالحهم، خاصة الملف المتعلق بإرسال أسلحة ألمانية ثقيلة إلى أوكرانيا.

 

الهزيمة هي الثانية

ويرى الباحث المختص بالشأن الأوروبي، في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات حازم سعيد، أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة المستشار الألماني أولاف شولتس، مني بهزيمة قاسية في أهم ولاية في ألمانياـولاية فستفاليا (غرب)، ذات الأهمية البالغة حيث يقنط الولاية حوالي (25%) من سكان ألمانيا.

وفي تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" يقول سعيد إن الهزيمة هي الثانية على التوالي، بعد الخسارة التي لحقت بالحزب بالانتخابات في ولاية "شليسفيغ هولشتاين"، حيث كان الحزب الاشتراكي سجل في انتخابات الولاية التي جرت يوم الأحد الماضي نتيجة سيئة تاريخيًا بحصوله على 16% من الأصوات فيما تفوق عليه الحزب المسيحي وبفارق كبير حيث حصل على 43.4%.

ويرجع سعيد الهزيمة لعدة أسباب أهمها الانتقادات المستمرة للحزب بسبب مواقفه من الأزمة الأوكرانية، خصوصا بعد تحفظه على توفير الأسلحة الثقيلة والفتاكة لكييف. 

بالإضافة إلى الانتقادات الموجهة لـ" كريستين لامبرخت" وزيرة الدفاع الألمانية المنتمية إلى "حزب شولتس" بسبب اصطحاب ابنها برحلة خاصة بمروحية عسكرية. 

 

الغاز الروسي

وأخيرا رفض فرض حظر على الغاز الروسي نظرا لاعتماد برلين الكبير عليه.

ومقارنة بخمس سنوات مضت، حقق حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الخضر مكاسب كبيرة، بينما تكبد الحزب الاشتراكي الديمقراطي خسائر كبيرة.

 فمن المرجح أن خسارة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ستزيد من المعاناة والاضطراب على المستوى الفدرالي. 

وسيصعد من الصراع والتوتر بين حزب شولتس والحزب "الديمقراطي المسيحي"، بحسب سعيد.

وتعتبر ولاية شمال الراين ويستفاليا مركزًا صناعيًا مزدهرًا وفيها نحو 13 مليون ناخب ونحو ربع سكان ألمانيا، وتضم الولاية المدن الرئيسية كولونيا وبون ودوسلدورف وإيسن ودورتموند، وسيُنظر إلى النتيجة على أنها مؤشر رئيسي للمزاج السياسي في ألمانيا.

الجريدة الرسمية