رئيس التحرير
عصام كامل

القصة الكاملة وراء غلق المستشفى الوطني للعيون

مارينا صلاح سركيس
مارينا صلاح سركيس

في تطور جديد في قضية وفاة مارينا صلاح التي شهدت اهتمامًا على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك منذ أمس، أعلن  الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، القائم بأعمال وزير الصحة والسكان، صدور قرار إداري بإغلاق المستشفى الذي تسبب في وفاة المواطنة مارينا صلاح.


وشهدت الساعات الماضية غضبًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعد وفاة فتاة شابة ٢٩ عامًا أم لطفل يبلغ من العمر ٧ شهور داخل مستشفى للعيون بسبب الإهمال الطبي بعد إجراء أشعة صبغة على العين ونتيجة مضاعفات استخدام الصبغة بطريقة خطأ تسبب الأمر في وفاتها.

 

ووجَّه الدكتور خالد عبد الغفار القائم بأعمال وزير الصحة بتشكيل لجنة من إدارة العلاج الحر بالوزارة للتحقيق في الواقعة، ومراجعة الإجراءات الطبية التي تم اتخاذها مع الفتاة منذ دخولها المستشفى حتى لحظة الوفاة.

 

وقال الدكتور خالد عبد الغفار في تصريحات صحفية في مجلس النواب “انتظرنا نتابع الأزمة حتى الفجر، وتم تشكيل لجنة عليا لمتابعة القضية”، قائلا: وتم صدور قرار إداري بإغلاق المستشفى، بعد انتهاء اللجنة من عملها.

 

وتلقى قسم شرطة النزهة بلاغًا من أسرة مارينا صلاح تتهم إدارة المستشفى بالإهمال الجسيم الذي تسبب في وفاة مارينا، وأن إدارة المستشفى لم تقم بعمل اختبار حساسية لـ مارينا قبل إجراء الأطباء عملية أشعة الصبغة لها.

 

وأوضحت الأسرة في البلاغ أن مارينا كانت تعاني من حساسية في العين، وأن إدارة المستشفى لم تقم بإجراء اختبار لها قبل العملية ما أدى إلى مضاعفات خطيرة ومفاجئة في صحتها، ولم يكن في المستشفى غرفة عناية مركزة لإنقاذها بعد تدهور حالتها الصحية، وأنهم قاموا بنقلها إلى مستشفى آخر إلا أنها توفيت نتيجة المضاعفات الصحية.

 

فيما كشف التقرير الطبي لمستشفى العيون التي كانت تعالج بها مارينا صلاح، التي توفيت أمس أن التشخيص المبدئي للحالة هو التهاب حاد بالقزحية، وتم وصف القطرات المناسبة لعلاج الأعراض وطلب الفحوصات اللازمة لبحث مدى تأثر الشبكية بالالتهاب وهو « فحص أشعة الفلورسين للشبكية»، وتم توجيه أسئلة للمريضة عن وجود تاريخ مرضي سابق لأي حساسية تجاه (الأكل - الأدوية - الصبغات) وأجابت المريضة بالنفي وهو ما تم أمام الزوج.

 

تقرير المستشفى

وقال المستشفى في بيانه: «ينعى المستشفى الوطني للعيون السيدة: مارينا صلاح سركيس ويقدم بخالص العزاء لجميع أفراد الأسرة».

 

وأضاف المستشفى: «تود إدارة المستشفى توضيح بعض الحقائق عما حدث: 

حضرت السيدة: مارينا صلاح إلى المستشفى الوطني للعيون يوم السبت الموافق ۷ مايو 2022 تعاني من اضطراب وعدم وضوح بالرؤية مع آلام حادة واحمرار بالعينين وتم إجراء الفحص الطبي بالأجهزة بواسطة استشاري الرمد والتشخيص المبدئي للحالة هو التهاب حاد بالقزحية وتم وصف القطرات المناسبة لعلاج الأعراض وطلب الفحوصات اللازمة لبحث مدى تأثر الشبكية بالالتهاب وهو «فحص أشعة الفلورسين للشبكية».

 

جاءت المريضة لإجراء الفحص يوم الأحد الموافق ۸ مایو۲۰۲۲ وتم اتباع الإجراءات الروتينية الطبية لتجهيز المريضة وهي الآتي:

أ- توجيه أسئلة للمريضة عن وجود تاريخ مرضي سابق لأي حساسية تجاه (الأكل - الأدوية - الصبغات) وأجابت المريضة بالنفي وهو ما تم أمام الزوج.

ب- تم ترکیب کانیولا وحقن أمبول هیدروکورتیزون (مادة مضادة للحساسية).

ت- تم حقن نصف أمبول فلورسین 2٫5 سم، ملاحظة: لا يتم إجراء أي اختبار حساسية لمادة الفلورسین كما هو المتعارف عليه عالميًّا حسب القواعد الطبية الإرشادية الطبية عالمية والوسيلة الوحيدة لمعرفة وجود حساسية من عدمه هي الأسئلة التي توجه للمريض بخصوص وجود تاريخ مرضي لأي حساسية دوائية أو غذائية أوضد الصبغات.


أعراض الحساسية

- بعد الانتهاء من إجراء أشعة الفلورسین وأثناء فترة وضع المريضة تحت الملاحظة وبعد مرور بضع دقائق شعرت المريضة بدوار وميل للقئ وغثيان وهي من أعراض الحساسية وتم إعطاء جرعة ثانية من مادة الهيدروكورتيزون ولم تتحسن حالة المريضة على مدار الدقائق التالية وزادت أعراض الدوار وإحساس بالهبوط مما استدعى الطبيبة القائمة بالفحص بالبدء فورًا بمساعدة الممرض المصاحب للاستشاري بالبدء في إجراء إنعاش قلبي رئوي وتم استدعاء فوري (code blue) عن طريق الميكروفون العام ووصول الطاقم الطبي المكون من 3 استشاري تخدير و2 ممرض عمليات وتم استكمال الإنعاش القلبي الرئوي نظرا لعدم وجود نبض او ضغط محسوس للمريضة، وتم إعطاء الأدوية اللازمة لإنعاش القلب والصدمات الكهربائية.

 

استعادت المريضة العلامات الحيوية (وجود نبض والقدرة على قياس ضغط الدم ) وتم استمرار إعطاء المحاليل والأدوية حتى استقرار الضغط على ۱۱۹/۹۹، وعند استقرار الحالة نسبيًّا مع وجود بعض دورات التنفس التلقائي للمريضة وهي حالة تسمح بالنقل، وتم استدعاء سيارة إسعاف من مستشفى الكهرباء وهو المبنى الملاصق للمستشفى الوطني للعيون (على بعد 50 مترًا) وتم نقل المريضة بواسطة عربة إسعاف مجهزة وطاقم الرعاية وبمصاحبة أطباء تخدير المستشفى إلى الرعاية المركزة بمستشفى الكهرباء وذلك لحاجة المريضة لاستكمال الأبحاث التخصصية (أشعة على الصدر - أشعة مقطعية على المخ) واستكمال العلاج بالرعاية المركزة.


تدهور الحالة الصحية

تمت متابعة الحالة على مدار اليوم الأول الأحد بين أطباء المستشفى وأطباء رعاية مستشفى الكهرباء وتحسنت الحالة المرضية بنهاية اليوم ومع استمرار المتابعة أفاد أطباء الرعاية المركزة بمستشفى الكهرباء بأن الحالة المرضية ساءت في الساعات الأولى اليوم الإثنين 9 مايو۲۰۲۲ وتوفيت المريضة في تمام الساعة الثانية عشر ظهرًا من نفس اليوم.. ومن المعلوم بأن الحساسية المفرطة لمادة الفلوريسين تحدث حسب الإحصائيات العالمية بنسبة 1: 250,000 حالة وقد تؤدي إلى الوفاة، ويتم إجراء يوميًّا بالمستشفى الوطني للعيون أكثر من 40 حالة فحص بأشعة الفلوريسين للشبكية على مدار ٢٠ عامًا.

الجريدة الرسمية