رئيس التحرير
عصام كامل

الكرملين: لا احتفالات رسمية بالنصر في ماريوبول

ماريوبول
ماريوبول

أكد الكرملين أن روسيا لا تنوي إقامة احتفالات في ماريوبول الأوكرانية في التاسع من مايو بمناسبة الانتصار على ألمانيا النازية عام 1945.

واتّهمت الاستخبارات الأوكرانية، الأربعاء، موسكو بأنها تستعد لإقامة عرض عسكري في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة التي سيطرت عليها بشكل شبه كامل القوات الروسية فيما لا يزال يتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع آزوفستال الواقع فيها.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: "هذا العام بالطبع الاحتفالات مستحيلة لأسباب واضحة، لكن سيأتي الوقت الذي سيُقام فيه احتفال كبير هناك".

وأضاف: "سيكون هناك روس بالطبع، عدد كبير من الروس في التاسع من مايو في ماريوبول، لكن في ما يخصّ توجّه وفد رسمي إلى هذه المدينة فلستُ على علم بذلك".

وبعد أسابيع من الحصار، بات الجزء الأكبر من المدينة الاستراتيجية مدمّرًا.

وتاريخ التاسع من مايو مهمّ جدًا في روسيا التي تقيم كل عام عروضًا عسكرية أحدها في الساحة الحمراء في موسكو، لإحياء ما تعتبره انتصارًا في "الحرب الوطنية العظمى" ضد ألمانيا النازية.

وأكد الكرملين مرارًا أن القوات الروسية تقاتل "نازيين جددا" في أوكرانيا بينهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، مكررا التشبيهات التاريخية بين هذا التدخل العسكري والحرب العالمية الثانية.

تكلفة الحرب

ذكرت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية أن الحرب في أوكرانيا تكلف روسيا ما يقرب من 900 مليون دولار يوميًا، باستثناء الخسائر الناجمة عن العقوبات الاقتصادية.

ونقل تقرير المجلة عن رئيس نشرة ”التقارير العسكرية للقوات الخاصة“ في واشنطن، شون سبونتس، قوله إن هناك عدة عوامل تؤدي إلى هذا الثمن الباهظ. 

بما في ذلك دفع رواتب الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا، وتزويدهم بالذخائر والرصاص والصواريخ، وتكلفة إصلاح المعدات العسكرية المفقودة أو التالفة.

وقال سبونتس: ”يجب على روسيا أيضًا أن تدفع مقابل آلاف الأسلحة المهمة وصواريخ كروز التي تم إطلاقها خلال الحرب، والتي يبلغ ثمن كل واحدة منها حوالي 1.5 مليون دولار“. 

وأوضح أن تلك التقديرات لا تأخذ في الاعتبار مقدار الخسائر المالية التي ربما تكون روسيا قد تكبدتها بسبب العقوبات الاقتصادية الشديدة المفروضة عليها بعد شن الغزو.

ولفتت المجلة إلى أن الكثيرين اعتقدوا أن روسيا ستنتصر على أوكرانيا بسرعة بعد فترة وجيزة من الغزو، الذي بدأ، أواخر فبراير الماضي، بالنظر إلى تفوقها العسكري الساحق، إلا أنها لم تحقق نجاحًا عسكريًا كبيرًا حتى هذه اللحظة.

القوات الروسية

وأشار السكرتير الصحفي للبنتاجون، جون كيربي، إلى أن كل خطوة تقوم بها القوات الروسية قوبلت بمقاومة شديدة من الأوكرانيين.

وقال كيربي: ”كل ما يمكنني قوله هو أن الروس لم يحرزوا ذلك النوع من التقدم في دونباس والجنوب الذي نعتقد أنهم يريدون تحقيقه.. نعتقد أنهم تأخروا عن الموعد المحدد“.

وتأتي تلك الاخفاقات بتكلفة كبيرة بالنسبة لروسيا من الناحية المالية، ومن حيث الخسائر في الأرواح، على الرغم من أن الكرملين كان مترددًا في الكشف عن أرقام الخسائر العسكرية.

الخسائر المباشرة

وبحسب ”نيوزويك“، كشفت دراسة صدرت بعد أسبوعين من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ”العملية العسكرية الخاصة“ أن الخسائر المباشرة من الحرب كلفت روسيا حوالي 7 مليارات دولار.

ولفتت إلى أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا نتيجة الغزو كان لها آثار مدمرة على البلاد، ومن المرجح أن يشعر بها المواطنون الروس لعقود قادمة، مضيفة أن الاقتصاد الروسي قد ينكمش لمستواه قبل 30 عامًا مع انهيار الروبل الروسي.

وبحسب تقديرات معهد التمويل الدولي في واشنطن، من المرجح أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي لروسيا بنسبة 15% العام الجاري.

الجريدة الرسمية