رئيس التحرير
عصام كامل

الفيدرالي الأمريكي يرفع سعر الفائدة.. ماذا يعني هذا القرار؟

الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي

أوضحت تقارير إخبارية عالمية آثار قرار المجلس الاحتياطي  الفيدرالي الأمريكي "البنك المركزي" رفع " سعر الفائدة الرئيسي بمقدار نصف 0.5% وكيف ينعكس هذا القرار على العالم.

ولفتت التقارير الى أن هذه الزيادة هي الأكبر خلال 22 عاما.

ولفت تقرير نشرته بوابة " العين" الإخبارية الإماراتية الي أن  البنك المركزي الأمريكي يرفع  الفائدة عندما ترتفع نسبة التضخم في الاقتصاد، أي زيادة أسعار السلع والخدمات.

ويترتب على ذلك أن يصبح سعر الأموال غاليًا، فيتراجع الاقتراض للأشخاص والأعمال ويقل الإنفاق والطلب على الاستهلاك فينخفض التضخم ولفت التقرير إلي أنه كلما ارتفع سعر الفائدة الذي يضعه البنك المركزي، تزيد نسبة الفائدة بشكل تلقائي على القروض القائمة والجديدة.

الزيادة الأكبر

وكما توقعت وكالة "أسوشيتد برس" فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي أعلن في اجتماع اليوم الأربعاء رفع سعر الفائدة القياسي قصير الأجل بمقدار نصف نقطة مئوية- وهي أكبر زيادة في سعر الفائدة منذ عام 2000.

ومن المرجح أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة نصف نقطة أخرى في اجتماعه المقبل في يونيو، وربما يتكرر ذلك في الاجتماع الذي يليه في يوليو، حيث يتوقع الاقتصاديون استمرار ارتفاع أسعار الفائدة خلال الأشهر التالية.

كما توقعت الوكالة أيضًا أن يعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه سيبدأ سريعًا في تقليص مخزونه الضخم من سندات الخزانة والرهن العقاري بدءًا من يونيو، وهي الخطوة التي سيكون لها تأثير على المزيد من إجراءات تشديد الائتمان.

رفع أسعار الفائدة

رفع أسعار الفائدة، هو معيار يحدد أسعار الفائدة على القروض التي تحصل عليها البنوك من البنك المركزي، وبناء عليها تضع البنوك خططها في آلية احتساب جديدة لأسعار الفائدة على القروض التي تقدمها للعملاء.

وكلما ارتفع سعر الفائدة الذي يضعه البنك المركزي، تزيد نسبة الفائدة بشكل تلقائي على القروض القائمة والجديدة، بالعملات المقومة بعملة المركزي أو المرتبطة بها.

في حالة الدولار الأمريكي، فإن تكلفة الإقراض سترتفع اعتبارا من اليوم على البنوك، وبالتالي على العملاء، وهذا مؤشر سلبي على الاقتصادات الباحثة عن تحفيز الأسواق من خلال وضع نسب فائدة منخفضة.

إذ سيدفع رفع كلفة الإقراض إلى تراجع وتيرة الإقدام على طلب التسهيلات الائتمانية في الأسواق العالمية، خصوصا بعملة الدولار والعملات المرتبطة به.

أثر سلبي

إذا كان قرار رفع سعر الفائدة له أثر سلبي على الاقتراض، فإن القرار يحمل جانبا إيجابيا بشكل نسبي على أصحاب الودائع المصرفية لدى البنوك العاملة في الأسواق، إن إن قرار رفع أسعار الفائدة يعني أيضا أن المودع يحصل على عوائد أعلى.

أي أن المودع بعملة الدولار على سبيل المثال، سيكون أمام فرصة تعزيز ودائعه للحصول على فوائد أعلى مقابل إيداعها لدى البنوك، بسبب قرار رفع أسعار الفائدة.

وفي مثل هذه الحالات، تشهد عديد الأسواق ارتفاعا متسارعا في ودائع العملاء لدى القطاعات المصرفية، للاستفادة من نسب الفوائد الصاعدة، في المقابل تتراجع فرة السيولة داخل الأسواق.

ويعني ذلك، أن الودائع المصرفية أصبحت من إحدى أشكال الاستثمار للأفراد والمؤسسات، من خلال وضعها داخل حسابات مصرفية، وتقاضي فوائد عليها بشكل شهري أو ربع سنوي أو سنوي.

وهذا هو المغزى من السيطرة علي التضخم عبر زيادة أسعار الفائدة، من خلال تقليص حجم الكتلة النقدية داخل الأسواق، وبالتالي يتراجع الاستهلاك والاستثمار، وتعيد الأسواق برمجة القوة الشرائية بناء على السيولة المتوفرة.

خطوة جذرية

ووصف اقتصاديون هذه الإجراءات بأنها أكثر خطوات الفيدرالي جذرية خلال ثلاثة عقود لمكافحة التضخم، مشيرين إلى أن الإجراءات ستجعل الاقتراض من أجل شراء سيارة أو منزل أو إبرام صفقة تجارية أو شراء بطاقة ائتمان أكثر تكلفة، وهو ما سيضاعف الضغوط المالية على الأمريكيين.

ومع ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى له في 40 عامًا، تعرض الاحتياطي الفيدرالي لضغط غير عادي للعمل بقوة لإبطاء الإنفاق، والحد من ارتفاع الأسعار الذي يربك الأسر والشركات.

ووفقًا لـ"أسوشيتد برس" لا يعرف أحد إلى أي مدى يجب أن يصل سعر الفائدة قصير الأجل لدعم إجراءات البنك الفيدرالي  لوقف التضخم.

كما لا يعرف المسؤولون إلى أي مدى يمكنهم تقليل الميزانية العمومية غير المسبوقة للاحتياطي الفيدرالي البالغة 9 تريليونات دولار دون أن يخاطروا بزعزعة استقرار الأسواق المالية.

رسائل الخزانة الأمريكية

وكانت قد بعثت وزارة الخزانة الأمريكية بأخر رسائلها قبيل القرار حول أسعار الفائدة اليوم الأربعاء.

ولفتت الخزانة الأمريكية الي أن واشنطن تثق في أن الدولار الأمريكي يمتلك مكانة تؤهله للحفاظ على قوته، بينما لا تخشى من روسيا التي لا يزال بالإمكان معاقبتها وإضعافها.

قوة الدولار الأمريكي

من جهتها قالت يلين، إن عوامل أساسية جيدة تدعم قوة الدولار الأمريكي وبعض الزيادة في قيمة الدولار ترجع إلى ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية.

وشددت على أن الولايات المتحدة مستعدة للرد بقوة على التخفيضات المتعمدة في قيم العملات، وأن لديها القدرة على فرض عقوبات قوية لأن الدولار يستخدم على نطاق واسع كعملة للاحتياطي.

وقالت يلين إن قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على البنك المركزي الروسي لم يتم اتخاذه بسهولة، والعقوبات لقيت دعما من ائتلاف واسع.

وأضافت يلين أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيحتاج إلى أن يكون "حاذقا" و"محظوظا أيضا" لقيادة الاقتصاد إلى تفادي ركود بينما يكافح البنك المركزي تضخما عند مستوى مرتفع جدا.

ولفتت إلى أن لديها ثقة كبيرة في القوة الحالية للاقتصاد الأمريكي، لكن التضخم الذي هو حاليا عند أعلى مستوى في أربعة عقود، يمثل مشكلة ودفعه للانخفاض هو الوظيفة الأساسية لمجلس الاحتياطي الاتحادي.

ومن ناحية أخرى أعلنت إدارة معلومات الطاقة ان مخزون الخام في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكي يهبط 3.1 مليون برميل

اتسع العجز التجاري للولايات المتحدة إلى مستوى قياسي في مارس بعد ارتفاع الواردات لاعتماد الشركات على المنتجين الأجانب لتلبية الطلب المحلي القوي.


اتساع العجز التجاري

وأظهرت بيانات وزارة التجارة اليوم الأربعاء، أن الفجوة في تجارة السلع والخدمات ارتفعت 22.3% إلى 109.8 مليار دولار.

وقالت وكالة بلومبرج، إن اتساع العجز التجاري في الربع الأول يفسر إلى حد كبير أسوأ أداء للاقتصاد منذ التعافي من الجائحة، حيث انكمش الناتج المحلي الإجمالي بـ 1.4% على أساس سنوي.

وأضافت أنه سيصعب تقليص العجز التجاري قريبًا، حيث أن الطلب الأمريكي يتجاوز النشاط الاقتصادي في العديد من الدول الأخرى.

وارتفعت واردات السلع والخدمات 10.3% في مارس إلى 351.5 مليار دولار، والصادرات 5.6% إلى 241.7 مليار دولار. ويمثل كل منهما مستوى قياسيًا.

الجريدة الرسمية