رئيس التحرير
عصام كامل

فى الذكرى الـ 40 لتحرير سيناء.. آخر حوار مع اللواء أحمد رجائي عطية مؤسس 777

احمد رجائي واخيه
احمد رجائي واخيه هشام صاحب فكرة سلالم الحبال فى حرب اكتوبر

تحتفل مصر اليوم 25 أبريل بعيد تحرير سيناء الـ40 وبمناسبة هذه الذكرى الغالية لا ننسى أحد الذين دافعوا عن أراضي الوطن وضحى بكل غال ونفيس ورغم رحيله عن عالمنا منذ عام إلا أن سيرته العطرة باقية هو اللواء أحمد رجائي عطية مؤسس ٧٧٧ ورئيس عمليات المجموعة ٣٩ قتال بقيادة الرفاعي. 

البطل الراحل خرج من منزل يشع بالوطنية فوالدته السيدة إصلاح هانم شاهين ابنه الاميرالاي محمد شاهين احد قادة الجيش المصري والتي كانت تحفزه لشق طريق البطولة فقد اشترك أحمد وهو في سن ١٤ عاما مع الفدائيين للدفاع عن الوطن ضد المحتل الانجليزي.

واختص اللواء أحمد رجائي «فيتو» منذ أعوام بحوار خاص ذكر لنا فيه أنه عندما حصل على شهادة الثانوية العامة وكان يريد دخول كلية الهندسة فوجئ بوالدته  تقول له لما انت تدخل الهندسة اومال مين يحرر فلسطين ويحمينا منهم في مصر فشعر بالألم لكلماتها وهرول بأوراقه إلى الكلية الحربية والكلية الجوية ونجح في الاختبار في الإثنين لكنه اختار الكلية الحربية وتخرج منها في سلاح المدفعية ولكنه كان يعشق محاربة العدو وجها لوجه فاختار الانضمام لمدرسة الصاعقة وكان من الرعيل الأول الذي تتلمذ على يدي الفريق جلال هريدى.


رجائي والصاعقة

عشق رجائى أرض مصر وكان يدافع عنه بكل ما اؤتي من قوة ولم يخاف أبدا من أي تكليف يوجه إليه من قادته بل كان سباقا في العمليات وعندما حدثت النكسه كون هو ومجموعة من زملائه منظمة سيناء العربية ومعهم مجموعة من الفدائيين والبدو وكبدوا العدو خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وكانت منظمة سيناء العربية هي النواة للمجموعة ٣٩ قتال فيما بعد. 


معركة ٥ يونيو ٦٧:

وعن رأيه عن معركة ٥ يونيو ٦٧ قال أنني اعتبرها معركة وليست حربا 
 

نعم انها كانت مجرد معركة مع “إسرائيل” وليس حربا، فهناك فارق كبير بين الاثنين، الحرب تشمل عدة معارك نستطيع أن نقول أن 1973 كانت حربا لأنها ضمت معارك 1967 والاستنزاف ومعارك 1973 نفسها ثم الانتصار، فالحرب تقوم لتحقيق أهداف اقتصادية أو سياسية للدول التي تنوى على الإقدام عليها، ولكن يونيو 1967 لم تحقق أي أهداف بالنسبة  لـ”إسرائيل”.

1967 مثلها  كأي معركة أطلق عليها بالخطأ نكسة، وإذا قارنا نستطيع أن نقول إذا كان ما لحق بمصر هزيمة في 6 أيام ففرنسا هزمت في أربعة أيام، هولندا كذا الحال في الحرب العالمية الثانية التي كان  الجيش الألماني يتناول فيها الغذاء على الجبهة الغربية والعشاء على الجبهة الشرقية في 12 ساعة.

لكن الأزمة في معركتنا أن الشعب قال “هنحارب” ولنا الفخر أننا انتصرنا في 1973 ولم نستسلم لليأس و”الماسورة ظلت ساخنة” وحررنا أراضينا بأيدينا، على عكس هذه الدول الغربية المهزومة في أوروبا التي حررها الحلفاء وليس أبنائها.


ومع ذلك 1967 مليئة بالبطولات، وبالرغم من أنها سجلت إلا أن حجم النكسة كان كبيرا فغطى عليها.

الشعوب العربية والمصرية عموما غاوي فكرة الأربعين والسنوية ولطم الخدود  معركة 67 انتهت، وتعلمنا منها الكثير وأثبتت صحة المثل القائل “الضربة التي لاتميتك.. تقويك”، “إنها الحكمة التي عمل بها “أبناء الصمت” الذين اعتادوا التسلل متخفين في الظلام ليعبروا إلى الضفة الشرقية لقناة السويس لينتقموا لعبد المنعم رياض تارة أو ليأسروا جنديا صهيونيا تارة أخرى.

جيلنا انشأ وتربى على شموخ مصر و"عبد الناصر" الذى كان شعاره “ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعباد”.. جيل رأى بعينه الأسد البريطاني يخرج جريحا من بورسعيد بعد أن قطع ذيله في 56، ليغني بعدها للسد العالي وآلاف المصانع الجديدة.. وللأراضي الزراعية المستصلحة..جيل كهذا يصعب عليه أن يعترف بهزيمة عسكرية خاطفة في 6 أيام، ولكنه عمل وكافح مع زعيمه لإعادة بناء الجيش واسترداد الأرض والكرامة والهيبة التي نالت منها معركة 1967.

الجريدة الرسمية