رئيس التحرير
عصام كامل

جنون الخضار.. توقعات بموجة ارتفاعات جديدة.. والسر فى “البذور المستوردة” بالدولار

خضروات
خضروات

تئن الأسواق تحت وطأة ارتفاع الأسعار التى تضرب العالم بسبب ارتفاع مؤشرات التضخم التى هوت بقيمة العملات المحلية ورفعت من أسعار السلع، ورغم الارتفاع المستمر فى أسعار الغذاء فى مصر مؤخرا إلا أن موجة الغلاء التى يشهدها سوق الخضروات خلال الأيام الجارية هى الأكبر منذ فترة، وشملت تقريبا كافة أصناف الخضر التقليدية، وعلى رأسها الطماطم والباذنجان وغيرهما من الخضر المختلفة.


ويتوقع خبراء أن هذا الارتفاع لن يكون مؤقتا، فقد يستمر لفترة ليست قليلة، وقد تكون هناك موجة أخرى من الارتفاعات نتيجة سعر الدولار الذى ارتفع مقابل الجنيه المصرى فى الأسابيع الأخيرة، وازدياد أسعار الغذاء فى العالم بصورة كبيرة.

ارتفاع جديد
مصادر بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى قالت إن الارتفاع الحالى فى أسعار الخضر سيستمر، ولن تتراجع الأسعار إلى ما كانت عليه فى الأسواق سابقا، حيث أضيف إلى المعادلة متغير جديد وهو سعر الدولار وتكاليف الشحن الدولى، والتى سترفع من أسعار استيراد تقاوى وبذور الخضراوات التى تستورد مصر منها ٩٠٪ من احتياجاتها بتكلفة تصل إلى مليار ونصف المليار دولار.

وهو رقم كبير تسعى الدولة لخفضه بإنتاج تقاوى الهجن محليا، حيث تستحوذ تقاوى صنفين هما الطماطم والخيار على نصيب الأسد من فاتورة الاستيراد بأكثر من ١٥٠ مليون دولار سنويا، هذا غير تقاوى البطاطس التى تستورد من الخارج بتكلفة تكسر حاجز المليار ونصف المليار جنيه، وكان معهد بحوث البساتين قد بدأ فعلا فى مشروع لإنتاج تقاويها، لكنه توقف مؤخرا.

الدولار
وكشف الدكتور وهبة الجزار مدير البرنامج الوطنى لإنتاج هجن وبذور الخضر بمركز البحوث الزراعية، أن ارتفاع سعر صرف الدولار مؤخرا قد يكون سببا رئيسا فى رفع تكلفة البذور المستوردة من الخارج، وبالتالى قد يتسبب ذلك فى ارتفاع آخر خلال العام الجارى فى أسعار الخضروات.


وأشار الجزار إلى أن البرنامج الوطنى يعمل بشكل دءوب على استنباط هجن مصرية لتوفير العملة الصعبة والاعتماد على الإنتاج المحلى دون التأثر بسعر الدولار، وأن وزارة الزراعة تعمل على تسريع عملية استنباط الهجن من خلال التعاون مع كبرى الكيانات العالمية فى إنتاج البذور للتشارك معهم فى إنتاج هجن مصرية من خلال علماء مركز البحوث الزراعية.


ولفت إلى أن تكرار ظاهرة الصقيع فى الموسم الجارى أخرت موعد الزراعات الشتوية، وبالتالى حدث تأخر فى طرح الكميات اللازمة من الخضر فى الأسواق، وهو ما صنع المشهد الحالى.
ونوه إلى أن الظروف الجوية الحالية تدفع منتجى الخضر إلى الزراعة أسفل الأنفاق وفى الصوب، وهو ما يرفع من تكلفة الإنتاج أيضًا، وأن المركز يعمل الآن على إنتاج الأصناف المتحملة للظروف البيئية المختلفة.


ومن جانبها كشفت الدكتور محاسن عبد الحكيم، أستاذ الخضر المتفرغ بمركز البحوث الزراعية، أن الارتفاع فى أسعار الدولار سيعقبه ارتفاع آخر فى أسعار الهجن والبذور المستوردة، مؤكدة أن المركز يمتلك مجموعة كبيرة من الهجن المحلية، والتى يتم إنتاجها وبيعها للمزارعين داخل مصر وخارجها على مدار سنوات طويلة، ولكنها تواجه الآن بعض المعوقات الإدارية التى تعطل إنتاجها.


ودعت «عبد الحكيم» إلى ضرورة الإسراع فى إنتاج هجن وطنية لتفادى الزراعة تحت تحكم الشركات الأجنبية، لافتة إلى أن هناك أحد أصناف الطماطم المصرية المتميزة، وهو أجياد 7، والذى يعد من الأعلى إنتاجية وجودة يزرع فى نطاق محدود فى الوقت الحالى بعد سنوات من الإنتاج والزراعة فى الداخل والخارج.


ولفتت إلى أن عودة هذا الهجين إلى الإنتاج يحتاج إلى تضافر الجهود داخل مركز البحوث الزراعية والتركيز على تطوير الهجن الحالية وإعادة إكثارها وإنتاجها فى المزرعة البحثية بقها فى القليوبية واستنباط هجن جديدة بالتعاون مع الشركات والجهات العلمية العالمية.

 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية