رئيس التحرير
عصام كامل

يمني بيفطر جنب مصري".. حكاية مائدة الرحمن للجاليات العربية بفيصل.. فيديو

مائدة الجاليات العربية
مائدة الجاليات العربية

"تيجي عندنا تلاقي الوحدة العربية هنا المصري قاعد جنب اليمني على نفس الترابيزة" بتلك الكلمات يتحدث الشيف أحمد البرديسي صاحب مبادرة "مائدة الرحمن للجاليات العربية" بشارع العشرين في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، في شارع ناصر الثورة على وجه التحديد ومع إنطلاق مدفع الإفطار تتراص الكراسي بجوار بعضها لا يمكنك أن تفرق في تلك اللحظة بين مصري وسوري أو يمني".

قبل سبع سنوات كان أحمد الذي تخرج من كلية السياحة والفنادق وعمل بالعديد من المطاعم في داخل القاهرة وخارجها، رفقة عدد من سكان الحي على موعد مع إطلاق المبادرة الأهم في حي فيصل، فبعد أن امتلأت المنطقة بالجاليات العربية خاصة السورية واليمنية بعد أن تسارعت وتيرة الأزمات في وطنهم الأم، وجدوا في وطنهم الثاني مصر اليد التي تمتد لهم بالخير، "إحنا لما لقينا عدد كبير من الجاليات العربية سكن هنا في المنطقة قلنا لازم نساعد اللي مش قادر منهم وقررنا نستغل مهاراتها إحنا ٣ شيفات مع ناس تانية متطوعين ونعمل مائدة رحمن كل رمضان كانت المائدة الأول بتاخد حوالي ٣٠ فرد حاليا وصلوا لأكتر من ١٥٠ وبنسعى يكونوا ٣٠٠٠ ".

قبل موعد الإفطار بحوالي ساعتين أو يزيد يقف الشيف أحمد وصديقه أمام الأواني المملوءة بقطع الدجاج أو اللحم والأرز يستعدان مع بقية المتطوعين لإحضار الوجبات استعدادا لنقلها إلى خارج المطبخ في بداية الشارع وهو المكان المخصص لفرش المائدة التي ظلت في مكانها هذا منذ سبع سنوات وحتى اليوم، "إحنا بدأنا بحوالي أربع أشخاص ودلوقتي العدد زاد خاصة وقت الفطار يمكن بيوصل عدد المتطوعين لأكتر من ١٥".

قبل الأذان بقليل يجتمع الصغير قبل الكبير أمام المطبخ المخصص لطهي طعام الإفطار، كل منهم به دوره "فيه مننا اللي بيحضر الأكل في الأطباق واللي بيفضي العصائر ويضع المياه على الطاولات، عشان قبل الفطار بالظبط يكون كله جاهز ولحظتها بتلاقي المصري جنب اليمني جنب السوري كله قاعد بيفطر، وكمان لما لقينا معظم اللي بيجوا يمنيين قررنا نخصص يوم الجمعة من كل أسبوع نعمل أكل يمني عشان أي حد نفسه في أكل كله في بلده يلاقيه هنا" يتحدث الشيف أحمد البرديسي.


لا يأتي شهر رمضان الفضيل بدون أن يقف أحمد وزملائه تلك الوقفة على مدار أيام الشهر الثلاثين، ولكن العام قبل الماضي ومع انتشار فيروس كورونا المستجد وإجراءات الإغلاق التي اتخذتها الدولة في تلك الفترة للحد من انتشار الفيروس، مُنعت الموائد الرمضانية من الشوارع، لم يجد الشيف احمد مفر من الاستمرار في تلك المبادرة "الناس كان معظمها أرزقية شغلها اليوم بيومه وقرار الإغلاق ده خسرهم كتير فقلنا هما محبوسين في بيوتهم وكمان مفيش شغل فلازم نساعد المحتاج منهم وبقينا نعمل الأكل في المطبخ هنا ونوصله للبيوت".

حب البرديسي وأعضاء المبادرة للخير كان حاضرا أيضا خارج أيام شهر الصوم، فمع تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا في الموجة الأولى لتفشي الفيروس كان أحمد يطهو الطعام الصحي ويحضره للمرضى حتى باب منازلهم، حتى أنك إذا نظرت إلى اسمه المسجل على تطبيق التحقق من هوية المتصل "ترو كولر" تجده يسمى "الشيف أحمد كورونا"! حيث كان أول أبناء الحي الذي اهتم بإطعام مرضى الفيروس وخاصة المحتاجين منهم.

الجريدة الرسمية