رئيس التحرير
عصام كامل

"ضباب الحرب" يحرم أمريكا من تتبع أسلحتها في أوكرانيا

أسلحة أمريكية في
أسلحة أمريكية في أوكرانيا

ما زال الغموض يكتنف مصير الأسلحة الأمريكية التي ترسلها واشنطن إلى أوكرانيا في إطار الدعم العسكري المتواصل لها في الحرب مع روسيا المستمرة منذ 24 فبراير الماضي.

وفي وقت قالت فيه شبكة "سي إن إن" الأمريكية: إن واشنطن تعد حزمة مساعدات أمنية جديدة بقيمة 800 مليون دولار، أشار الباحث الأمريكي مارك إبيسكوبوس في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة ليست لديها وسيلة لتتبع شحنات الأسلحة التي تقدمها لأوكرانيا.

ضباب الحرب

وذكر مصدر على علم بتقارير المخابرات الأمريكية لشبكة "سي. إن.إن": "عندما تدخل الأسلحة ضباب الحرب لا يمكننا تقريبا معرفة أي شيء عنها. فهي تسقط في فجوة سوداء كبيرة، يتم فقدان الشعور بمصيرها بعد فترة قصيرة من الوقت".

ويقول إبيسكوبوس إن غالبية الأسلحة الأمريكية التي يتم تزويد أوكرانيا بها، ومن بينها صواريخ جافلن المضادة للدبابات وصواريخ سترينجر المضادة للطائرات عبارة عن أنظمة يمكن لأشخاص حملها ويعتبر تتبعها أكثر صعوبة من تتبع معدات أكبر حجما مثل أنظمة صواريخ إس-300 سطح- جو.

كما أن المسيرات سويتش بليد التي يتم تزويد أوكرانيا بها هي "مسيرات انتحارية" تستخدم مرة واحدة، مما يحد أيضا من قدرة الولايات المتحدة على تتبعها.

وأضاف إبيسكوبوس أنه نظرًا لعدم وجود جنود أمريكيين على الأرض يعتمد المسؤولون في واشنطن تماما على المعلومات التي تقدمها لهم الحكومة الأوكرانية.

عمليات معلومات

مصدر على علاقة وثيقة بالمخابرات الغربية قال لشبكة "سي إن إن": "إنها حرب- وكل شيء يفعلونه أو يقولونه على الملأ يهدف لمساعدتهم على كسب الحرب. إن كل تصريح علني يعتبر عملية معلومات، وكل مقابلة، وكل ظهور إعلامي لزيلينسكي عملية معلومات. وهذا لا يعني أنهم على خطأ للقيام بذلك بأي طريقة".

من جانبه، قال جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون إن الشاحنات التي تحمل إمدادات الأسلحة الأمريكية يستقبلها عسكريون أوكرانيون خارج حدود بلادهم، وعادة في بولندا، ثم يرجع الأمر للأوكرانيين ليقرروا وجهتها وكيفية تخصيصها داخل بلادهم".

تتبع الشحنات

وبذلك يشير كيربي إلى أن واشنطن فعليا ليس لديها وسيلة لتتبع هذه الشحنات بشكل موثوق بمجرد تسليمها قرب الحدود الأوكرانية.

ويرى إبيسكوبوس أن أحد المخاطر الرئيسية لعمليات نقل الأسلحة إلى كييف ولا يمكن تتبعها هو خطر وصول الأسلحة الأمريكية في نهاية الأمر إلى أيدي الجماعات شبه العسكرية- سواء في أوكرانيا أو في الخارج- والتي لا ترغب واشنطن في تسليحها.

ومع ذلك، فإنه وفقا لمسؤولين في الإدارة الأمريكية، يرى البيت الأبيض أن عدم تسليح أوكرانيا بسرعة وبصورة ملائمة يمثل خطرا كبيرا.

الجريدة الرسمية