رئيس التحرير
عصام كامل

خبير بالقومي للبحوث يكشف أهمية الحفاظ على سلامة الغذاء وأضرار تلوثه

سلامة الغذاء
سلامة الغذاء

مع دخول شهر رمضان الفضيل، وما له من طقوس وعادات غذائية خاصة، يواجه المستهلكون تحديا حقيقيا فى الحصول على وجبة صحية وسليمة  خلال وجبتى الإفطار والسحور التى تميز هذا الشهر الكريم.

الوجبات الغذائية الرمضانية لها أهمية كبيرة حيث لابد وأن تتيح الوجبتين المحددتين احتياجات الجسم الغذائية  مع إمداده  بالعناصر اللازمة للقيام بوظائفه الحيوية الأساسية.

تلوث الغذاء
 

أكد الدكتور أحمد نوح أستاذ مساعد بقسم سموم وملوثات الغذاء معهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث، أن سلامة الغذاء أحد أكبر التحديات التى تواجه الشعوب عالميًا فى الحقبة الحالية، يحتاج المستهلكون الى أغذية سليمة من الناحية الصحية وآمنة من الناحية الكيموحيوية، ويتوافر لها شرط الامان الغذائى، والأغذية غير الآمنة أو تلك التي تحتوي على جراثيم لبكتيريات مرضية أو فطريات أو فيروسات أو طفيليات أو مواد كيميائية ضارة تتسبب فى حدوث ما يزيد عن 200 مرض، أقلها حدوث إسهال والذى يفقد معه الجسم أهم مكون به (الماء) مؤديًا الى حدوث الجفاف، وانتهاء بالاورام السرطانية التى قد تتكون نتيجة لتراكمات من المواد الكيماوية الضارة داخل الجسم.

وأوضح أن تلوث الغذاء يتسبب بشكل أساسى ومباشر فى  حدوث خسائر أقتصادية كبيرة للأقتصاديات المحلية والعالمية، الى جانب التأثير غير المباشر المرتبط بزيادة التكلفة المرتبطة بالأنفاق على العلاجات والادوية المرتبطة بحالات التسمم الغذائى والتلوث الميكروبى للوجبات.

ولعل من أبرز المشكلات التى تظهر بشكل متواتر فى المجتمعات العالمية هى حالات التسمم الغذائى الناتجة عن تناول الوجبات الجاهزة أو سابقة التجهيز.

  مبدأيًا تشير التقديرات إلى إصابة شخص واحد كل 10 أشخاص في العالم بالمرض بعد تناول غذاء ملوث، الأمر الذى يفسر أحصائيًا بحدوث ما يربو على 600 مليون حالة عدوى غذائية عالميًا، وبالتالى يترتب على ذلك حدوث حالات وفاة نتيجة للعدوى الغذئية تزيد عن أربعمائة الف حالة سنويًا، والذى سجلته منظمة الصحة العالمية وأشارت اليه عبر موقعها الاليكترونى بأنه يتسبب فى فقدان 33 مليون سنة من الحياة المفعمة بالصحة.

التلوث الغذائي
 

وكشف نوح أن الخطورة تكمن فى مشكلة التلوث الغذائى فى أنه وإلى جانب الخسائر الاقتصادية المترتبة عليه، بالاضافة الى النفقات الطبية الهائلة المرتبطة بتصحيح المشكلات الصحية الناجمة من حدوثه، فإن البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط (الدول النامية وشعوبها) هى أكثر بقاع العالم معاناة من الاثار السيئة لتلوث الغذاء وفقدانه لمعايير السلامة والصحة العامة، الأمر الآخر والاشد خطورة هو الفئة العمرية المستهدفة حيث  يتحمل الأطفال دون سن الخامسة 40% من عبء الأمراض المنقولة بالأغذية، وينتج عن ذلك ارتفاع أعداد الوفيات لهذه المرحلة العمرية  ليصل 125 ألف طفل سنويًا، سواء يشكل مباشر نتيجة لتفاقم المرض أو من خلال حدوث أسهال مزمن يترتب عليه حدوث الجفاف ثم الوفاة.

أمراض سوء التغذية 
 

واوضح نوح أن هناك ارتباط وثيق بين السلامة الغذائية والتغذية والأمن الغذائي حيث تؤدى الأغذية غير المأمونة إلى حلقة مفرغة من أمراض سوء التغذية والأمراض المرتبطة بالغذاء، إذ تؤثر بشكل خاص في الرُضع وصغار الأطفال والمسنّين والمرضى.

وأضاف أن الأمراض المنقولة بالأغذية تعرقل التنمية الاجتماعية والاقتصادية نتيجة إرهاق نظم الرعاية الصحية وإلحاق الضرر بالاقتصادات الوطنية والسياحة والتجارة،  لذا كان لزامًا على الأسرة الأهتمام بتوفير أغذية صحية سليمة وآمنة فى وجبات أعضائها وبخاصة وجبات الاطفال، والاهتمام بتوعية الامهات فى تحضير الوجبات بطريقة شيقة وجاذبة للأطفال لتجنب ولو بشكل جزئى تناول عدد كبير من الوجبات خارج المنزل.

وأكد أستاذ التغذية أن الوجبات الجاهزة، شبة الجاهزة، أو سابقة التجهيز مصدر عالى الخطر للتلوث الغذائى حيث أنها تمتلك نقاط حرجة عالية الخطورة سواء خلال تجهيزها أو تداولها.

أغذية الحرارة الدافئة
 

وكشف أن تداول الأغذية الجاهزة على درجات حرارة الاستهلاك المباشر (دافئة) يجعلها مصدر أساسى للتلوث الميكروبى لعدد من البكتيرات الممرضة ( السالمونيللا – الباسيلس – الاستاف – الكوليستريديم) حيث تعد تلك السلالات مصدر عالى الخطورة لأمراض الغذاء التى قد ترتبط بحدوث حالات وفاة، الأمر الآخر هو الظروف والعوامل المرتبطة بتداول تلك الوجبات وما يترتب على ذلك من ظروف تخزين غير مناسبة والذى يرفع درجة الخطورة بشكل غير متوقع، والأمر الثانى وهو احتواء تلك الأغذية على سعرات حرارية عالية نتيجة ارتفاع مكوناتها من الكربوهيدرات أو الدهون، هذا يؤثر على الصحة العامة وسلامة الجسم حيث يترتب عليه عدد من أمراض الغذاء الآخرى مثل سوء التغذية أو السمنة وغيرها.

الدعاية الاعلانية
 

ونوه نوح علي أن الدعاية الإعلانية المحيطة بنا ترفع من درجات الاقبال على الوجبات السريعة وسابقة التجهيز لما تحتويه تلك المواد الدعائية من أثارة وتشويق لأستحباب السلعة، إلا ان دور الأم هو دور رئيسى هنا ليس فقط بالتوعية الاسرية فى تربية الابناء وتوضيح مدى افتقار تلك الوجبات للعناصر الصحية الازمة للجسم، وإنما أيضا من خلال استحدام خلطات التوابل والبهارات المختلفة الى جانب المنكهات الطبيعية ومواد الطعم والرائحة التى سوف تؤدى فى النهاية الى إقبال الأطفال على الوجبات المنزلية ولو بشكل متوازن مع الكميات الضخمة التى أصبح الاطفال يستهلكونها من الوجبات سابقة التجهيز وغير الصحية.  
 

الجريدة الرسمية