رئيس التحرير
عصام كامل

لكل طبيب:

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء!

الطب.. في الأصل رسالة تعكس صوت الحكمة وتجسد الشعور بالرحمة وتخفيف معاناة البشر من آلام المرض وأوجاعه ومخاوفه.. وله في تراثنا العربي مكانة لا تُنازع وللطبيب كرامة لا تُمس.. وللإمام الشافعي مقولة أثيرة: "لا أعلم بعد الحلال والحرام علمًا أنبل من الطب".. وفي تاريخنا ما يجسد تلك الرسالة بمعناها الواسع؛ فمثلا ابن سينا العالم والفيلسوف والطبيب العربي العظيم لما نبغ في الطب قام بعلاج المرضى تأدبا وبالمجَان، لا تكسُبا ولا لجمع المال كما يفعل جمهرة أهل الطب في زماننا.

 

وكان حريًا بالأطباء، وهم ظلال الرحمة أو ملائكتها كما يقال، لو كانوا صوتًا للعمل الإنساني يتدفق كمياه دافئة تسكب في الحقول اليابسة لتحيل يباسها إلى خضرة زاهية فتتفتح أزهارها في قلوب المكدودين من المرضى فيعودوا للحياة السوية بلا خوف ولا متاعب ولا شقاء.. صار بعضهم أو أكثرهم لاسيما كبراؤهم وأساتذة الطب جزءا من هذا الشقاء بما وضعوه من فيزيتا عالية لا يقدر عليها السواد الأعظم من المبتلين بالأمراض!

 

 

نقول لكل طبيب ونحن في بداية شهر رمضان الكريم: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.. لا تكونوا أنتم وقسوة المرض على الضعفاء.. والأمل كل الأمل أن تسارع الحكومة بإتمام أهم مشروع قومي وهو تعميم التأمين الصحي الشامل على كل المواطنين؛ فهو قادر على التصدي لكل جشع أو مغالاة في الكشف أو العلاج وهو يتكفل بالفقراء ويرحم آلامهم وينقذهم من براثن الفقر والمرض.

الجريدة الرسمية