رئيس التحرير
عصام كامل

"حاباد".. أسرار مخطط إسرائيل لتهجير اليهود من أوكرانيا

أرشيفية
أرشيفية

لا تفوت إسرائيل أي أزمة في العالم إلا وتحاول أن تضع لها أهدافًا تستفيد منها لتخدم مصالحها.. هكذا الحال مع الحرب الروسية الدائرة حاليًا داخل الأراضي الاوكرانية،حيث دخلت تل أبيب على خط الأزمة لجلب أكبر عدد من اليهود إلى دولة الاحتلال، وكانت حركة "حاباد" اليهودية هي أداة تنفيذ تلك المهمة.

حاباد

وحركة حاباد هو اسم لحركة لها تواجد في العديد من دول العالم ومقرها الرسمي في بروكلين تضم أبناء الطائفة اليهودية الأرثوذكسية وهي واحدة من أكبر الحركات الحسيدية المعروفة في العالم، تأسست على يد الحاخام شنيور ملادي في 1788 وبداية تأسيسها كان في بيلاروسيا وبعدها نقلت إلى لاتفيا ثم بولندا وأخيرًا انتقلت إلى أمريكا في 1940.

اليوم، لدى حاباد عشرات الآلاف من الأتباع في إسرائيل وحول العالم وهى من أغنى الحركات في العالم، وأكثر من خمسة آلاف من مبعوثيها موجودون حول العالم، وزعيمها الحالي هو الحاخام مناحيم مندل شنيرسون، السابع في سلسلة رؤساء حاباد.

واسم الحركة مكون من الأحرف الأولى لثلاث مفردات تعني “الحكمة والفطنة والمعرفة”،  يدخل أعضاؤها الدول العربية بجوازات السفر الأمريكية، وغالبية أنصار هذه الحركة يعتبرون أن الحاخام مناحيم مندل سكهنيرسن الذي قاد الحركة حتى عام 1994 رغم وفاته هو المسيح المنتظر، حيث لا يعترفون بموته الجسدي، ويعتقدون أن عودة المسيح ستحقق أهدافهم في فلسطين.

كما معروف عنها مناهضتها للدولة الفلسطينية والفلسطينيين، وتلعب الحركة دورًا كبيرًا من أجل تنفيذ المخطط الصهيوني العالمي لجلب يهود العالم لإسرائيل والحرب الروسية فرصة سانحة لجلب يهود أوكرانيا وفي الوقت الذي أعلن فيه كثير من اليهود رفضهم العودة يبث أعضاء الحركة الرعب في نفس يهود أوكرانيا لحثهم على العودة لإسرائيل.

وتقول زوشا أبلسكي، مبعوث حاباد في العاصمة الأوكرانية كييف: "يؤثر عدد اللاجئين هنا على المكان بأكمله، نحن نساعد اليهود واللاجئين، موضحة أن سكان البلاد يخشون أن يكون وضعهم مشابهًا لوضع الأوكرانيين.

يهود أوكرانيا

ويقول المحامي أليكس جينفرين، التابع لحركة حاباد:"هناك قوات عسكرية روسية في ترانسنيستريا، وهي منطقة تقع في أراضي جمهورية مولدوفا، على بعد 50 كيلومترًا من كيشيناو، وهناك خوف كبير من التصعيد هنا".

وأضاف: "يتحدث الجميع في الشارع عن إمكانية الوصول إلى هنا والسيطرة على مولدوفا ". ويحذر جينفرين من حرب أهلية، لأنه يقول إن البلاد بها نسبة كبيرة من المتحدثين بالروسية يدعمون الكرملين، ونسبة كبيرة من الأوكرانيين الذين يعيشون في البلاد "كل شيء ممكن.

هذا ما حدث في عامي 1991 و1992 " وقال ماندي جويتزل، مبعوث آخر لحزب حاباد في تشيسيناو: إنه سمع بالفعل عن مواطنين يستعدون للأسوأ في مولدوفا. إذا كانت هناك أيضًا أسلحة كيميائية، فمن الواضح أنها ستؤثر علينا أيضًا، وسيشعر الناس بالتوتر حيال ذلك. "قد نضطر إلى مغادرة المكان والناس يحزمون بالفعل حقائبهم ويستعدون".

بدروه، قال الدكتور أيمن الرقب لـ “فيتو”: "لو راقبنا زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت إلى موسكو ومحاولة الحديث عن الوساطة بين موسكو وأوكرانيا سنلاحظ أن الحديث كان بشكل واضح عن تسهيل حركة طيران إسرائيلي من أوكرانيا إلى تل أبيب تحمل آلاف الأوكرانيين وهناك حديث عن 200 ألف أوكراني قد يتم جلبهم وهذا يعيد إلى المشهد طبعًا هجرة يهود روسيا عام 1991.

توطين جديد

وتابع: "حقيقة الأمر أن الحركة الصهيونية والوكالة اليهودية وطبعا الحاضنة دولة الاحتلال يستعدون لهذا النزوح بل يسعون إليه وهناك توسعات كبيرة جدًا في منطقة المستوطنات وهؤلاء اليهود سيتم إسكانهم في مناطق الضفة الغربية التي يصل عددها إلى 150 مستوطنة يسكنها قرابة 600 ألف مستوطن وطاقتها الاستيعابية تصل إلى أكثر من مليون ونصف المليون مستوطن.

وبالتالي قد يتم إسكان يهود أوكرانيا بها وكما حدث مع يهود الفلاشا الذين أيضًا تم إحضارهم في مطلع العام الحالي ونهاية العام الماضي، مشيرًا إلى أنه صحيح عددهم "الفلاشا" قليل ولكن عدد الأوكران سيكون كبيرا وستستغل إسرائيل بالتأكيد هذه الحرب لجلب يهود أوكرانيا إلى دولة الاحتلال وبالتأكيد سيكون هناك فترة تعليم ودمج في المجتمع.

وحول فكرة التمييز العنصري أوضح دكتور أيمن أنه لا يتم التمييز العنصري على اللون الأبيض كما يحدث مع يهود إثيوبيا الفلاشا واليهود العرب الذين يأتون من الدول العربية، وهذه الحقيقة أنها دولة عنصرية تمارس عنصريتها على من هم لا يحملون اللون الأبيض ولكن أعتقد أن الأوكران مع الوقت سيندمجون داخل المجتمع الإسرائيلي الذي يسيطر عليه الحالة الأشكنازية ورأينا يهود روسيا جزء منهم لا يحملون اليهودية وجزء منهم ينتمون لديانات أخرى ورغم كل ذلك تم إسكانهم ودمجهم داخل المجتمع والذي تجاوز عددهم اليوم المليون مواطن داخل دولة الاحتلال.

وأكمل أنه رغم أنه نتحدث اليوم عن أكثر من 20 أو 30 عامًا على هجرة اليهود الروس رغم كل ذلك لا يزالون يحتفظون بخصوصيتهم فهم يحتفظون بلغتهم الخاصة وأماكن سكنهم الخاصة لم يندمجوا بشكل كلي داخل المجتمع ولكن بشكل أو بآخر لا تمارس عليهم العنصرية التي تمارس ضد الفلاشا والعرب داخل دولة الاحتلال وبالتالي اليهود الأوكران قد ينعموا بمعاملة أفضل داخل دولة الاحتلال.

لافتا إلى أن الظروف الحالية تستغلها المنظمات الصهيونية والوكالة اليهودية لجلب أكبر عدد من يهود العالم من باب تحقيق الغلبة الديموجرافية على الأرض في فلسطين وعن سر حديث بعض اليهود عن رفض العودة أوضح الرقب أنه ربما لأن رئيس أوكرانيا يهودي وهو يرفض هجرة اليهود في ظل هذه الظروف، وبالتالي يريد أن يظهر موقف اليهود الرافض لترك أوكرانيا، خاصة أنه يطالب العالم بإرسال متطوعين ليقاتلوا في صفوف الجيش الأوكراني!

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية