رئيس التحرير
عصام كامل

من الهواية إلى العشق.. “عم سمير” 40 عامًا في بيع الكتب بالغربية | فيديو وصور

 اقدم بائع كتب بطنطا
اقدم بائع كتب بطنطا

رجل ستيني مكافح ترتسم ملامح الرضا بما قسمه الله على وجهه البشوش يذكرنا بصفات الرجل المصري الأصيل من إصرار وعزيمة في الشقاء والعمل بكل طاقة دون كلل أو ملل، يتخذ عم "سمير عبد العزيز" من أحد الأرصفة بجوار كلية التربية بجامعة طنطا عالمًا خاصًا به ليكون هو مسكنه ومأكله ومشربه علاوة على كونه مصدر رزقه الوحيد في بيع جميع انواع الكتب.
 

يعد العم "سمير" واحد من نجوم الباعة بمدينة طنطا حيث يفترش بالكتب والروايات بشكل منظم يشبه نظام المكتبات.. ثقافته العالية وحبه لمعرفة ما يحتويه الكتاب من معلومات أهم ما تميزه عن غيره من الباعة على الأرصفة إذ قرأ ما يزيد عن 2000 كتاب في مجالات مختلفة.
 

يبدأ "عم سمير" عمله منذ الساعة التاسعة صباحا وينهيه في العاشرة مساء، ويشعر بالفخر لعمله في مجال الثقافة ويتردد عليه كل عاشق للكلمة ومحب للإطلاع: "زمان كانوا المترددين على الكشك أكتر من اليوم وكانوا بيشتروا الصحف والكتب ولكن في تراجع كبير في الإقبال على شراء الصحف وأغلب زوار الكشك من الشباب".

يقول"سمير" قصته مع الكتب بدأت منذ أكثر من ٤٠ عاما كانت القراءة تشكل جزء كبير من اهتمامه هو طالب في مدرسة الثانوي الصناعي لتصبح الهواية بعد ذلك هي مهنتة ومصدر رزقه الوحيد. 

واعتاد عم سمير كل عام إتاحة الكتب بأسعار في متناول الشباب بعمل تخفيضات إذ يبيع 4 كتب بقيمة 30 جنيها.

اهتم سمير بتعليم أبنائه الأربعة الذين أحبوا الكتب بسبب حب والدهم لها تهتم البنات بقراءة الكتب وبدراستهم ويطمح برؤيتهم في مكانة مرتفعة.

بيع الكتب بالنسبة لـ "سمير" هي أمانة قبل أن تصبح مصدر رزق لأنه يعتبر أن الكتب مثل الأسلحة التي لا يمكن تركها في يد شخص يجهل التعامل معه وإدراكه. 

ويؤكد "سمير" انه لديه جميع الكتب  بشتي أنواعها منها للشيخ الشعراوى وأيضا أحمد خالد توفيق. 

ولفت إلى أن كبار السن تراجعوا عن شراء الجرائد بينما يقبلون على شراء الكتب الفلسفية وكتب التاريخ والتراث: "من خبرتي بعرف الشاب المتمرس للقراءة من أول دخوله للكشك، في الوقت نفسه بعرف أميز المبتدئ".

وأفاد بأنه يسعى لشراء الكتب التي تعلن عنها المؤسسات الكبيرة من دور النشر وهيئة الكتاب وكل النوافذ التي يمكن الحصول منها على كتب قيمة بأسعار مخفضة وذلك لاستمرار القراءة وإثراء الوعي والمعرفة معلقا: "أنا هدفي ليس مكسب مادي بقدر ما هو حب للقراءة وتشجيع عليها" فيما أشار إلى تراجع شراء الصحف بعد أن أصبحت إلكترونية.

"من صغري وأنا بحب القراءة ولما كبرت شوية أبويا قالي حكمة أن القراءة حتى لو أنت مش مكمل تعليمك هتفيدك كتير فقررت اقرأ علشان أقدر أساير الزبون وأرد عليه مش مجرد بياع وبس".. بتلك الكلمات تحدث سمير عبد العزيز ابن محافظة الغربية عن حبه للكتب والثقافة رغم استكمال تعليمه وحكايته مع بيع الكتب. 

الجريدة الرسمية