رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيله.. محطات بحياة أديب الدعوة محمد الغزالي.. وأمنيته التي تحققت بعد وفاته

الشيخ محمد الغزالي
الشيخ محمد الغزالي

"أديب الدعوة، مجدد الفكر الإسلامي، عالم ومفكر عصري".. كلها ألقاب يمكن إطلاقها على الشيخ محمد الغزالي والذي تحل اليوم الأربعاء ذكرى وفاته  السادسة والعشرين، حيث رحل عن عالمنا في يوم 9 مارس من عام 1996 ميلاديًا.

نشأته 

نشأ الشيخ محمد الغزالي عليه رحمة الله في إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، في 3 من ذي الحجة 1335 الموافق 22 سبتمبر 1917 في بيت متدين وقد ألحقه أهله بالكتَاب؛ لكي يتم حفظ القرآن الكريم، وقد كان ذلك في العاشرة من عمره، وذكر أنه كان يكثر التدرب على حفظ القرآن في أوقاته كلها.

وأتم حفظ القرآن بكتّاب القرية في العاشرة، وقال الإمام محمد الغزالي عن نفسه وقتئذ: "كنت أتدرب على إجادة الحفظ بالتلاوة في غدوي ورواحي، وأختم القرآن في تتابع صلواتي، وقبل نومي، وفي وحدتي، وأذكر أنني ختمته أثناء اعتقالي، فقد كان القرآن مؤنسا في تلك الوحدة الموحشة".

سر اسم الغزالي 

واسمه محمد الغزالي أحمد السقا، وتلقب بالـ "الغزالي"، لأن والده رأى في منامه الإمام أبوحامد الغزالي وقال له "إنه سينجب ولدا ونصحه أن يسميه على اسمه الغزالي فما كان من الأب إلا أن عمل بما رآه في منامه".

المسيرة التعليمية 

التحق الشيخ محمد الغزالي بعد ذلك بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل بالمعهد حتى حصل منه على شهادة الكفاءة ثم الشهادة الثانوية الأزهرية، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة سنة (1356 هـ الموافق 1937م) والتحق بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر.

عمل الشيخ محمد الغوالي بعد تخرجه إمامًا وخطيبًا بمسجد العتبة الخضراء ثم مفتشا بالمساجد، فواعظًا، فوكيلًا لقسم المساجد ثم مديرًا لها، ثم مديرًا للتدريب، فمديرًا للدعوة والإرشاد، ومشرفًا على سكرتارية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى عام1961م، ومراقبًا عامًا على إدارة الدعوة بوزارة الأوقاف.

وانتدب للعمل مديرًا للمساجد عام1964، ومدير عام الدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف، وقائم باختصاصات وكيل الوزارة عام1971م، كما انتدب للعمل في جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1971، وكلية الشريعة بقطر، ثم أستاذًا بالدراسات العليا ورئيس قسم الدعوة بكلية الشريعة جامعة الملك عبد العزيز بمكة عام 1976م، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عام1987م، وكانت آخر مناصبه رئاسة المجلس العلمى لجامعة الإمام عبدالقادر الإسلامية بالجزائر لخمس سنوات.

أفكار محمد الغزالي 

حمل الغزالي مجموعة من الأفكار التي آمن فيها، ومن بينها:

- المرأة لها الحق في المشاركة في الحياة الاجتماعية وبنائها في حدود الأدب، والمرأة شقيقة الرجل فلها الحق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتَّعلُّم. 
 

- الأسرة هي الخلية الأولى التي ينشأ المجتمع عنها، والرجل هو رب الأسرة الذي تناط به مسؤوليات الحفاظ على الأسرة كما شرّع الله -تعالى- في كتابه وسُنّة نبيه.
 

- الحكَام هم خدم للشعوب وأُجراء عندهم، وتقتضي المصلحة أن يقوموا على أمر الرَّعية ويكون ذلك باختيار السَّواد الأعظم من الشَّعب لهم. 
 

- الشورى هي القاعدة الأساسية لأي دولة وحكم، ولا يجب أن تنبني الشورى على مصالح دنيوية وشخصية، بل يشاور من كان أهلًا لذلك. 
 

- الملكية الخاصة يجب أن تكون غير منتهكة من قبل أي أحد، والأمة كلها كالجسد الواحد فلا تزدري طائفة طائفة أخرى. 
 

- اختلاف الديانة ليس مسوغًا للحرب أو الاعتداء، بل تكون الحرب عند تعرض أيٍ من الفئات للظلم من فئة أخرى. 
 

- الدّعاة لدين الله لا يحملون في قلوبهم شرًّا ولا ضغينة، بل هم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بالموعظة والقول الحسن. 
 

- مشاركة الأمة الإسلامية في جميع ما يرتقي بالأمة من الناحية المادية والمعنوية مع الدول الأخرى على اختلاف مذهب الدّولة أو العقيدة أو ما إلى ذلك.

مؤلفاته

تجاوزت مؤلفاته 60 مؤلفًا فى الدعوة الإسلامية، ووزع منها أكثر من مليون نسخة منها: الإسلام والأوضاع الاقتصادية، الإسلام والمناهج الاشتراكية، تأملات فى الدين والحياة، عقيدة المسلم، من معالم الحق، كما شارك فى كتابة العديد من المقالات بصحف الأهرام والمساء والشعب وغيرها.

وفاته 

توفي الشيخ محمد الغزالي  في 9 مارس عام 1996م بالمملكة العربية السعودية أثناء مشاركته بمؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر، بعد تعرضة لأزمة قلبية مفاجأة، ودفن في البقيع المدينة المنورة وكانت هذه أمنيته.

الجريدة الرسمية