رئيس التحرير
عصام كامل

بعد قرار بايدن.. سيناريوهات حظر الولايات المتحدة للنفط الروسي

بايدن
بايدن

قالت وكالة ”أسوشيتدبرس“ الأمريكية، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، إنه مع تكثيف روسيا حربها على أوكرانيا، وسقوط قتلى مدنيين وإثارة أزمة لاجئين جماعية، دعا بعض المسؤولين الأمريكيين من مختلف الأطياف السياسية إلى فرض حظر على واردات الوقود الروسي، معتبرين أن مثل هذا الحظر سيكون أفضل طريقة وربما الوحيدة لإجبار موسكو على التراجع.

 

حظر شامل

ورأت الوكالة في تقريرها، أن الحظر الكامل سيكون أكثر فاعلية إذا شمل الحلفاء الأوروبيين، الذين باتوا يائسين أيضًا من وقف العنف في أوكرانيا والخطر الذي تشكله موسكو على القارة، ومع ذلك، فليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كانت أوروبا ستشارك في حظر شامل“.

 

وأوضح التقرير أن أي حظر نفطي شامل تشارك فيه أوروبا قد يكون أفضل طريقة لإنهاء الحرب وإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على سحب قواته من أوكرانيا“.

 

وأضافت أنه على عكس الولايات المتحدة، تعتمد أوروبا بشكل مكثف على الطاقة التي تستوردها من روسيا، وأنه بينما يمكن للولايات المتحدة أن تعوض الكمية الصغيرة نسبيا من الوقود التي تتلقاها من موسكو، إلا أن أوروبا لن تستطيع ذلك على الأقل في وقت قريب.

 

ورأت أنه علاوة على ذلك فإن أي قيود على صادرات النفط الروسية ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والبنزين المرتفع بالفعل وزيادة الضغط على المستهلكين والشركات والأسواق المالية والاقتصاد العالمي.

 

وأردفت الوكالة أن متوسط سعر البنزين في الولايات المتحدة، تجاوز 4 دولارات للجالون لأول مرة منذ 2008  فيما تواجه إدارة الرئيس جو بايدن ضغوطا متزايدة لفرض مزيد من العقوبات على روسيا، بما في ذلك فرض حظر على واردات النفط“، منوهة إلى أنه ”في الوقت الحالي يبدو الحظر الواسع للولايات المتحدة وأوروبا بعيد المنال.

 

ونوهت إلى تصريحات المستشار الألماني أولاف شولتز التي قال فيها إن ”بلاده التي تعتبر أكبر مستهلك للطاقة الروسية في أوروبا ليس لديها خطط للانضمام إلى أي حظر“. 

 

وردّا على ذلك ألمحت نائبة وزير الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تعمل بمفردها أو مع مجموعة أصغر من الحلفاء.

 

حظر أمريكي

وحسب الوكالة، فإنه ”إذا كانت الولايات المتحدة وحدها ستحظر واردات النفط الروسي، فمن المحتمل أن يكون التأثير على موسكو ضئيل، وأن الولايات المتحدة تستورد كمية صغيرة من النفط الروسي ولا تشتري الغاز الطبيعي من موسكو، موضحة أن السوق الأمريكي يستورد حوالي 100 ألف برميل يوميا من روسيا، أي حوالي 5٪ فقط من صادرات النفط الخام الروسية وأنه في العام الماضي جاء نحو 8٪ من واردات الولايات المتحدة من النفط والمنتجات البترولية من روسيا.

 

وأشارت إلى أنه يمكن للولايات المتحدة أن تعوض الخام الروسي بواردات من السعودية والإمارات.

 

ومن جانبها، قد تجد روسيا مشترين بديلين لهذا الوقود ربما في الصين أو الهند.

 

ونقلت ”أسوشيتدبرس“ عن كلاوديو جاليمبرتي، نائب الرئيس الأول للتحليل في مؤسسة ”Rystad Energy“ الأمريكية، قوله إن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى فوضى في السوق وتصاعد الأسعار، وإنه إذا تم عزل روسيا عن السوق العالمية، فقد يتم الترحيب بالدول المارقة مثل إيران وفنزويلا كمصادر للنفط، وإن مثل هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى استقرار الأسعار في السوق.

 

وأفادت بأن فرض حظر على النفط والغاز الطبيعي الروسي سيكون مؤلما لأوروبا نظرا لأن روسيا  توفر 40٪ من الغاز الطبيعي لأوروبا للتدفئة المنزلية والكهرباء واستخدامات الصناعة، وحوالي ربع كميات النفط التي تحتاجها القارة.

يذكر أن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك علّق على ذلك، قائلا إن ”روسيا سيكون لها كل الحق في وقف شحنات الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 ردا على قيام ألمانيا بإيقاف خط أنابيب نورد ستريم 2 الموازي، الذي لم يكن يعمل بعد“، مبينًا أننا ”لم نتخذ هذا القرار ولن يستفيد منه أحد، وهو ما يعكس التأكيدات الروسية السابقة بأنها لا تنوي قطع الغاز عن أوروبا“.

الجريدة الرسمية