رئيس التحرير
عصام كامل

خالد سالم يكتب: نجوى إبراهيم.. الثقافة والموهبة والحضور مفاتيح التألق

نجوى إبراهيم
نجوى إبراهيم

نجوى إبراهيم مذيعة وفنانة من طراز فريد.. تتمتع بالثقافة الواسعة، والمواهب المتعددة في كثير من المجالات، والحضور الدائم، والابتسامة الجميلة في كل الظروف، ما جعلها قريبة من قلوب المشاهدين، على الشاشة الصغيرة، والكبيرة معًا.

لم يقتصر عطاؤها وإبداعها على التمثيل فقط، ولكنها أبدعت على مقعد المذيع، وتميزت وأصبحت علامة في المجال الإذاعى والفنى في وقت واحد، وهو ما يحتاج إلى قدرات خاصة ومميزات لا يمتلكها سوى المبدعين.

وُلدت الممثلة والمذيعة، ومقدمة البرامج التلفزيونية المصرية نجوى إبراهيم في مصر في الثامن والعشرين من شهر أبريل عام 1946، وقامت نجوى إبراهيم في دراسة علم الاجتماع في كلية الآداب.

 

ماما نجوى

نجوى إبراهيم استطاعت أن تتربع على عرش قلوب الكبار والصغار، وأن يطلق عليها حتى من هم أكبر منها لقب "ماما نجوى"، وأن يرددوا اسمها بحب واحترام، وتصاحبها الفرحة والبهجة والابتسامة كلما أطلت على الشاشة.

في أحد أفلامها

استطاعت ماما نجوى أن تشكل جزءًا مهمًا من وجدان الملايين، وأن تشارك الأسر فى تربية أبنائها، وأن تصنع لنفسها مكانًا ومكانة خاصة كمذيعة وفنانة تمتلك قدرات وصفات خاصة.

كانت الشوارع تخلو من المارة حين يذاع أحد برامجها الشهيرة ومنها برامج: "اخترنا لك، عصافير الجنة، 6 على 6، صورة، فكر ثوانى واكسب دقايق"، فضلا عن أشهر برامج الأطفال التى تربت عليها الأجيال، ومنها برنامجها الشهير "صباح الخير"، ويوميات ماما نجوى وبقلظ، ومسلسلات الأطفال ومنها مسلسل أجمل الزهور.

 

اكتشفها يوسف شاهين

نجوى إبراهيم ابتدعت وطورت وقدمت أهم البرامج الإنسانية والإجتماعية وبرامج المسابقات، والتقت بأهم عمالقة الفن والأدب والثقافة والسياسة، وهى الفنانة الكبيرة التي شاركت في عدد من أهم روائع السينما، حين رأى فيها المخرج الكبير يوسف شاهين وجهًا وموهبة فنية تؤهلها للمشاركة في أهم الأعمال الفنية،  فجسدت شخصية "وصيفة" الفتاة الفلاحة الجميلة فى فيلم "الأرض"، وشخصية  الطبيبة فى فيلم المدمن، وهى  زوجة وحبيبة البطل المحارب فى "حتى آخر العمر، والرصاصة لا تزال فى جيبى"، وغيرها العديد من الأدوار، كما شاركت وهى فى سن صغيرة بمهرجاني كان وبرلين، وتوالت بطولاتها السينمائية حتى وصلت إلى 12 فيلما من روائع السينما المصرية.

الرصاصة لا تزال في جيبي

 

واستطاعت نجوى إبراهيم المذيعة والإعلامية الكبيرة أن تدير بحرفية حوارات مع كل فئات المجتمع من الرئيس إلى أبسط عامل ومع نجوم وخبراء من كل المجالات، وأن تقتحم مجالات وتقدم حلقات صعبة لا يزال يذكرها الجميع.

وعن بداية ظهورها قالت الفنانة والإعلامية الكبيرة نجوى إبراهيم: "عندما ظهر التليفزيون انبهرت به ودخلت الاختبارات وعمرى 15 سنة، وبعد نجاحى رشحتنى ماما سميحة لتقديم برامج أطفال، ولم يبخل علينا من سبقونا فى التليفزيون بالنصيحة".

شربت نجوى إبراهيم المهنية وأصول وتقاليد وأخلاقيات الإعلامى والمذيع من الرواد العظماء، وعن ذلك قالت: "لا أنسى نصيحة همت مصطفى التى التزمت بها طوال حياتى، وهى: «لازم تخبط على الشاشة، وانت طالع وتستأذن، وأول ما تفتح الكاميرا تكون عينك فى الأرض، وكأنك بتقول «دستور يا أسيادنا» للناس اللى بتتفرج عليك؛ لأنك بتدخل بيوت الناس وغرف نومهم، وفضلنا نسمع نصايح فى تفاصيل عملنا حتى شربنا المهنة، وحينما أصبحت رئيسة قناة قلت نفس الكلام والنصائح للمذيعات".

هكذا كانت المبادئ والأخلاقيات التي التزمت بها الإعلامية الكبيرة طوال حياتها في التعامل مع جمهورها الذى عشق كل ما قدمته من برامج وأفلام.

 

فكر ثواني واكسب دقايق

وكان من أكثر البرامج التي حققت شهرة ونجاحا كبيرًا، وكانت الشوارع تخلو من المارة حين يذاع على شاشة التلفزيون برنامج «فكر ثوانى واكسب دقايق» والذى استمر لمدة 6 سنوات، وكذلك برنامج صورة وحلقاته الشهيرة التي اخترقت موضوعات ومجالات لم يسبق أن قدمتها الشاشات، خاصة حلقة السجين الذى سجلت نجوى إبراهيم لقاءه الأول مع أسرته بعد خروجه من السجن لمدة 19 سنة.

على الشاشة الصغيرة

وفى حلقات برنامج «فكر ثوانى واكسب دقايق» دخلت الإعلامية الكبيرة منطقة  «تبة الشجرة» فى سيناء، وهو أقوى الحصون الإسرائيلية التى أسقطها الجيش المصرى فى حرب أكتوبر وكان تحت الأرض وعرضت خلالها متعلقات الأسرى الإسرائيليين.

 

 أمام كوكب الشرق

أجرت نجوى إبراهيم العديد من اللقاءات الهامة منذ بدأت مشوارها كمذيعة، ووقفت وهى في سن صغيرة أمام كوكب الشرق أم كلثوم، ودخلت غرفتها لتختار لها الفستان الذى ستظهر به معها بعد أن همست في أذنها بأن الفستان الذى ترتديه لن يكون مناسبًا للتصوير التلفزيونى، واستمعت كوكب الشرق لنصيحة المذيعة الشابة التي اكتسبت ثقتها واحترامها.

وخلال مشوارها استطاعت أن تجعل الملايين يرتبطون بماما نجوى وبقلظ لمدة اقتربت من 30 عاما، وعن ذلك قالت:"كنا بنقدم الحلقات بدون إسكريبت من شدة التفاهم، فقد كان سيد عزمى يتمتع بذكاء كبير وكنا نختار موضوعات شيقة ومفيدة للأطفال"، وهكذا تعلق الكبار والصغار بماما نجوى المذيعة والإعلامية والفنانة المثقفة متعددة المواهب وصاحبة الخبطات الإعلامية وأهم البرامج والأفلام، وهكذا قدمت نجوى إبراهيم طوال مشوارها ولا زالت تقدم نموذجًا لما يجب أن يكون عليه الفنان والمذيع والإعلامى من أخلاق ومهنية وذكاء وابتكار وأن تسكن في قلوب ووجدان الملايين للأبد.

الجريدة الرسمية