رئيس التحرير
عصام كامل

الدكتور صموئيل عصام يكتب: إدارة الموارد البشرية الخضراء والمبادرة الرئاسية "اتحضر للأخضر"

د. صموئيل عصام
د. صموئيل عصام

ظهر حديثًا مصطلح إدارة الموارد البشرية الخضراء واندرج تحته عدة مفاهيم مثل الموظفون الخضر، أو الوظائف الخضراء أوالمهن الخضراء وأصبحت شائعة الإنتشار.

ويشير مصطلح إدارة الموارد البشرية الخضراء إلى مساهمة سياسات وممارسات إدارة المواردالبشرية في الحفاظ على البيئة، بتحديد اتجاهات ومساهمة الشركة في حماية الموارد الطبيعية والمحافظة عليها. بمعنى تتبنى سياسات وممارسات تشجع المبادرات الخضراء، من خلال زيادة وعي الموظفين، وإلتزامهم بقضايا البيئة المستدامة. والممارسات الخضراء للموارد البشرية تتمثل في دمج إدارة البيئة بأهداف وممارسات إدارة الموارد البشرية.

مبادرات صديقة للبيئة

ويمكن لإدارة الموارد البشرية الخضراء القيام بمبادرات صديقة للبيئة من خلال سلسلة من الأنشطة، منها الكتابة والحفظ الإلكتروني؛ مما يخفف من استخدام الورق، وبالتالي الحفاظ على الأشجار في الطبيعة، والمشاركة فينقل موظفيها بشكل جماعي بوسائلمواصلات خاصة بها؛ مما يخفف من استخدام الموظفين لسيارتهم، وبالتالي التخفيف من استخدام الطاقة، والتلوث البيئي، ويمكن أيضًا عقد الاجتماعات والمؤتمرات الالكترونية ومشاركة والتدريب عبر الإنترنت، وساعات العمل المرنة، أو العمل من المنزل،كلذلك يخفف من معدلات السفر، والازدحام والتلوث، وما يصاحب ذلك من إهدار للموارد.

وتكمن أهمية إدارة المواردالبشرية الخضراء في تعزيزالتوجهات العالمية لبرامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة العمل الدولية لزيادة فرص الإنتقال العادل إلى اقتصاد أخضر وتوفير وظائف خضراء.

ويكمن الدور الفعال والحيوى الذى تلعبه إدارة الموارد البشرية الخضراء في تجهيز وتدريب الموظفين لذلكممايساعد على التوصل إلى قدر كبير من الفائدة على جميع المستويات؛ الموظفين والشركة والبيئة، وتوفيربيئة عمل خالية من التلوث أثناء تأدية مهام عملهم عبرتنمية سلوك المواطنة البيئية لديهم.

تحسين القدرة التنافسية

وهناك عدد من المزايا التي يمكن تحقيقها نتيجة إدخال إدارة الموارد البشرية الخضراء في العمل، كتخفيض الأثر البيئي؛ مما يحسن من صورة المؤسسة / الهيئة / المنظمة / الشركة لدى الجمهور، ويحسن القدرة التنافسية لها، ويحسن من الإنتاجية والعوائد المستدامة للمستثمرين، وهي استجابة أيضًا للتوقعات الحكومية والعالمية للإستدامة.

كما أولت الدولة المصرية، اهتماما كبيرا بالبيئة، حيث تم تنفيذ عدة مبادرات للحفاظ على البيئة وحمايتها، منها المبادرة الرئاسية "إتحضر للأخضر".

 وتأتي المبادرة في إطارالإستراتيجية القومية للتنمية المستدامة «مصر 2030»، وتستهدف تغييرالسلوكيات ونشر الوعي البيئي، وحث المواطنين على المشاركة في الحفاظ على البيئةوالمواردالطبيعيةلضمان استدامتها حفاظا على حقوق الأجيال القادمة. 

وتستهدف المبادرة نشرالوعي بالحفاظ على المحميات الطبيعية وإدارتها وفق المستويات العالمية، بما يضمن الحفاظ على توازن النظم الإيكولوجية وتعظيم فرص التنمية الإقتصادية والإجتماعية.. فى الوقت الذى تتبنى المبادرة التوعية بأهمية التشجير، وإعادة تدوير المخلفات وترشيد استهلاك الغذاء والطاقة، والحد من استخدام البلاستيك والحفاظ على الكائنات البحرية، والحد من تلوث الهواء وحماية المحميات الطبيعية.

الجريدة الرسمية