رئيس التحرير
عصام كامل

سفراء الدول السبع يرحبون بدور مصر لاستضافة السائحين الأوكرانيين العالقين

السائحين الأوكرانيين
السائحين الأوكرانيين العالقين في مصر

طالبت مجموعة سفراء الدول السبع الكبرى في القاهرة بأن تقوم كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بإدانة جماعية لما يحدث في الحرب الروسية الأوكراني، مشيرين إلى ضرورة الوقوف بجوار أوكرانيا، والتأكيد على سيادة أراضيها واستقلالها داخل حدودها المعترف بها، والتزامنا بميثاق الأمم المتحدة، وذلك بحسب بيان نشرته السفارة الفرنسية والأمريكية بالقاهرة، بعد اجتماع سفراء مجموعة الدول السبع في القاهرة، ضم سفراء كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، للتشاور عن الحرب الروسية الأوكرانية.

اجتماع سفراء الدول السبع

كما رحب سفراء الدول السبع في اجتماعهم بالقاهرة بدور مصر لاستضافة السائحين الأوكرانيين العالقين في مصر فإننا نرحب بالدعم الذي تقدمه الهيئات المصرية لهم إلى أن يتم ضمان عودتهم إلى بلادهم بسلام.
وجاء في بيان سفراء مجموعة الدول السبع الصناعية في القاهرة: "أنه يتعين علينا أن نقف بجوار أوكرانيا"، مضيفين أنه "بالاعتداء المسلح على أوكرانيا تكون الحكومة الروسية قد انتهكت أبسط قواعد النظام الدولي على نحو غير مسبوق على مرأى ومسمع من العالم أجمع". 
وقال السفراء في بيانهم إن "اليوم يولد في أوكرانيا أطفال في المخابئ ومحطات المترو، ولم تسلم الأحياء السكنية عبر أرجاء كييف من الهجمات الصاروخية التي أحدثت فجوات عميقة في العمارات السكنية. أما المدنيون، شبابهم وشيوخهم، رجالهم ونساؤهم، ومعظمهم لم يحمل في حياته سلاحا ناريا في يده، قد هبوا متطوعين للدفاع عن وطنهم ضد العدوان الغاشم غير المبرر الذي ينتهك سيادة وطنهم"

عمل جماعي ضد بوتين

وأضاف سفراء مجموعة السبع في بيانهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن "قادة الدول السبع الصناعية مجمعون على ضرورة القيام بعمل قوي وحاسم ضد نظام بوتين. لقد قرر قادتنا فرض عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على قطاعات عريضة من الاقتصاد الروسي، حيث انهار سوق الأوراق المالية من جراء سعى المستثمرين الذي أصابهم الهلع لإخراج أموالهم خارج البلاد. وسوف يزداد ذلك بمواصلتنا تطبيق العقوبات الأشد صرامة على بلد كبير لم يسبق لها مثيل. لقد ارتكب بوتن خطأ استراتيچيا جسيما، وحقيقة ذلك سوف تتضح بجلاء أكثر".
وواصل سفراء الدول السبع قراراتهم فقالوا: "لكن الأمر لا يتعلق اليوم بالوضع في أوروبا، فليس هناك دولة في العالم تستطيع أن تقبل المساس بسيادة الآخرين لمجرد أن جارها الأقوى يريد ذلك. ولا يستطيع المجتمع الدولي قبول انتهاكات غير مبررة لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة لا سيما فيما يتعلق بحظر استعمال القوة. إن محاولة روسيا زعزعة استقرار النظام الدولي سوف يكون لها صدى أيضا على منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بما في ذلك مصر".

الحرب الروسية الأوكرانية

أضاف السفراء: "أن مصر تعاني بالفعل من جراء الاعتداء الروسي، فمصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم، وأوكرانيا هي من أكبر مصدري القمح، الآن أصبحت هذه التجارة الحيوية مهددة بفعل حرب عبثية، تشنها روسيا على أوكرانيا. إن العدوان الروسي يعني ارتفاع أسعار القمح والسلع الغذائية في مصر وأفريقي". 
وتابع سفراء الدول السبع قائلين: "سوف يتعذر كذلك على الملايين من السائحين الأوكرانيين ممن يحبون ويقدرون مصر وكرم الضيافة بها وكذلك الحس والدفء المصري، سوف يتعذر عليهم القدوم إلى مصر، الأمر الذي سوف يتسبب في ضرر مباشر لقطاع صناعة السياحة في مصر.  كان يجب ألا يحدث هذا".
وعن موقف مصر قال سفراء الدول السبع أنه "بالإشارة إلى السائحين الأوكرانيين العالقين في مصر فإننا نرحب بالدعم الذي تقدمه الهيئات المصرية لهم إلى أن يتم ضمان عودتهم إلى بلادهم بسلام"  

وعن الحرب الروسية الأوكرانية قال البيان: "إن الغزو الروسي لأوكرانيا يمثل تهديدًا لقواعد السلم والأمن الدوليين وكذلك النظام الدولي المرتكز على أسس دولية. وقد أدان أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بعبارات واضحة هذا الخرق لميثاق الأمم المتحدة، طالبًا من روسيا وقف هذا الهجوم والانسحاب من أوكرانيا".

أزمة عالمية

وأوضح "أن ما يحدث يمثل أزمة عالمية تؤثر على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وقد وصف جوتيريش استخدام روسيا للفظ "حفظ السلام" بأنه "شائه ومغلوط"، كما أشار إلى أنه لا يوجد إبادة جماعية في شرق أوكرانيا. لا يوجد أي دليل على هذه المعلومة الروسية المغلوطة. هذه الحرب التي شنها بوتين  تحطم قواعد ميثاق الأمم المتحدة. لا تستطيع أية دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحددة من التيقن من ألا توضع حدودها ووجودها موضع تساؤل في المستقبل. إن روسيا لا تحاول حتى التظاهر بمراعاة ميثاق الأمم المتحدة"

وقال السفراء في بيانهم أن "ما نحتاج إليه الآن هو أن تقوم كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتقديم إدانة جماعية لهذا الهجوم في ضوء ذلك العدوان المسلح. نحن بحاجة إلى الوقوف بجوار أوكرانيا والتأكيد على التزامنا الثابت بسيادة أوكرانيا على أراضيها واستقلالها داخل حدودها المعترف بها والتزامنا بميثاق الأمم المتحدة".
كما جاء في البيان "نحن على يقين من أن الحكومة المصرية تتمسك بنفس المبادئ المتعلقة بالسلم والأمن والاستقرار والسيادة القائمة على القواعد الدولية. إن مصر قد استطاعت بفخر أن يكون لها موقف ثابت فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. فقد  أيدت ودعمت مصر منذ عهد الرئيس عبد الناصر مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية كأساس للنظام الدولي الحديث، كما تؤمن مصر بشدة بأهمية الامم المتحدة وكذلك تعتبر مصر مناصرا قويا لمبادئ ميثاق الامم المتحدة"


واختتم السفراء بيانهم قائلين: "يعرف المصريون قيمة الدبلوماسية والحوار، كما يعرفون كيف ينهضون للدفاع عن حقوق الآخرين. إن الجمعية العامة للأمم المتحدة سوف تعقد جلسة عاجلة هذا الأسبوع لمناقشة هذه المسألة. نحن نتطلع لأن يقوم الشركاء – بمن فيهم مصر – بالتمسك بالقواعد الأساسية الخاصة بميثاق الأمم المتحدة".
 

الجريدة الرسمية