رئيس التحرير
عصام كامل

د. علاء طلعت طبيب الأورام بإنجلترا: عدم الاعتراف بالزمالة المصرية بأوروبا وراء هجرة أطبائنا (حوار)

الدكتور علاء طلعت
الدكتور علاء طلعت

"لعلها تكون السفرية الأخيرة الى إنجلترا ".. تلك الكلمات كانت ردًّا على سؤال موجَّه إلى الدكتور علاء طلعت، استشارى جراحة أورام الثدى والتجميل بإنجلترا، من قبل أحد أساتذته بجامعة المنيا عقب الانتهاء من حصوله على درجة الدكتوراه فى جراحة الثدى من جامعة كوين مارى بلندن عام 2002، فكان السؤال: هتعمل إيه بعد حصولك على الدكتوراه يا دكتور علاء؟ 


فقد قدم الدكتور علاء اقتراحًا بأن تقوم جامعة المنيا بفتح قسم متخصص فقط فى جراحة أورام الثدى يحتوى على عيادات خارجية ومتابعات وعمليات جراحية خاصة فقط بأورام الثدى بجامعة المنيا
لكن الرد آنذاك جاء صادمًا: "صعب يا علاء ما فيش إمكانات فى الوقت الحالى.. الأفضل إنك ترجع تانى تسافر إنجلترا وتستكمل عملك ودراستك هناك".


من هنا سافر الدكتور علاء طلعت مرة أخرى إلى إنجلترا منذ عام 2002 ولم يعد مرة أخرى إلى مصر إلا فى الإجازات فقط حتى وقتنا هذا ليصبح من أهم وأكبر الجراحين المتخصصين فى أورام الثدى بإنجلترا.
هنا وجب الحوار مع الدكتور علاء طلعت، استشارى جراحة أورام الثدى والتجميل بإنجلترا،  والى التفاصيل:

 

*بداية.. ما هى الأسباب الحقيقية وراء هجرة معظم خريجى كلية طب المنيا والصيدلة إلى الخارج، وهل السفر من قبل الأطباء هدفه مادى فقط أو إمكانات أو كليهما، وما هى أهم التخصصات التى تفضل الهجرة؟ 
يمكن الهدف بالنسبة لى كان تعليميًا أكثر من كونه ماديًا بالإضافة إلى الإمكانات، ففى عام 1993 تخرجت في جامعة المنيا بتقدير امتياز وكنت فى ذلك التوقيت ترتيبى السادس على دفعتى.

توجهت إلى إنجلترا للحصول على الدكتوراه فى جراحة أورام الثدى ثم عدت إلى المنيا ودار بيني وبين رئيس قسمي حوار إجابته كانت كفيلة فى أن أعود مرة أخرى إلى إنجلترا حيث قال لى "صعب يا علاء ما فيش إمكانات فى الوقت الحالى.. الأفضل إنك ترجع تانى تسافر إنجلترا وتستكمل عملك ودراستك هناك".


*هل دفعك هذا الرد للعودة إلى إنجلترا مرة أخرى؟ 
نعم.. وعند عودتى إلى إنجلترا وجه لى رئيس القسم سؤالا ما الذى أتى بك مرة أخرى إلى إنجلترا؟
شرحت له ما دار معى فى المنيا، وقلة الإمكانات ليكون رده: طالما لم تستطع تنفيذ تلك الخطوة الأفضل تكون معانا هنا فى إنجلترا، وبالفعل استكملت عملى معاهم فى أكبر مستشفى جامعى بلندن «مستشفى كوين مارى بلندن» فى تخصص جراحة أورام الثدى.

 

*هل معك أطباء بنفس المستشفى من المنيا؟
طيلة العشرين عاما التى قضيتها فى إنجلترا لاحظت شيئا يدعو إلى الدهشة، للأسف لاحظت مجموعة كبيرة جدًا من أطباء جامعة المنيا موجودين فى إنجلترا خاصة أطباء تخصص التخدير والأطفال والطوارئ تشعرك بأن الأقسام فى المنيا بأكملها قامت بالسفر إلى إنجلترا، وهذا فى حد ذاته مشكلة 

فلك أن تتخيل دفعة كاملة يتم تعيين منها 10 أو 20 طالبا فقط بالجامعة والمتبقى من الدفعة ما بين التكليف فى مستشفيات وزارة الصحة لذلك يضطر معظمهم ممن لديه قدرة مادية جيدة للسفر إلى الخارج.


*المؤكد أنهم على درجة عالية من الكفاءة بحيث يستمرون فى عملهم بانجلترا طوال هذه المدة؟
هذا صحيح.. والأهم من ذلك أن الأطباء والصيادلة المصريين فى إنجلترا لديهم خبرة عالية جدا فى مجالهم وقدرة سريعة على الترقى.. لذلك يتم التمسك بهم، لأنهم مدربون جيدًا وعلى قدر عال من العلم ولكن مع قلة الإمكانات والرغبة فى تحقيق الذات تكون وجهة الطبيب إلى السفر إلى أوروبا.

 

*ما السبب فى ظاهرة نزوح الأطباء المصريين للخارج؟
عدم الاعتراف بالماجستير أو الدكتوراه المصرية فى أي دولة غير مصر سبب أساسي للسفر إلى الخارج للحصول على الزمالة البريطانية على سبيل المثال، لذلك وجب التعاون بين وزارة التعليم العالى والبحث العلمى فى مصر مع الجامعات الأوروبية للإشراف المشترك على نظام تدريب الأطباء فى مصر.


ولنا أن تتخيل دولة مثل «الهند» لديها إمكانات طبية كبيرة وفى ذات الوقت دولة فقيرة جدا، ولكن متقدمة فى الطب لأنها تعترف فقط بالزمالة البريطانية، وهذا ما بدأت به مؤخرًا بعض الجامعات المصرية مثل جامعة عين شمس وجامعة الإسكندرية فى التعاون مع الجامعات الأوروبية للحصول على الزمالة، ولكن الزمالة المصرية للأسف الشديد ليس معترفا بها خارجيا.. وهذا سبب مهم من أسباب الهجرة إلى أوروبا".

*هل الجانب المادي يمثل سببا رئيسيا لهجرة الأطباء والصيادلة المصريين لأوروبا؟
لا بل بالعكس ممكن تكون مصر أفضل، ولكن جودة الحياة فى أوروبا وخاصة إنجلترا أفضل بكثير للطبيب لوجود سيستم ترقية أفضل وأكثر مصداقية عن مصر.

 

*ما الأسباب إذن؟
أهم الأسباب وراء سفر المصريين الأطباء إلى أوروبا متمثلة فى 4 نقاط: 
_ وجود نظام عادل ومحدد للتدريب فى أوروبا وخاصة إنجلترا، وهو الوسيلة الوحيدة للترقى على عكس مصر التى تعتمد على الأبحاث وما شابه ذلك.
_ المادة ليست سببًا أساسيًّا للهجرة إلى الدول الأوروبية على عكس الدول العربية لكن جودة حياة أفضل فى الدول الأوروبية هو سببًا للهجرة.
_ بالرغم من وجود إمكانات فى مصر فى الوقت الحالى لكن عدم وجود نظام متواصل مع الجامعات فى الدول الأوروبية يبعث للطبيب الاكتئاب عن عدم جدوى الحصول على الزمالة المصرية.
_ عدم الاعتراف بالماجستير أو الدكتوراه المصرية فى أي دولة غير مصر لذلك أناشد بالتعاون مع الجامعات الأوروبية للإشراف المشترك على نظام التدريب.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية