رئيس التحرير
عصام كامل

عالم ما بعد مرسى


(إِذَا تَغَيَّرَ السُّلْطَأنُ تَغَيَّرَ الزَّمَانُ)، على بن أبي طالب.

برحيل مرسي صحبة جماعة الإخوان، بدأت مصر والمنطقة مرحلة جديدة يكتنفها الغموض والضبابية، يتعين أن يكون شعارها الأبرز العودة إلى الأصل بعد انهيار مشروع الإسلام الأمريكي البديل.


قيل الكثير من الهجاء في حق مرسي والشاطر، إلا أن أحدا لم يقدم لنا تفسيرا للصعود الإخواني الصاروخي باستثناء بعض الكتابات العاطفية المسلوقة التي رُوجت في الفترة الأخيرة، والتي لا تختلف عن كتب المواسم والمناسبات ويكفي أن صاحب كتاب (أئمة الشر: الشيعة والإخوان) عاد ليكتشف أن (آن باترسون ومرشد الإخوان هما أئمة الشر في مصر)، وفات الرجل أن يخبرنا عن أئمة السمك لبن تمر هندي ناهيك عن أئمة الفراغ الذين قاموا بتعبئة الهواء في أشرطة وكتب وسيديهات وجنوا من ورائها الملايين وعندما جد الجد إذا بمصر كلها تسقط في الفراغ!!.

فات الرجل صاحب اختراع (أئمة الشر)، الذي كان ثنائيا فأضحى ثلاثيا أن يفسر سر الرضا الأمريكي السامي على (الإسلام الإخواني)، في حين لم تتوقف محاولاتها الدؤوبة لإسقاط الإسلام الإيراني وهل تطور مشروعه الفلسفي ليصبح ثلاثي الأبعاد (أمريكا الإخوان إيران) أو (سمك – لبن – تمر هندي).

انهار مشروع الإسلام الأمريكي البديل (الإنجليزي سابقا)، الذي أنفق عليه مئات المليارات من الدولارات والذي لم يكن له من هدف إلا شق العالم الإسلامي إلى نصفين متحاربين إن لزم الأمر أو متخاصمين في أفضل الأحوال، وهو المشروع الذي خدمه حسني مبارك بكل ما يملك وما إن أحس المجرمون الكبار بنضج ثمارهم المسمومة حتى أعطوا إشارة البدء لإطلاق هذا المشروع الجهنمي في قلب العالم الإسلامي.

إنه مشروع مسخ جرى تركيبه من نفايات المشاريع السلطوية الأموية والعثمانية والخوارجية، التي بقيت عبر التاريخ بعد ترميمها وإعادة طلائها معتمدين على جهل وسذاجة البسطاء وانتهازية منظري الفراغ وأئمة الضلال!!.

المهمة الكبرى الملقاة على عاتق المثقفين المبدأيين، هي ملء هذه الفراغات الهائلة التي انكشفت بسقوط المشروع الوهمي للإخوان والتي أودت بأمتنا إلى هذا الكم من الكوارث والنكبات.

الكون لا يقبل الفراغ، ومن المحتم العودة إلى الإسلام المحمدي الأصيل ودعك من باعة الوهم والفراغ وتجار الشعارات هذا أو انتظروا قريبا حكومة عمر محمد مرسي أو سعد خيرت الشاطر، فهذا مصير كل من يعيش أو يرضى بباعة الوهم قادة وفلاسفة ومنظرين حتى ولو كانت نظرياتهم التافهة ثلاثية الأبعاد!!.
الجريدة الرسمية