رئيس التحرير
عصام كامل

من داخل المناهج الصوفية.. ما العلاقة بين التوسل والتبرك في الأضرحة بالتصوف الحقيقي؟

التوسل بالأضرحة
التوسل بالأضرحة

لا يختلف أحد على وجود العديد من المظاهر الغريبة والبعيدة كل البعد عن التصوف الحقيقي، التي نشاهدها من بعض المحسوبين على التصوف والطرق في الأضرحة والمقابر، ولكن الصوفية مثل سائر كل الأفكار يعلق بها من هم ليسوا على علم أو دراية بالفكرة، ويبقى السؤال: ما علاقة التوسل والتبرك في الأضرحة بالتصوف العلمي الحقيقي؟ 

 

لا علاقة بين التصوف والتبرك 

يقول محمد الزهار، الباحث والناشط الصوفي، أنه لاتوجد علاقة للتصوف كعلم من العلوم بالأضرحة أو التوسل أو التبرك، موضحًا أن كتب علم التصوف وكبار السادة الصوفية لا وجود فيها للأضرحة أو التوسل أو التبرك باعتباره من أصول التصوف، أو من حتى من نتائج التصوف، بل يتلخص وجودها على الذكر والمجاهدة على حد قوله. 

 

ويوضح الزهار، أن الرابط بين الصوفية والأضرحة حفظ الود وتمام الأدب، فزيارة الأضرحة ـ القبور ـ مندوبة في الشرع الشريف من جهة، ومن جهة أخرى فإن الأرواح باقية والأجساد فانية، وتعلق الصوفية يكون بالأرواح وحفظ الود لها والأدب معها، لذلك يزورون مشايخهم وكل صاحب فضل عليهم، وكل من له علاقة بالله تأدبا مع الله تعالى.

 

عن معاني التبرك بالصالحين 

ويضيف: التبرك هو التماس وله معنى شريف من شرف العلاقة بين الصالحين والله عز وجل، دون أن يكون في ذلك اعتقاد نفع أو ضر في غير الله عز وجل، لافتا إلى أن الصحابة كانوا يلتمسون بركة النبي حيا ومنتقلا، كما التمس الصحابة أيضا بركة بعضهم بعضا، وكذلك التمس التابعون بركة الصحابة لمعايشتهم النبي صلى الله عليه وسلم، على حد قوله. 

 

ويوضح الباحث أن التوسل بالصالحين إلى الله عز وجل حال حياتهم وحال موتهم في التصوف من قبيل الدخول على الله من باب من سبق وصدق، لا واسطة بين الله وعبده، ولكن الله يسبب الأسباب ولو أزال الله الأسباب فما فائدة إرسال الرسل. 

 

ويتابع: كان يمكنه عز وجل أن يدعو الناس من عنده من غير رسول، ولكنه عز وجل يعرف ما جبلت عليه فطرة عباده ويريد أن يشرف بعض خلقه بما اختصهم من النبوة والولاية.

 

ويلفت الباحث أنه لا يوجد فرق عند الصوفية في التوسل بين حي وميت، بل لا فرق في التوسل بالحي أو الميت عند جمهور علماء الأمة، موضحا أن الصوفية لا يعتقدون إلا في الله، ولهذا جعلوا الحي كالميت، لأن الله هو الحي الفاعل الخالق المعطي في الحقيقة، أما نحن فمجرد عدم، نظرًا لأن وجودنا عرضي قائم بمدد الله تعالى، على حد قوله. 

 

الصوفية وأهل القبور

ويؤكد الباحث أن المتصوفة لا ينسون أهل القبور ولا يرموهم وراء ظهورهم كمن انشغل بالأحياء لإتمام مصالحه الدنيوية الفانية، وذلك لأن الصوفية يحفظون الود ولا يرون الفضل إلا من الله عز وجل دون إنكار الأسباب. 

 

وعن الأفعال التي تحدث عند الأضرحة والأقوال التي تقال ويراها البعض تخالف الشرع، يوضح أنها ممنوعة لكن لا تصل إلى الشرك أبدا، إلا أن يكون فاعلها يضمر الشرك في نفسه، وهذا لم نعهده بالمسلمين، على حد قوله.  

الجريدة الرسمية