رئيس التحرير
عصام كامل

المتدين سفير دينه


تدعو الأديان إلى الأخلاق وإلى القيم التي هي من صفات الخالق سبحانه إلا أن الدعوة إلى الأديان قد تأخذ شكلا مخالفا منها ما يدعو إلى الجهاد وقتال الآخر ومنها ما يرفض الآخر من الأساس ومنها ما يتظاهر بشكل الدين حتى يجذب إليه المتدينين ومنها من يعتقد أنه على الصراط المستقيم وأن الآخرين ليس مثله إيمانا وللأسف الكمال لله وحده.


إن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة التي امتلأت بالآيات والأحاديث التي تبث روح الأخلاق والقيم لا يمكن أن نستبدلها بآيات القتال، وإن كل متدين هو سفير لدينه أمام الآخرين فلا يمكن أن نحث الناس على دخول دين يتصف المتدينون فيه بالعنف والفوضوية والقتال لأنها صورة مؤسفة لا يتمنى أحد أن يظهر فيها وهذا ما يضر بالدين في حد ذاته ويخدم طريقا آخر وهو الإلحاد والعياذ بالله تعالى.

يهمنا سمعة الدين والرأى العام الذي يثور حوله وعلينا أن نعمل على تعديل أي صورة مسيئة له بالجهد المتواصل والعمل بالأخلاق والمبادئ التي حثنا عليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن لا ندخل الدين في السياسة التي تلوث رموز الأديان وتدخلهم في دوامات تنتهى بالنيل من قيمتهم التي هي في الأساس أمام الناس قيمة الدين الذي يحملونه ويعتقدون فيه.

إن الجهاد الحق الذي يجب أن ندعو إليه ليس جهادا ضد الآخرين وإنما هو جهاد ضد الأفعال المسيئة للدين الإسلامي وللقرآن وللرسول الكريم الذي لا يمكن أن ننسب إليه العنف والقتل على أنه أساس دين وهو بريء من هذا الإسفاف.

يهمنا أيضا صورتنا في الخارج التي ينظرون فيها إلى وسائل الإعلام ويعرفون مضمون العقيدة من الأخبار التي تبث على مدى 24 ساعة يوميا ليطلعون على ثقافة الشعوب ولنسأل أنفسنا ماذا نقول عن الشعب اليابانى مثلا الذي التقينا به في الحج أو في الجمرات أو في المؤتمرات الدولية إننا جميعا نرد بكلمة واحدة أنهم أناس محترمون ولا تجد من يذكرهم إلا بخير.

إن الدين هو ما وقر في القلب وصدقه اللسان وكانت الأفعال توافق القيم الإنسانية وكفى أن نلوث سمعة ديننا الحنيف بأفعال غير مسئولة تسببت فيها فتاوى ضالة عن الأزهر الشريف تدعو إلى الجهاد تارة والاستشهاد تارة أخرى والدين بريء مما يفعلون.

الجريدة الرسمية