رئيس التحرير
عصام كامل

السطو الألكتروني باسم المشاهير.. إيلون ماسك وبايدن وأوباما وزوجة ماكرون أبرز الضحايا

إيلون ماسك وبايدن
إيلون ماسك وبايدن وأوباما

باتت عملية الاحتيال الإلكترونى باسم المشاهير من الجرائم التى تهدد العالم حاليًا، فقد تلقت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية عددًا كبيرًا من الشكاوى بلغت 7 آلاف شكوى من أشخاص فقدوا أكثر من 80 مليون دولار، فى عمليات احتيال بالعملات المشفرة منذ شهر أكتوبر 2020.


كانت أشهر قضايا الاحتيال الإلكترونى، والتى حيرت العالم لغرابتها وظلوا حتى الآن يبحثون عن فاعليها، قضية الاحتيال الإلكترونى باسم الملياردير الأمريكى إيلون ماسك، الرئيس التنفيذى لشركة تسلا للسيارات، والذى كان يدعو لاستخدام العملات الرقمية المشفرة "بتكوين" من خلال حسابه على تويتر.

الاحتيال الإلكتروني
وتبدأ عملية الاحتيال الإلكترونى كنصائح استثمارية يتم توجيهها للمتابعين عبر الإنترنت، وغالبًا ما ينتحل المحتالون شخصيات معروفة على تويتر أو فيسبوك، عن طريق نسخ صور ملفاتهم الشخصية واختيار أسماء مستخدمين مشابهة جدًا لتلك الموجودة فى الحسابات الأصلية، وينشرون ردودًا على التغريدات التى نشرها المشاهير الحقيقيون لإعطاء رسائلهم مكانة بارزة على تويتر أو فيسبوك.


وكشفت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية عن هكرز انتحلوا شخصية إيلون ماسك، وأنشأوا صفحة باسم ماسك على فيسبوك، الغريب فى الأمر أن الهاكرز وثقوا الصفحة، الأمر الذى دفع المتابعين للوثوق فى الصفحة معتقدين أنها للملياردير الأمريكى، وقام الهاكرز بتوجيه نصائح للمتابعين، وطلبوا منهم أن يشاركوا فى استثمار عملاتهم الرقمية المشفرة "بتكوين" وستعود إليهم الأرباح مُضاعفة، والأمر مضمون مع ماسك، الذى دعا من خلال حسابه على تويتر باستخدام العملات الرقمية المشفرة؛ خاصة أن ماسك "مهووس" بالعملات المشفرة، كما أعلنت شركة (تيسلا) أنها استثمرت 1.5 مليار دولار أمريكى من نقودها المؤسساتية الاحتياطية فى عملة مشفرة "بيتكوين".


لم يساور المتابعين شك أن الصفحة الموثقة ليست ملك إيلون ماسك، وأن من يديرونها هاكرز محترفى النصب الإلكترونى، طلب المنتحلون من متابعى ماسك المشاركة فى مشروعه الاستثمارى، وأن يرسلوا لهم أرقام التعريف الإلكترونى لمحفظات عملاتهم الإلكترونية للحصول على المبالغ التى يشاركون بها فى المشروع.


وبالفعل استجاب متابعو إيلون وأرسلوا لهم الأرقام التعريفية لمحافظهم الإلكترونية، وقام الهاكرز، الذين تظاهروا بأنهم «ماسك»، بسحب أكثر من 2 مليون دولارًا خلال 6 أشهر فى الفترة من أكتوبر 2020 وحتى مايو 2021.

جو بايدن
لم يكن الاحتيال الإلكترونى باسم إيلون ماسك هو الأول، فقد كشفت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية أنه فى شهر يوليو 2020، استخدام الهكرز اسم جو بايدن وباراك أوباما وكانى ويست بالإضافة لإيلون ماسك، وهم من الشخصيات البارزة، التى استهدفها الهاكرز على تويتر فى عملية الاحتيال الإلكترونى.


وتم ضبط عملية الاحتيال فى نوفمبر 2021، عندما أصبحت صفحة إيلون ماسك المزيفة غير متاحة، وبالرغم من ذلك فإن عملية الاحتيال لم تكن قد انتهت، حيث تم فتح صفحة أخرى تنتحل شخصية إيلون ماسك، كما تم تفعيل علامة التحقق منها مرة أخرى بواسطة فيسبوك، استطاعت أن تقوم بتشغيل عملية احتيال بتكوين مماثلة. حسبما أكد الموقع الأمريكى التابع لفوكس ميديا "The Verge".


وبتتبع الصفحة المزورة باسم إيلون ماسك، والموثقة من خلال مستندات مزيف، أن الصفحة دُشنت من قبل منتحلى الشخصية الذين يديرون عملية احتيال إلكترونى للحصول على العملة المشفرة "بتكوين". وتم تدشين الصفحة عن طريق انتحال شخصية "أوبرى آليجريتي" مراسل فى قناة سكاى نيوز.


وتم تغيير اسم الصفحة 5 مرات، فى البداية، كانت الصفحة تستخدم بعض الأسماء العربية، ثم تغير الاسم إلى أوبرى آليجريتى، وفقًا لملفه الشخصى على لينكد إن موقع التواصل الاجتماعى "LinkedIn". وفى 10 نوفمبر 2021، تم تغيير اسم الصفحة إلى إيلون ماسك، إلى جانب صورته فى الملف الشخصى، وتمكنت الصفحة من جذب 34 ألفا و382 متابعًا فى 7 منشورات.


بدأت عملية الاحتيال الإلكترونى بمنشور مشبوه على فيسبوك يحتوى على كلمتين فقط "#ADA coin"، وكانت عملية الاحتيال تجرى فى التعليقات حيث طلب المحتالون من الناس إرسال عملات البتكوين إذا كانوا يريدون مضاعفتها.


ومن خلال التعريف بصفحة فيسبوك وجد أن الأشخاص الذين يديرون الصفحة من أوروبا، ويديرها أشخاص يعيشون فى إسبانيا وألمانيا، لكن الحقيقة أن الصفحة كانت تُدار من قبل نفس المجموعة التى كانت مسئولة عن الصفحة المزيفة السابقة لإيلون ماسك، وهى المجموعة المسئولة عن عملية الاحتيال الثانية.


ويستخدم اسم ماسك فى الاحتيال الإلكترونى كطعم على فيسبوك لخداع الأشخاص لإرسال بتكوين فى عمليات احتيال باستخدام العملات المشفرة، وبالرغم من نظام التحقق الصارم الذى يستخدمه فيس بوك، لكن المحتالين يمكنهم النفاذ إلى ذلك عن طريق الثغرات الموجودة فى نظام التحقق نفسه.


كما يستخدم المحتالون أيضا اسم إيلون ماسك لكسب المال بسهولة، حتى على إنستجرام، حيث استغل ليكون منفذًا لإجراء عمليات احتيال مماثلة. ومع ذلك لم يتم التحقق من هذه الحسابات.


كانت آخر ضحايا الاحتيال الإلكترونى مستثمرة عملة مشفرة من بريتون، قام المحتالون بخداعها واستولوا على ما قيمته 9 آلاف جنيه إسترلينى من العملة المشفرة "بتكوين" باستخدام اسم رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك.


وذكرت شبكة بى بى سى أن المحتالين أنشأوا موقعًا على شبكة الإنترنت مشابهًا لموقع "بى بى سى نيوز"، لإضافة مصداقية إلى الخبر المزيف، الذى استخدمه الهاكرز للاحتيال إلكترونيًا على ضحاياهم، وأوهموهم أنهم سيعيدون لهم ضعف مبلغ أي إيداع بيتكوين.


ويسمى هذا النوع من الاحتيال الإلكترونى باحتيال "الهبات"، حيث يتظاهر المحتالون الإلكترونيون بأنهم مشاهير أو شخصيات معروفة فى عالم العملات المشفرة "بيتكوين" ويقدمون وعودًا لمتابعيهم بمضاعفة العملة المشفرة التى يرسلها المستثمرون، وهنا يسهل سرقة هؤلاء المنخدعين الذين يعتقدون أن هؤلاء الهاكرز شخصية مشهورة عليهم الوثوق بها.

بريجريت ماكرون
وتم انتحال شخصيات بارزة فى فرنسا وموناكو عام 2018، وكان أبرز ضحاياها بريجريت ماكرون زوجة الرئيس الفرنسى، ورجل موناكو الأول الأمير ألبرت الثانى.


وظهرت عملية الاحتيال الإلكترونى عندما رفعت بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، دعوى قضائية للتحقيق حول محاولة سرقة هويتها، حيث أرسل المحتالون العديد من الرسائل الإلكترونية من عنوان بريد إلكترونى شبيه بالذى تستخدمه بريجيت ماكرون، والمرتبط بقصر الإليزية، وتوجهت تلك الرسائل لدول مثل أستراليا وهونج كونج والمغرب، وإلى أماكن تقع داخل فرنسى، وطلبت تلك الرسائل دعوات إلى فنادق فاخرة، ومطاعم خمس نجوم، وتذاكر لسباق الجائزة الكبرى فى أستراليا، وغيرها من الطلبات المثيرة، إلا أنه تم اكتشاف هذه الدعوات وإحباطها.


وأكدت لجنة التجارية الفيدرالية الأمريكية أن الاحتيال الإلكترونى يتزايد كل عام، ففى أكتوبر 2020، تمكنت إجراءات الاحتيال من عرقلة الاستيلاء على ما قيمته 80 مليون دولار أمريكى من العملة المشفرة.


كما تستمر معدلات الاحتيال فى الزيادة أكثر من 10 أضعاف على مدار العام، ويخسر المستثمر العادى حوالى 1.900 دولارًا أمريكى بسبب الاحتيال الإلكترونى، بحسب اللجنة التجارية الفيدرالية.

 

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية