رئيس التحرير
عصام كامل

الاحتجاجات تتصاعد.. مكاسب سياسية خلف أزمة الحجاب في الهند

احتجاجات منع الحجاب
احتجاجات منع الحجاب في الهند

موجة غضب عارمة ضربت الهند خلال الأيام الماضية بعد حظر الحجاب بالمدارس والجامعات بعدما قررت ولاية هندية إغلاق المدارس العليا بسبب جدل حول ارتداء الحجاب لفت أنظار العالم.

 

واتخذت حكومة ولاية كارناتاكا الواقعة في جنوب الهند القرار بعد أعمال العنف التي شهدتها مظاهرات طلابية على خلفية منع طالبات مسلمات من ارتداء الحجاب في الفصول.


حدثت تلك التطورات بحسب تقرير هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بعد انتشار الاحتجاجات التي بدأتها ست طالبات بمدرسة عليا تابعة للحكومة إلى مدارس أخرى.

 

ثم ذهب بعض الطلبة الهندوس إلى مدارسهم مرتدين الشال البرتقالي اللون وهو اللون الذي يعتبر رمزًا هندوسيًّا احتجاجًا على ارتداء الطالبات المسلمات الحجاب.


بداية الأزمة

وبدأت المشكلة تلفت الانتباه عندما شرعت 6 طالبات بإحدى المدارس العليا الحكومية في منطقة أودوبي بولاية كارناتاكا في الاحتجاج على منعهن من دخول الفصول بسبب ارتدائهن الحجاب.


وأودوبي واحدة من ثلاث مناطق في المنطقة الساحلية التي تتسم بحساسية اجتماعية في ولاية كارناتاكا، وتعد معقلا لحزب بهارتيا جاناتا اليميني الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وعادة ما يصف المراقبون المنطقة بأنها مختبر للسياسات الجماعية الهندوسية. كما أن الحزب يسيطر أيضا على حكومة ولاية كارناتاكا.

 

وقالت المدرسة إنها سمحت للطالبات بارتداء الحجاب داخل الحرم المدرسي، وطلبت منهن فقط خلعه داخل الفصول. ولكن الطالبات، اللاتي يرتدين جميعا الزي المدرسي الإلزامي، قلن إنه يجب السماح لهن بتغطية رؤوسهن في الفصول كذلك.

احتجاجات علي حظر الحجاب في الهند

مكاسب سياسية

ووصلت الصراعات حول الحجاب في الهند إلى أوتار براديش أكثر الولايات اكتظاظًا بالسكان، بعد أن طالبت مجموعة من الشباب في إحدى الكليات بحظر الحجاب.


ويحكم ولاية أوتار براديش، التي يقدر أن عدد سكانها يعادل عدد سكان البرازيل، راهب هندوسي يتبع حزب "بهاراتيا جاناتا" الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وتشهد الولاية انتخابات متعددة المراحل تنتهي الشهر المقبل، وغالبا ما تستخدم النزاعات بين المسلمين والهندوس من أجل تحقيق مكاسب سياسية في الولاية.

 

وفي ولاية أوتار براديش، شمال البلاد، توجهت مجموعة تضم أكثر من 24 من الشباب إلى كلية دهارما ساماج في منطقة أليجرا وقدمت مذكرة إلى المسؤولين، تطالب فيها بفرض حظر كامل على الحجاب داخل مبانيها.

 

ولا يسمح حاليًّا بارتداء الزي الديني داخل القاعات الدراسية، لكن يمكن ارتداؤه في أماكن أخرى من الحرم الجامعي.

 

وكانت السلطات قد أغلقت الكليات في كارناتاكا بجنوب الهند الأسبوع الماضي، بعد أن أدى منع الطالبات من ارتداء الحجاب في القاعات الدراسية إلى اندلاع احتجاجات من قبل الطلاب المسلمين واحتجاجات مضادة من قبل أقرانهم من الهندوس. وجاء حظر الحجاب في إطار سياسة تفرض الالتزام بزي موحد للطالبات.

 

الأقلية المسلمة

وتنظر الأقلية المسلمة في الهند، التي تمثل نحو 13 % من سكان البلاد، على نطاق واسع إلى القضية على أنها محاولة لتهميشها من قبل السلطات.

 

ويستمد الحزب الحاكم دعمه بشكل أساسي من الأغلبية الهندوسية التي تشكل نحو 80 % من سكان الهند البالغ عددهم 1,4 مليار نسمة تقريبًا.

رمز للمقاومة

من ناحية أخرى تحولت مسكان خان، إلى رمز للمقاومة بين الشابات الهنديات المسلمات، اللواتي تكافحن ضد قرارات منع الحجاب.

 

الشابة البالغة من العمر 19 عامًا ظهرت في مقطع مصور، انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تدخل مدرستها بينما يقترب منها حشد من الرجال، يرتدي كل منهم وشاحا أحمر مائلًا إلى البرتقالي فوق كتفيه؛ وهو لون يرتبط بالديانة الهندوسية والجماعات القومية الهندوسية، وهم يهتفون "المجد للإله رام".


لكن مسكان، التي ظهرت في الفيديو مرتدية عباءة سوداء وحجابا، وقفت في وجه الشبان الذي استمروا بمضايقتها، وبدأت تصيح قائلة "الله أكبر"، قبل أن تهرع إدارة المدرسة لاصطحابها إلى الداخل.

 

وتعد مسكان واحدة من ملايين المسلمات الهنديات اللواتي يرتدين الحجاب أو النقاب بشكل يومي، لكن هذا الخيار، تحول، خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلى أمر مثير للجدل.

الجريدة الرسمية