رئيس التحرير
عصام كامل

مستريح الإنترنت.. وهم توظيف الأموال لا يزال مستمرا.. والتطبيقات فخ المواطنين

أرشيفية
أرشيفية

انتشرت خلال السنوات الماضية ظاهرة المستريح، وهو شخص يستغل راغبى الربح السريع والثراء بدون تعب وإيهامهم بإمكانية جنى أرباح طائلة، وما عليهم إلا إعطاؤه مبلغا ماليا يوظفه لهم وينتظرون الأرباح بصفة دورية دون عمل أو بذل جهد.

ويحاول المستريح جذب أكبر عدد من المخدوعين به، من خلال دفع أرباح كبيرة فى البداية، وعقب تجميعه مبالغ طائلة يترك النطاق محل نشاطه ويبحث عن منطقة أخرى تكون بيئة خصبة لاصطياد فريسة جديدة وعملية نصب أكبر.

مستريح الإنترنت

ورغم انتشار ظاهرة المستريح، وبذل قوات الشرطة جهودا مضنية فى القبض على بعضهم ومطاردة الهاربين، بجانب زيادة التوعية الإعلامية بخطورة الوضع، إلا أنه ما زال الكثيرون يقعون فى شباك هؤلاء النصابين الذين دائمًا ما يلجأون إلى حيل جديدة لاصطياد الفريسة، والتى كان آخرها ظهور ما يسمى بـ"مستريح الإنترنت"، وهى عبارة عن تطبيقات إلكترونية تجمع الأموال من مستخدميها عن طريق إيهامهم بتحصيل ربح شهرى أو غيرها من أدوات النصب لجمع الأموال من المواطنين عبر وسائل الدفع الإلكترونى المختلفة.
تعددت أشكال النصب الإلكترونى مؤخرًا حيث تزايدت تطبيقات توظيف الأموال بشكل ملحوظ عقب انتشار فيروس كورونا، ولجوء الكثيرين للعمل من المنزل، حيث يوجد الآن العديد من التطبيقات التى تعمل على تجميع الأموال من مستخدميها سواء كان بغرض توظيفها وإعطاء المستخدمين ربحا بشكل دورى أو لتجميع الأموال بغرض تكوين جمعية إلكترونية ويحصل كل مستخدم على قيمة الجمعية كاملة فى شهر معين، وكعادة كل شيء إلكترونى يوجد منه الحقيقى ويوجد منه الاحتيالي.
وبين هذا وذاك يوجد آخرون يلجأون إلى الطرق الأقصر مسافة، وهى سرقة حسابات مستخدمى الإنترنت والحصول على بيانات البطاقات المصرفية وسرقة الأموال منها، عن طريق رابط إلكترونى وهمى يرسلونه إلى الضحية، وعقب الدخول عليه يتم سرقة بياناته كافة، وتزيد هذه النوعية من السرقة خلال الأحداث العالمية الكبرى أو مسابقات لكسب المال أو تحدى لتريند ما.

فعلى سبيل المثال يرسل المحتال رابطا إلكترونيا وهميا على إحدى وسائل التواصل الاجتماعى وعنوان الرابط "شاهد قبل الحذف لقطة صادمة من مباراة مصر والمغرب فى كأس الأمم الأفريقية"، وعقب ضغط الضحية على الرابط يتم تحويله إلى رابط خارجى مشبوه يصل إلى معلومات معينة فى حسابه، ناهيك عن كثرة اتصال المحتالين الذين ينتحلون شخصية موظف بالبنك للحصول على معلومات البطاقة المصرفية ومن ثم سرقتها.

طرق الحماية

وليد حجاج، خبير أمن المعلومات يقول: إن مثل هذه التطبيقات ليس لها علاقة بالتكنولوجيا، ولكن تم برمجتها للنصب على الناس، متسائًلا: هل من المعقول أن أصدق أحدا يقول لى أعطنى ألف جنيه لمدة عام وأعطى لك أرباحا شهرية تُقدر بنفس القيمة وهى ألف جنيه؟!
وأضاف خبير أمن المعلومات لـ"فيتو"، تطبيقات توظيف الأموال لا يوجد بها خدعة تكنولوجية لسحب بيانات عميل وسرقة المال دون معرفة مستخدم التطبيق كما يحدث عادة، ولكن هذه المرة المستخدمون هم من دفعوًا الأموال بمحض إرادتهم، منوهًا إلى وجود فرق بين المحافظ الإلكترونية أو التطبيقات التى توجد لها مقرات على أرض الواقع وتعترف بها الدولة وبين مثل هذه التطبيقات التى لا يوجد لها كيان على أرض الواقع، وصممت خصيصًا للنصب على الناس وتجميع الأموال وإيهامهم بتوظيفها وتحقيق الربح السريع.
ونصح خبير أمن المعلومات مستخدمى الإنترنت بتحكيم العقل قبل دفع أي أموال لأى تطبيق أو شخص افتراضى على إحدى المنصات الإلكترونية، معلقًا: "مافيش حاجة اسمها مكسب سريع أو أنى أربح فلوس دون عمل".

الحسابات المصرفية

ولعدم سرقة بيانات الحسابات المصرفية عند التسوق عبر الإنترنت، نصح خبير أمن المعلومات باستخدام المحافظ الإلكترونية المتاحة لدى شركات المحمول المختلفة وصناعة بطاقة وهمية للتسوق تصلح للاستخدام مرة واحدة فقط ولمدة يوم واحد من صناعتها، مضيفًا: هناك البعض يفضل استخدام البطاقة المصرفية للدفع عبر الإنترنت، وهنا يجب التأكيد مع البنك الخاص به بتفعيل خاصية إرسال الرسائل والتأكيد عليها قبل إتمام أي عملية مصرفية.
وتابع خبير أمن المعلومات يجب أن تكون البطاقة المصرفية المستخدمة عبر الإنترنت لها حد معين للسحب ويكون رقما صغيرا حتى إذا تم سرقتها لا تؤذى بشكل كبير.
وألمح وليد حجاج، إلى أن سحب المال عبر الإنترنت لا يحتاج إلا رقم البطاقة المصرفية وتاريخ الانتهاء والثلاث أرقام المدونين فى خلف البطاقة، مؤكدًا على أهمية عدم إعطاء بيانات البطاقة المصرفية الخاصة لأى شخص مهما ادعى مكانته، كما أكد على أهمية وضع غطاء على الثلاث أرقام الموجودة خلف البطاقة حتى لا يراها أحد.

ومن جانبه، قال يسرى الشرقاوى، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، إن مثل هذه التطبيقات المخصصة لتجميع وتوظيف الأموال هى جريمة إلكترونية مكتملة الأركان وليس لها علاقة بأساليب الاستثمار المعروفة، مشيرًا إلى أنه من غير المنطقى أن يستثمر أحد فى تطبيق ويدفع له أموالا كى يجنى أرباحا طائلة بعد ذلك.
وأضاف رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة فى تصريح خاص لـ"فيتو"، أن مثل هذه التطبيقات لم تحصل على التراخيص اللازمة لتكوين شركة استثمار، كما أنها غير مُعترف بها، ومجهولة النشاط مشددًا على أهمية زيادة الرقابة من جانب الدولة على مثل هذه العمليات الإلكترونية بجانب التوعية الإعلامية بخطوتها.

وأوضح رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة أن البديل الآمن لمثل هذه المعاملات هو إقامة مشروع استثمارى مباشر أو الاستثمار غير المباشر الآمن فى أسهم البورصة أو البنوك المعروفة.
ونصح "يسرى الشرقاوى" من وقع عليه نصب من إحدى هذه التطبيقات أن يُسرع فى عمل محاضر فى قسم الشرطة والإدلاء بكافة المعلومات حتى يساعد قوات الشرطة فى إلقاء القبض على الجناة إذا كانوا موجودين داخل مصر.

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية