رئيس التحرير
عصام كامل

صاحب الصوت الملائكي.. ذكرى رحيل سلطان المداحين سيد النقشبندي

الشيخ سيد النقشبندي
الشيخ سيد النقشبندي

صاحب مدرسة متميزة مؤثرة في الابتهالات، وهو أحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني، يتمتع بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ الإنشاد الديني، ففي مثل هذا اليوم 14 فبراير 1976 رحل المبتهل الشيخ سيد النقشبندي، سلطان المداحين، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الموافق 14 فبراير من عام 1976 عن عمر ٥٦ عامًا.

 
ولد الشيخ النقشبندي في حارة الشقيقة بقرية دميرة إحدى قرى محافظة الدقهلية، في مصر عام 1920م، ثم ترك دميرة حيث انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا في جنوب الصعيد ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره، وفي طهطا حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يستكمل عامه الثامن وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية وأصبح له صيتًا في القرى من حوله.

 

كروان من الجنة 

وفي عام 1955 استقر في مدينة طنطا وذاعت شهرته منشدًا وقارئًا للقرآن في محافظات مصر والدول العربية، وسافر إلى حلب وحماة ودمشق لإحياء الليالي الدينية بدعوة من الرئيس السوري حافظ الأسد، الذي كان من أشد المعجبين به، وصفه الدكتور مصطفى محمود بأنه مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد، تسمعه وكأنه كروان من الجنة.


كما زار الشيخ سيد النقشبندي أبو ظبي والأردن وإيران واليمن وإندونيسيا والمغرب العربي ودول الخليج ومعظم الدول الأفريقية والآسيوية، وأدى فريضة الحج خمس مرات خلال زياراته المتعددة للسعودية.

 

لقاء بليغ حمدي 

التقى الشيخ سيد النقشبندي بالملحن الكبير بليغ حمدي بدعوة من الرئيس أنور السادات للتعاون بينهما فى عمل يثرى الإذاعة، وأثمر ذلك التعاون عن 6 ابتهالات، قال عنها النقشبندي في حديثه مع الإذاعي الكبير وجدي الحكيم: الفضل يرجع للسادات وبليغ ولو مكنتش سجلتهم مكنش بقالي تاريخ بعد رحيلي، ومن بين أشهر الابتهالات التي تعاونا فيها "مولاي إني ببابك".


بدأت الحكاية في حفل خطبة ابنة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذي كان يحرص على وجود إنشاد ديني في الحفلات التي يحضرها، وكان النقشبندي ضيفا في الحفل، وأثناء قيام الأخير بتحية السادات، أشار السادات لوجدي الحكيم وبليغ حمدي، قائلًا: عاوز اسمع صوت النقشبندي في الإذاعة بتلحين بليغ حمدي.

 

مولاي إني ببابك

وبعد أيام حضر سيد النقشبندي لمبنى الإذاعة برفقة وجدى الحكيم، وظل النقشبندي يردد "على آخر الزمن يا وجدي بيه  يلحن لي ملحن الراقصات بليغ حمدى "معتقدا  أن بليغ سيصنع له لحنًا راقصًا لن يتناسب مع جلال الكلمات التي ينطق بها في الأدعية والابتهالات، وفكر فى الاعتذار حتى اتفق مع الحكيم على الاستماع لبليغ وإذا لم يعجب باللحن الذي سيلحنه سيرفض الاستمرار فى الفكرة. 

ويقول وجدي الحكيم إن الشيخ النقشبندي ظل طيلة الوقت قلقا يود لو يقبل اعتذاره عن هذا التعاون، وبعد نصف ساعة من جلوسه مع بليغ في الإستوديو، دخل الحكيم ليجد الشيخ يصفق قائلًا: "بليغ دا عفريت من الجن" وكان الابتهال (مولاي إني ببابك) من أشهر ابتهالات الإذاعة إلى يومنا هذا.

 

تكريم وجوائز 

كرمه الرئيس أنور السادات عام 1979م بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته، كما كرمه حسني مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1989م بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى ـ وذلك بعد وفاته أيضا ـ  كرمته محافظة الغربية التي عاش فيها ودفن بها حيث أطلقت اسمه على أكبر شوارع طنطا والممتد من ميدان المحطة حتى ميدان الساعة.

الجريدة الرسمية