رئيس التحرير
عصام كامل

بينهما عداء تاريخي.. سر رفض المنهج السلفي لـ«الفلسفة والفلاسفة»

الفلسفة والسلفية
الفلسفة والسلفية

يرتاب السلف في كل من يسوق الفلسفة أو يتبع مناهج الفلاسفة وأقوالهم، يهاجمون الفكرة دائما ويعتبرونها الباب الشرعي للإلحاد في العالم العربي والإسلامي، والقضية ليست مجرد مخاوف، أو أراء شخصية لبعض أكابر المنهج، بل تعود إلى اتهامات شكلت عقيدة السلف منذ قرون، واتهامهم للفلسفة بخلط أفكار اليونان القديمة بالثقافة الإسلامية، وانعكاسات ذلك على تطور علم الكلام، الذي ناقش في عقائد الإسلام، ما تعتبره السلفية حتى الآن خطوط حمراء.

 

تجريس الفلسفة من العقل السلفي 

 

يتداول السلف قول ابن الصلاح الفقيه والمحدث: "الفلسفة رأس السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة، فمن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالحجج الظاهرة والبراهين الباهرة، ومن تلبس بها تعليمًا وتعلّمًا قارنه الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان".

 

يقول الباحث السلفي عزيز أبو خلف: تساؤلات الفلسفة تعكس اهتزاز الثقة بالنفس وشعورها بالعجز أمام الفكر الدخيل، مرجعا الأزمة في إثارة التساؤلات الفلسفية لعدم ترسيخ استقلال العقائد الاسلامية عن مثل هذه العلوم، والتأكيد على عدم حاجتها إليها.

 

أضاف: العقائد تتسم باليقين والثبات، ولا حاجة لها في ان ترتبط بعلوم عقلية سمتها الأساسية التحول والتغير والنسبية، وأشار الباحث إلى مسئولية علم الكلام الذي نصب نفسه مقررًا لعقائد الدين ومدافعًا عنها، في اعتماد نظريات اليونان ومنطق أرسطو في إقامة البراهين على إثبات الخالق.

 

تابع: دلل علم الكلام على عقائد الإسلام وما يتعلق بالذات الإلهية بالتأويل والمجاز، مؤكدا أن هذه العلوم الإسلامية للأسف سبقت الفلاسفة المعاصرين في الحرب على الإسلام، وساهمت في غياب الثقة بالنصوص الدينية. 

 

رأي إبن تيمية في الفلسفة 

 

بحسب الباحث أبو خلف: شيخ الاسلام ابن تيمية، وبناء على النصوص القرآنية والنبوية، يرفض تماما هذه المناهج،  ويرى أنه لابديل عن جعل النصوص الدينية المرجعية لتفكيرنا وليس العكس كما حصل في علم الكلام، مؤكدا أنه لايوجد في النصوص ما يخالف العقل، فالواجب عرضها بدون حرج ولا خجل، بل وبكل ثقة، وترك الأمر للعقول تفكر فيها بعيدًا عن الأفكار الدخيلة وعن الثقة المهزوزة أمام هذه الأفكار. 

 

يشدد ابن تيمية بحسب الباحث على مسئولية الفلاسفة في تحريف نصوص الدين وتأويلها لصالح الفكر المعادي لها منذ قدم الزمان، ويعتبر أن التأويل الذي قام به علماء الكلام في التاريخ الإسلامي فرغ الكثير من النصوص من محتواها الحقيقي، وأثار الجدل والارتباك بين المسلمين، ولاسيما في قضايا مثل الاستواء على العرش والنزول عنه، وإجابة الدعاء وغيرها.

 

يختتم الباحث السلفي زاعما أن الاعتماد على النظريات العلمية والآراء العقلية قاد الكثير من المسلمين إلى الخجل من تفسيرات بعض النصوص الدينية، ما أضر بالإسلام والمسلمين، على حد قوله. 

الجريدة الرسمية