رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: ما بين الصعود للقمة والهبوط للقاع

محمود الجوهري
محمود الجوهري

رغم اعترافنا بأن خير الأمور الوسط وكل الأديان السماوية تدعو إلى عدم المغالاة في شيء لأنه لايوجد علي ظهر الأرض ما هو شر دائم أو خير على طول الخط.

الإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان...الإنسان يخطئ ويصيب ما دام أنه بشر والكمال لله وحده، وأنا قررت أن أبدأ بتلك المقدمة لتوصيف حال كرة القدم المصرية.

بالأمس كنا نقترب من عمل تمثال لمحمد صلاح وكيروش واللاعبين باعتبار أنهم أبطال واليوم أجد من يهيل التراب عليهم.

ذهبنا إلى الكاميرون نبحث عن أنفسنا ولا نمني الذات بأكثر من مركز شرفي، بعد أن ودعنا البطولة التي كانت علي أرضنا في 2019 من دور الـ 16 ولكن فاجأنا الجهاز الفني واللاعبون بملحمة كروية واجتياز كل العقبات والوصول للمحطة الأخيرة والخسارة بركلات الترجيح.

لم يشفع البكاء

لم يشفع بكاء أبطالنا ولادموع البطل محمد صلاح الذي تحمل ما لا يتحمله بشر من أجل رفع راية مصر ثم يأتي من يقول إنهم قصروا.

لا والله لم يقصروا ودموعهم الذكية تؤكد أنهم بذلوا أضعاف ماهو مطلوب منهم ويكفي الروح التي رأيناها.

وأنا هنا أتذكر كلمات الراحل العظيم الكابتن محمود الجوهري لي في جلسات كثيرة جمعتنا، يجسد فيها مشواره مع كرة القدم المصرية.

وأبرز ما أدهش الرجل هو تحول قبلة الجماهير بعد أقل من 48 ساعة وحكي لي الموقف كاملا.

جوهري …جوهري
قال الجوهري كنا في كأس القارات بالمكسيك عام 99 ولعبنا أول مباراتين الأولى أمام بوليفيا وتعادلنا ثم كان اللقاء المهم أمام المكسيك صاحب الأرض وتعادلنا معهم في عقر دارهم وكانت المباريات تقام فجرا وقتها خرجت الجماهير المصرية عن بكرة أبيها تهتف....جوهري...جوهرى 

ثم كانت المفاجأة الثانية بعد 48 ساعة حيث خسرنا من السعودية 1-5 لتخرج نفس الجماهير لتطالب بإقالتي وتهتف ضدي والنيل مني لدرجة أنني شككت أني أعمل مدربًا.

وهذا كان أقرب مثل حكاه الجوهري ولكن هناك أمثال كثيرة فمثلا عندما تمت الإطاحة به بعد الخسارة من اليونان وديًا بعد شهور من وضع بصمته في المونديال الذي غبنا عنه 56 عامًا.

المعلم لم يفلت

ولم يكن المعلم حسن شحاتة وجهازه الفني بعيدًا عن الصورة وعلى الرغم من أنه حقق إنجازًا أسطوريًا لم يحدث من قبل ولم يتكرر وهو الفوز بثلاث بطولات أمم أفريقيا ولم يشفع له عندما تم إقالته بعد الخروج من التصفيات القارية المؤهلة للأمم الأفريقية 

...لم تعد لدينا وسطية وإنما أصبح شعارنا إما أن تظل على القمة طول الوقت او الهبوط لسابع أرض وبدون وضع اعتبار لأي عوامل إنسانية .

ولله الأمر من قبل ومن بعد 

الجريدة الرسمية