رئيس التحرير
عصام كامل

وجهوا نداء خاصا لزوجته.. تفاصيل مقتل زعيم داعش كما رواها أحد الجيران ومالك منزله

قصف أمريكي لمنزل
قصف أمريكي لمنزل زعيم داعش

لم يخطر بذهن أي من الجيران أن في المنزل المتواضع المؤلف من طبقتين وتحيط به أشجار الزيتون، يقطن زعيم تنظيم داعش، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، في منطقة تخضع أساسا لسيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وفصائل أخرى أقل نفوذا.

حتى إن محمد الشيخ، وهو مالك المنزل صعقه الخبر، بعدما ظن أن من استأجر منزله الذي يعتاش منه سائق سيارة أجرة، في الصباح المبكر حضر مسرعًا إلى المكان ليتفقد المبنى والأضرار التي لحقت به.

وتظهر صور التقطها مراسلو فرانس برس غرفًا تبعثرت محتوياتها البسيطة من فرش وأغطية وملابس ملونة وألعاب أطفال، بينما يكسو الدخان الأسود سقف الطبقة الثانية من المبنى، والذي انهار جزء منه، تغطي بقعة دماء كبيرة أرضية إحدى الغرف وجدارا محاذيا.

ويوضح مالك المنزل أن القرشي، واسمه الحقيقي أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي، لفرانس برس كان قد استأجر الطابقين منه قبل نحو عام مقابل مئة دولار.

وأقام مع زوجته وأولادهما الثلاثة في الطابق الأول، بينما قطنت شقيقته مع ابنتها في الطابق الثاني.

ويقول: إن القرشي سكن لديه منذ 11 شهرا، ولم يستطع المالك ملاحظة أي شيء غريب على القرشي، الذي تظاهر بأنه يعمل سائق سيارة أجرة، متنكرا ببنطال وقميص مع سترة من دون أكمام ويضع غطاء على رأسه دائما، بحسب تصريحات المالك لوكالة فرانس برس.

ويضيف أن القرشي كان يتصرف على نحو هادئ ولم يثر شكوك من التقوا به، لكن ذلك لا يهدّى من غضب الشيخ الذي تضرر منزله، ويقول "لو كنت أعلم شيئا عنه لما تركته يسكن في منزلي".

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس أن بلاده "أزالت تهديدًا إرهابيًا كبيرًا" بمقتل القرشي الذي فجر نفسه خلال عملية إنزال نفذتها وحدة كوماندوز أمريكية فجر الخميس على منزل في سوريا كان يقيم فيه مع عائلته في بلدة أطمة بمنطقة إدلب في شمال غرب سوريا.


شهادة الجيران

حين بدأت المروحيات الأمريكية تحلّق فوق مقر إقامة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة أطمة في شمال غرب سوريا، ظنّ محمود شحادة أن عاصفة جوية قد بدأت بعدما كان الهواء قويا عند المساء.

لكن عند خروجه إلى باحة منزله القريب لتفقّد الوضع قرابة الساعة الثانية عشرة والنصف، بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، هاله ما شاهده أمامه: مروحيات تحوم فوق المنزل المجاور، ونداءات للاستسلام توجه تباعا عبر مكبرات صوت.

ويقول محمود وهو أحد سكان بلدة أطمة في محافظة إدلب، قرب الحدود مع تركيا، لوكالة فرانس بعد وقت قصير من انتهاء عملية الإنزال "كان الطيران يحوم فوقنا، وبعد عشر دقائق سمعنا نداء ـ سلمي نفسك، البيت محاصرـ".

ويضيف: "أحدهم كان يتحدث بالإنجليزية والثاني يُترجم له ويصرخ للمرأة بلهجة عراقية بدوية ـ سلمي نفسك ودعي الأطفال يأتون إليناـ" من دون أن يتمكن من معرفة ما إذا سلمت نفسها أم لا.

إثر ذلك، سمع أهالي المنطقة إطلاق رصاص ودوي قذائف، في وضع استمر لنحو ساعتين، قبل أن تقتحم القوات المهاجمة المنزل وتسيطر على الوضع تباعا.

وقتل في العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأمريكية 13 شخصا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء.
وبحسب ما قال مسؤول كبير في البيت الأبيض فقد أقدم زعيم التنظيم عند بدء العملية على تفجير "قنبلة قتلته وأفراد عائلته وبينهم نساء وأطفال" عند بدء العملية.

عند بدء الإنزال، ظن أهالي المنطقة أن القوات الأمريكية التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تنفّذ عملية تطال أحد القياديين المرتبطين بتنظيم القاعدة.

ويروي أبو علي وهو نازح يقيم في مكان ليس ببعيد عن المنزل المستهدف، أنهم سمعوا نداءات طمأنة أثناء تنفيذ العملية، ويستعيد جملة جاء فيها "لا تخافوا.. جئنا من أجل هذا المنزل فقط.. لنخلصكم من الإرهابيين".

الجريدة الرسمية